قدّم مانشستر سيتي عرضا لافتا الخميس أمام بطل الدوري الإنجليزي الممتاز ليفربول وتفنن في إسقاطه برباعية كاملة، موجها بذلك رسالة إلى بقية الأندية بأن اللقب الذي ضاع منه هذا الموسم لا يعني تراجع الفريق وفقدانه لمكانته وإنما سيّوجه تركيزه إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا والكأس المحلية. لندن – نغّص مانشستر سيتي على ليفربول فرحته بلقب الدوري الممتاز هذا الموسم بإسقاطه الخميس برباعية تاريخية خلفت تداعيات واسعة وتفاعل معها المهتمون بأجواء الدوري الممتاز. وبعد اللقاء المشوق الذي شهده ملعب الاتحاد وبرز خلاله سيتي فتاكا ومدفوعا بحماسة لاعبيه، تستأنف المرحلة الـ33 اليوم السبت من مسابقة الدوري الممتاز والتي يتزايد فيها رهان أندية قمة الترتيب على حسم المقاعد الأوروبية المؤهلة لدوري الأبطال و”يوروبا ليغ”. ويلفت محللون رياضيون إلى المستوى الذي ظهر عليه لاعبو المدرب الإسباني بيب غوارديولا أمام البطل ليفربول وإصرارهم على تقديم أنفسهم كأبطال رغم فقدانهم للقب الدوري هذا الموسم، لكنهم يؤكدون أن تلك الروح التي ظهرت على الفريق مهمة لإكمال مشواره في سباق الكأس المحلية ومسابقة دوري الأبطال التي يطمح الفريق لأن تكون خير تعويض لخروجه من سباق البريميرليغ. وبعد حسم “الحمر” البطاقة الأولى للمسابقة القارية، اقترب مانشستر سيتي الثاني من حسمها فنيا وليس إداريا، إذ يتعيّن عليه نقض قرار الاتحاد القاري للعبة بإبعاده عن المسابقات الأوروبية موسمين بسبب ادعاء مخالفته قواعد اللعب المالي النظيف. وفي حال إقصاء سيتي (66 نقطة)، سيبلغ المسابقة القارية الأولى أصحاب المراكز الثالث والرابع والخامس، ما يعني أن المنافسة ستكون في غاية الشراسة بين أندية ليستر سيتي (55 نقطة)، تشيلسي (54)، مانشستر يونايتد (52) وولفرهامبتون (52) نجم العودة بعد توقف الدوري نحو ثلاثة أشهر بسبب تفشي فايروس كورونا المستجد. وخيّم على ختام المرحلة السابقة الخميس، الفوز الساحق لمانشستر سيتي على ضيفه ليفربول 4-0، وذلك بعد أن اصطف لاعبو غوارديولا بممر شرفي، تكريما للاعبي البطل الذين حسموا اللقب قبل سبع مراحل على ختام الدوري. وأراد ليفربول المباراة احتفالا بتتويج انتظره لمدة ثلاثين عاما، وأرادها سيتي تعويضا عن خيبة فقدان لقب الموسمين الماضيين. ما بعد تحية الاصطفاف، لم يتوقف المضيف، بل عاث لاعبوه بسرعة ونجاعة في شباك منافسهم. وحقق كل مسجل لسيتي مبتغاه: البلجيكي كيفن دي بروين ثبّت بركلة جزاء افتتاحية، الأداء اللافت الذي يقدمه منذ عودة المنافسات بعد تعليق الأشهر الثلاثة بسبب فايروس كورونا المستجد، رحيم ستيرلينغ هزّ لمرة أولى (وثانية) شباك فريقه السابق في الدوري الممتاز، والشاب فيل فودن دك الشباك للمرة الرابعة في آخر ثلاث مباريات. وإذا كان مدرب ليفربول يورغن كلوب، باني التشكيلة الحديثة للفريق وألقابه الثلاثة الكبيرة المتتالية (دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية 2019 والدوري الممتاز)، قد أعرب مؤخرا عن تفاجئه بفارق النقاط الذي يفصله عن فريق غوارديولا، فالأكيد أن مباراة الخميس زادته قناعة بأن سيتي دفع غاليا ثمن جزء أول متعثر من موسمه. وقال كلوب بعد المباراة “مانشستر سيتي فريق مذهل. لقد تابعت موسمهم، لم يلعبوا مباراة سيئة”، لكنه رفض في الوقت عينه اعتبار أن ليفربول كان يعيش نشوة حسم اللقب لصالحه. وشدد على أنه لمس “ذهنية مذهلة” للاعبيه، مضيفا “افتقدنا الانسيابية. ضد مانشستر سيتي تعاني مشاكل هائلة. حظينا بلحظات، سنحت لنا فرص لم نستغلها. علينا تقبل النتيجة”. ومن جهته، قال غوارديولا “لقد فزنا على الأبطال، فريق استثنائي”، معلقا على الحديث عن أن ليفربول كان لا يزال في ذهنية الاحتفال بالفوز، بالقول “لقد شربوا كميات كبيرة من الجعة هذا الأسبوع، لكنهم وصلوا إلى هنا ودمهم نظيف من الجعة، لذلك أعطي فريقي الكثير من التقدير”. وبحسب إحصاءات “أوبتا”، فقد عادل ليفربول أسوأ خسارة لفريق حسم لقب الدوري الممتاز، والتي ألحقها بأرسنال في موسم 1997-1998. وأعاد سيتي تذكير ليفربول بموسمه القياسي في 2017-2018، حين هزمه على ملعب الاتحاد 5-0، قبل أن يمضي ليحرز اللقب برصيد 100 نقطة. وكاد أن يكرر النتيجة لولا إلغاء هدف الجزائري رياض محرز (90+4) لوجود لمسة يد حسمتها تقنية الفيديو. وقال المصري محمد صلاح إن فريقه كان منقسما بين رغبة حسم اللقب الأسبوع الماضي من خلال خسارة مانشستر سيتي أمام تشيلسي أو الذهاب إلى أرض سيتي والتتويج هناك، وأضاف “اعتقد أن الجميع كان متحمسا لمشاهدة المباراة سويا (تشيلسي – مانشستر سيتي 2-1). بعض اللاعبين أرادوا الفوز على مانشستر سيتي والتتويج باللقب هناك، والبعض الآخر قال ‘لا، فلنفز به ونحتفل سويا"”. لكن سيتي حامل لقب 2018 و2019 أفسد جزئيا احتفالات الريدز، عندما قدم البلجيكي كيفن دي بروين، رحيم ستيرلينغ واليافع فيل فودن عرضا رائعا حسموا به المباراة في شوطها الأول. واعتبر ستيرلينغ أن الموسم المقبل بدأ الليلة (الخميس). وقال نجم سيتي في تصريحات لشبكة سكاي سبورتس “لاعبو ليفربول كانوا رائعين طوال الموسم، أردنا تقديم مباراة جيدة أمامهم”. وأضاف “كنا نعرف أننا نتخلف عنهم، خيبنا الظن في بعض فترات الموسم، خضنا اختبارا صعبا ضد البطل الحالي، وظهرنا بشكل رائع”. وتابع “المدير الفني بيب غوارديولا قال لنا إن الموسم المقبل بدأ اليوم، الفريق يتطور ويتغير، يمكنك أن ترى النضج الذي يلعب به فيل فودين. أعتقد أننا نملك لاعبين رائعين للمستقبل”. ويستقبل ليفربول الذي خسر لقبه في دوري أبطال أوروبا، بخروجه في ثمن النهائي أمام أتلتيكو مدريد الإسباني، أستون فيلا الثامن عشر السبت. أما سيتي الذي تنتظره مواجهة طاحنة في إياب ثمن نهائي دوري الأبطال أمام ريال مدريد الإسباني، بعدما هزمه في عقر داره ذهابا 2-1، فيحل الأحد أيضا على ساوثهامبتون الرابع عشر. وبرغم تنازله عن لقب الدوري المحلي لليفربول، رأى غوارديولا أن “أشياء رائعة” تنتظر فريقه في نهاية الموسم الجاري، حيث تنتظره أيضا مباراة قوية في نصف نهائي الكأس ضد أرسنال “خضت تحديات كثيرة، كثيرة في مسيرتي كمدرب.. هذا تحد إضافي ‘دوري الأبطال’. الجميع يتحدث عن فشلي الكبير لأني لم أفز بدوري الأبطال في ميونخ أو هنا”. وتشهد المرحلة الـ33 مواجهات قوية تتخلها قمة ولفرهامبتون السادس وأرسنال الثامن. فيما يسعى ليستر الجريح إلى وقف النزيف، عندما يستقبل كريستال بالاس، فيما يحاول تشيلسي نسيان خسارته الموجعة أمام وست هام (2-3)، عندما يستقبل واتفورد السابع عشر.
مشاركة :