تجرى حاليا التجارب النهائية على «مسبار الأمل» وفقا للجدول الزمني المعتمد تمهيداً لإطلاقه في موعده المحدد عند الساعة 5:51:27 صباحا بتوقيت اليابان «00:51:27» بعد منتصف الليل بتوقيت الإمارات يوم الأربعاء الموافق 15 يوليو الجاري من مركز »تانيغاشيما«الفضائي. يقود فريق من الكوادر الإماراتية الشابة عمليات تجهيز مسبار الأمل للإطلاق بما في ذلك التجارب النهائية واختبارات ما قبل الإطلاق التي تتم في المحطة الفضائية بجزيرة تانيغاشيما في اليابان. تتضمن الاختبارات إجراء فحوصات نهائية لوظائف المركبة الفضائية التي تشمل نظام الطاقة ونظام الاتصال ونظام الملاحة ونظام التحكم ونظام الدفع والقيادة والنظام الحراري وأنظمة البرمجيات. منذ وصوله بنجاح إلى المحطة الفضائية بجزيرة تانيغاشيما اليابانية في أبريل الماضي، يخضع مسبار الأمل لعمليات تجهيز فائقة الدقة للإطلاق. تستغرق هذه العمليات 50 يوم عمل وتتضمن تعبئة خزان الوقود للمرة الأولى بحوالي 800 كيلوجرام من وقود الهايدروزين وفحص خزان الوقود والتأكد من عدم وجود أي تسريبات بالإضافة إلى اختبار أجهزة الاتصال والتحكم ونقل المسبار إلى منصة الإطلاق وتركيب المسبار على الصاروخ الذي سيحمله إلى الفضاء وشحن بطاريات المسبار للمرة الأخيرة. يتولى قيادة هذه التجهيزات والاختبارات فريق عمل»مسبار الأمل«المكون من كوادر إماراتية شابة بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين والعلميين لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ. يتكون الفريق الإماراتي الموجود حالياً في محطة الإطلاق اليابانية من كل من أحمد اليماحي ومحمود العوضي ومحمد العامري وهم من مهندسي الأنظمة الميكانيكية والمسؤولون عن رفع المسبار على صاروخ الإطلاق وكذلك عيسى المهيري وهو المسؤول عن شحن بطاريات المسبار ومراقبة ورصد المركبة الفضائية ويوسف الشحي وهو المسؤول عن إحكام إغلاق العازل متعدد الطبقات لخزان الوقود»MLI«وقابس التزود بالطاقة بالإضافة إلى عمر الشحي وهو قائد فريق عمليات تجهيز المسبار للإطلاق ويقوم باختبار ومراقبة فعالية وأداء المسبار ومعه في ذات المهمة خليفة المهيري المسؤول عن مراقبة ورصد وضمان سلامة المسبار. تأكيداً على سير خطط إطلاق»مسبار الأمل«بكل دقة وفقاً للجدول الزمني المعتمد بفضل العمل الدؤوب والجهود المستمرة من جانب فريق العمل بالشراكة والتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين والعلميين للمهمة التاريخية لاستكشاف كوكب المريخ، فقد تم منذ أيام إنجاز عمليات شحن الجزء الأساسي من مركبة الإطلاق H-IIA»إتش 2 إيه«من مصنع توبيشيما التابع لشركة»ناغويا«لأنظمة الفضاء في محافظة أيشي اليابانية إلى محطة الإطلاق بمركز تانيغاشيما الفضائي في محافظة كاجوشيما. ويساهم مصنع توبيشيما عالي الجودة في عمليات الإطلاق الناجحة الاستثنائية التي تقوم بها شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة الشريك الاستراتيجي المنوط بها عملية إطلاق»مسبار الأمل«ضمن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ. كان قد تحدد يوم 15 يوليو الجاري موعدا مستهدفا لإطلاق مسبار الأمل وهو اليوم الأول ضمن»نافذة الإطلاق«الخاصة بهذه المهمة الفضائية التاريخية وتمتد هذه النافذة من 15 يوليو وحتى 03 أغسطس 2020 علماً بأن تحديد موعد»نافذة الإطلاق«يخضع لحسابات علمية دقيقة تتعلق بحركة مدارات كل من كوكبي الأرض والمريخ وبما يضمن وصول المسبار إلى مداره المخطط له حول المريخ في أقصر وقت ممكن وبأقل طاقة ممكنة. تمتد فترة»نافذة الإطلاق«لعدة أيام تحسباً للظروف المناخية وحركة المدارات وغيرها. ولاحقاً، سيبدأ الاستعداد لوضع المسبار على مركبة الإطلاق إيذاناً بقرب انطلاقه في مهمته الفضائية التاريخية. وتقنياً، مع بداية عملية الإطلاق، تبدأ المرحلة الأولى إذ يقوم دافع الوقود الصلب برفع الصاروخ بعد الانفصال عن منصة الإطلاق ثم ينفصل هذا الجزء تلقائياً بعد إتمام مهمته مع انخفاض تأثير الجاذبية الأرضية وبدء خروج الصاروخ بعيداً عن مدار الأرض. وبانفصال هذا الجزء، ينخفض وزن الصاروخ الذي يحمل المسبار لتبدأ فترة انعدام الجاذبية الأرضية لينفصل الجزء الثاني من صاروخ الإطلاق ثم تبدأ المرحلة الثانية حتى وصول مسبار الأمل إلى مداره الصحيح حول كوكب المريخ محمولاً على الجزء الثالث من صاروخ الإطلاق. يبلغ وزن مركبة الإطلاق H-IIA»إتش 2 إيه«أي الصاروخ الذي سيحمل»مسبار الأمل«إلى الفضاء في رحلته لاستكشاف الكوكب الأحمر 289 طناً، بينما يبلغ طوله 53 متراً. من المتوقع أن يصل»مسبار الأمل«إلى مدار كوكب المريخ في شهر فبراير 2021 بالتزامن مع احتفالات دولة الإمارات بيوبيلها الذهبي. وقال معالي الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء إن»بدء الاختبارات والفحوصات والتجارب النهائية قبيل أيام من إطلاق مسبار الأمل في مهمته التاريخية وفقاً للجدول الزمني المقرر سلفاً يؤكد أن خطط إنجاز مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ تسير بكل دقة بفضل الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة للدولة وجهود وتفاني فريق العمل الذي يثبت يوماً بعد يوم أنه على قدر المسؤولية المكلف بها لإتمام هذه المهمة الوطنية بالشكل الأمثل«. وأضاف أن التحديات التي تغلب عليها فريق عمل»مسبار الأمل«الذي يضم نخبة من الخبراء والمهندسين الإماراتيين من أجل الوصول إلى هذه المرحلة من الإنجاز تؤكد أن شعار دولة الإمارات»لا شيء مستحيل«الذي سيحمله معه المسبار إلى المريخ أصبح ثقافة عامة وممارسة معتادة لدى شابات وشباب هذا الوطن الغالي بل أصبح واقعاً معاشاً فقد تغلب الفريق بالفعل على المستحيل واستكمل هذا المشروع التاريخي. وأكد رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء أن مسبار الأمل يجسد طموحات دولة الإمارات ورسالتها الإيجابية للمنطقة والعالم بأهمية مواصلة العمل بشغف ومواجهة الظروف والمتغيرات والتحديات بإصرار لإيجاد الحلول الهادفة لخير الناس والإنسانية ما يعكس رؤى القيادة الرشيدة للدولة في هذا الشأن. وأوضح أن»فريق العمل سيواصل جهوده الدؤوبة لاستكمال تنفيذ المهمة بنجاح رغم صعوبتها والتحديات التي ربما نواجهها وسنحتفل جميعاً بوصول المسبار إلى المريخ في فبراير 2021 بالتزامن مع احتفالات الدولة بمرور 50 عاما على تأسيسها«. من جانبه، قال سهيل الظفري نائب مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ»مسبار الأمل«مسؤول تطوير المركبة الفضائية إن عمليات الفحص النهائية التي تجرى حاليا تعتبر خطوات مهمة لضمان عمل جميع الأنظمة وتلبية المتطلبات قبل تشغيلها. وأضاف أن المعلومات، التي يحصل عليها فريق العمل من إجراء عمليات الفحوصات والاختبارات النهائية، مهمة جداً لضمان جاهزية المسبار والمركبة الفضائية قبيل الإطلاق الفعلي في الموعد المحدد ضمن نافذة الإطلاق. ويضم فريق العمل المشرف على عمليات تجهيز مسبار الأمل للإطلاق نخبة من الكفاءات الوطنية الشابة وهم: عمران شرف الهاشمي مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ»مسبار الأمل" وسهيل الظفري المهيري نائب مدير المشروع لشؤون تطوير المسبار وعمر الشحي قائد فريق عمليات تجهيز المسبار للإطلاق ومحسن العوضي مهندس أنظمة المسبار ومسؤول إدارة المخاطر ويوسف الشحي مهندس الأنظمة الحرارية وخليفة المهيري مهندس أنظمة الاتصال وعيسى المهيري مهندس أنظمة الطاقة وأحمد اليماحي مهندس الأنظمة الميكانيكية ومحمود العوضي مهندس الأنظمة الميكانيكية ومحمد العامري مهندس أنظمة الدعم الأرضي.
مشاركة :