] ما المخاوف العامة المحيطة بتقنية الذكاء الاصطناعي؟شخصيًا، إنني متحمّس للغاية لرؤية التغييرات التي ستحدثها التكنولوجيا في المستقبل القريب، إلا أنه يجب أن يتم ذلك على نحو صحيح، بمعنى أنه يتعيّن علينا أن نقوم بتثقيف الناس حول الجوانب الأخلاقية للأمور التي تمس خصوصياتهم، إذ تتركز معظم المخاوف الشائعة اليوم حول الأساليب الخفية التي يمكن أن تتطفل بها التكنولوجيا ومشغلوها على حياة الناس اليومية. لقد شهدنا على مر التاريخ الكثير من المغالطات وعدم الإدراك للمفهوم الصحيح، لكننا اليوم للمرة الأولى التي نقوم فيها بالاستعانة بالتكنولوجيا لتدير العمل المعرفي لنا. فعلى سبيل المثال، تقوم العديد من البنوك والمؤسسات المالية باتخاذ الكثير من القرارات عبر عمليات حسابية صارمة يمكن أتمتتها بالكامل باستخدام الذكاء الصناعي، وهو الأمر الذي من شأنه أن يحقق مستوى عاليًا من الكفاءة في العمليات بالنسبة للشركات والمشاريع التجارية. اليوم، ينصح المنتدى الاقتصادي العالمي الباحثين عن العمل ومسؤولي التوظيف بالتركيز على مجالات الذكاء العاطفي ومهارات التعامل مع الآخرين، عوضًا عن التركيز على المهام التي تطلب جهدًا كبيرًا، والتي ربما تكون موضع تقدير إلا أنها سرعان ما سوف تنتقل للآلات للقيام بها. حاليًا هناك العديد من المهام التي تتطلب قدرًا بسيطًا من الجهد، وعليه يقوم أصحاب الأعمال باستبدال الموظف بالآلة. من الناحية الأخلاقية، أنا لا أحبّذ ذلك إلا إذا تم نقل هذا الموظف إلى دائرة أخرى في الشركة. لتبني مثل تقنية الذكاء الاصطناعي، تلزمنا خطة متكاملة لتعزيز مهارات الأشخاص وإعادة توظيفهم.] ما أبرز التحديات التي تواجهك لتقديم / تنفيذ خدماتك؟يمتلك المستثمرون في الولايات المتحدة الأمريكية خلفية قوية عن التكنولوجيا، في حين أن الكثير من عملائي في دول الخليج من الشركات العقارية الذين يعتمدون بالدرجة الأولى على موظفيهم بقسم المبيعات، والذين قد لا يلبون احتياجاتهم بالكامل. وعليه، يتطلب الأمر جهدًا كبيرًا لكي يدركوا أن التكنولوجيا ليست هي الحل السحري، كذلك هو الحال بالنسبة للذكاء الصطناعي. إنني دائمًا ما أقدم لهم استشاراتي فيما يتعلق بالتقنية التي تتناسب مع طبيعة أعمالهم. إن أكبر تحدٍ تواجهه خدماتي ومنتجاتي هو مستوى الوعي والإدراك بها. إننا نقدم أنظمة ذكاء صناعي في غاية التطور وتتيح خيارات لا محدودة فيما يتعلق بالتنبؤ الدقيق، والاستشعار العاطفي وتحليل البيانات الضخمة، وجزء كبير من عملي هو إيضاح فكرة وفعالية هذه المنتجات. فعلى سبيل المثال، عملاؤنا في القطاع البنكي يستخدمون أنظمة آلية قديمة للغاية تعود للستينات، وسيكون أمرًا مشوشًا بالنسبة لهم استبدال ذلك بأنظمتنا المتطورة، على الأقل في البداية.مثال آخر، قد يكون إدراج بيانات العميل أمرًا مكلفًا ومعقدًا، فالمؤسسات الكبيرة مثل البنوك أو شركات التأمين تعتمد على أنظمة متعددة تحتوي على هذه البيانات، وعليه لا بد من وضع برنامج آلي لاكتشاف الأخطاء وإصلاحها على المستويات كافة من أجل الوصول إلى جميع المعلومات. وفي هذه الحالة، يتعيّن على الشركة أن تمنح خاصية الوصول هذه إلى جميع الأنظمة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يصبح مسألة أمنية شائكة. ولهذا السبب قمنا بتطوير برنامجي «chatbot» و«Couverya» الذي يطرح خيارين؛ الأول المسمى «الصندوق الأسود» الذي نقوم بإدراجه يدويًا، والثاني الذي يقوم بإدارة البيانات بنسبة 80% ويفسح المجال للعميل بأن يقوم بنفسه بإدارة الـ20% المتبقية، وبهذا الشكل يمكن تلافي العديد من الأخطاء.] ما هي طموحاتك المتعلقة بالتوسع عالميًا؟إن أفضل ما يميزنا كشركة مختصة بالذكاء الاصطناعي هو قدرتنا على العمل في تخصصات متعددة، ابتداءً من استوديوهات الألعاب الرقمية، إلى البنوك والشركات الأمنية. تركز خطة العمل الخاصة بي على المؤسسات التجارية، ما يتيح لي الفرصة بتطوير منتجاتي وخدماتي قبل أن أقوم بعملية التوسع والانتشار عالميًا. تعتمد خططي بالدرجة الأولى على خلق منتجات كفوءة وفعالة على المستوى المحلي، ومن ثم الانطلاق بها عالميًا. يُعد السوق بمنتهى التنافسية بالنسبة للذكاء الاصطناعي، ولا تزال البحرين بحاجة إلى المزيد من الخبرة والتعليم الإضافيين لمواكبة هذه النوعية من الصناعات العالية التقنية. ومع ذلك، لا بد من القول إن البحرين واحدة من أفضل البلدان في الشرق الأوسط من ناحية القوانين والتشريعات التي تمنح المجال والفرصة للشركات الناشئة بالتهيئة والاستعداد للدخول في الأسواق العالمية، والتنافس مع الشركات المتقدمة. وعلى الرغم من كل هذه الجهود الكبيرة، إلا أنه لا يزال من الصعب على الشركات المحلية التنافس في السوق العالمية، حتى بالنسبة لشركة متقدمة مثلنا، فإننا نحتاج أن نبتكر منتجات جديدة من شأنها أن تساعدنا على التنافس مع الشركات الكبيرة قبل أن نتمكن من اقتحام السوق العالمية. ولكي نصل إلى ذلك، علينا أن نضع مبدأ الجودة والكفاءة نصب أعيننا، عوضًا عن اعتمادنا فقط على منتجاتنا المحلية بشكها الحالي، وهذا هو ما اعتمده أيضًا فيما يتعلق بعملي بتطوير الألعاب الإلكترونية.] ما المؤسسات الرسمية التي تقدم لك الدعم والمساندة؟يقوم مجلس التنمية الاقتصادية مشكورًا بدعمي من ناحية التسويق والعلاقات العامة، بينما تقوم (تمكين) بدور رائع فيما يتعلق برفع وعي رواد الأعمال وتوحيد عملهم، كما أنها تعد الجهة الرسمية المختصة بتقديم التمويل ودعم وتطوير المشاريع في القطاعات كافة. في الحقيقة تعتمد الكثير من الشركات المحلية على الدعم الحكومي، وأعتقد بأنه يجب أن تكون هناك طريقة أفضل للتقييم من قبل الحكومة فيما يتعلق بفائدة وجدوى دعم هذه الشركات واستدامتها على المدى الطويل، كما يجب أن تمنح الأولوية للشركات التي يمكنها الصمود طويلاً، مثل شركات البرمجيات ونظم المعلومات والمبادرات الرقمية.
مشاركة :