أبوظبي - قطع التعاون العلمي والتكنولوجي في مواجهة وباء كورونا والذي أعلن حديثا عن إطلاقه بين الإمارات وإسرائيل، أولى خطوات تجسيده بشكل عملي، وذلك في ضوء مبدأ عام أرسته الإمارات والتزمت بتطبيقه، ويقوم على تجاوز مختلف العوائق السياسية والقفز على الاعتبارات الدينية والعرقية في التأسيس لتعاون دولي فعّال ضدّ الجائحة التي باتت تشكّل تهديدا جديّا لمختلف الدول والشعوب. وأُعلن الجمعة عن توقيع “مجموعة 42” المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والتي تتخذ من أبوظبي مقرا لها، مذكرتي تفاهم مع شركة رافاييل للأنظمة العسكرية المتقدمة، وشركة إسرائيل لصناعات الطيران والفضاء “إلتا”، وهما من كبريات الشركات التكنولوجية الإسرائيلية، تنصّان على التعاون في مجال البحث والتطوير وإيجاد حلول فعالة لمكافحة الفايروس المسبب لجائحة كوفيد – 19. وقالت وكالة الأنباء الإماراتية “وام” إنّ توقيع المذكرتين تمّ عبر تقنية الاتصال المرئي بمشاركة مسؤولين من الشركات الثلاث. وإنّ هؤلاء المسؤولين ناقشوا خلال حفل التوقيع آفاق تبادل الخبرات والتقنيات من أجل إيجاد حلول متطورة وإطلاق مبادرات طبية تستفيد منها جميع شعوب العالم. كما نقلت عن الرئيس التنفيذي لـ“مجموعة 42” بينج شياو قوله “نقوم بتبني التعاون كوسيلة للوصول إلى تقنيات أفضل وأكثر فعالية من أجل تعزيز الفائدة العامة”، مضيفا أنّ “دولة الإمارات أعطت المثل في الجهود الدولية من أجل التغلب على وباء كورونا”. ومن الجانب الإسرائيلي لفت يوآف ترجمان الرئيس التنفيذي لشركة “إلتا” في بيان إلى أنّ “كوفيد – 19 لا يفرق بين القارات والشعوب والديانات”. ومنذ تحوّل الوباء إلى جائحة عالمية انخرطت الإمارات بقوة في مكافحته على صعيد عالمي سواء بالتعاون مع هيئات الأمم المتحدة وتحديدا المنظمة العالمية للصحة وبرنامج الأغذية العالمي، أو بمبادرتها من طرف واحد إلى تنفيذ حملة توزيع مساعدات طبية طالت أكثر من سبعين دولة في أنحاء متفرّقة من العالم، من أفريقيا إلى آسيا إلى أوروبا وأميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي. وتجمع الشراكة الجديدة ثلاثة من أهم المشاركين وأكثرهم نشاطا في مواجهة جائحة كورونا في المنطقة، وتمنحهم فرصة لجمع خبراتهم وقدراتهم التقنية ومواردهم في سبيل الإسراع بالتوصل إلى حلول ناجعة لحماية الصحة العامة ودعم المعركة العالمية ضد الفايروس. وكانت “مجموعة 42” من الشركات السباقة لمكافحة الوباء المستجدّ منذ بداية ظهوره مسخّرة في ذلك ما تمتلكه من خبرات في مجال التسلسل الجيني القائم على الذكاء الاصطناعي، حيث سبق للمجموعة أن أعلنت بالتعاون مع شركة “أوكسفورد نانوبور تكنولوجيز” المتخصصة بمجال تسلسل الحمض النووي ومقرها المملكة المتحدة، عن تطوير حل غير مسبوق يمكن استخدامه على نطاق سكاني واسع لإجراء الفحوصات السريعة وعالية الدقة للكشف عن فايروس كورونا. وعلى نطاق محلي تقود المجموعة التجارب السريرية الثالثة في دولة الإمارات للقاح معطل لفايروس كورونا المستجد تحت إشراف دائرة الصحة في أبوظبي.
مشاركة :