حالات الانتحار تتواصل في لبنان احتجاجاً على الأوضاع المعيشية

  • 7/5/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت: الخليج يشهد الشارع اللبناني موجة احتجاجات جديدة، باتت تتوسع رقعتها كبقعة زيت، ما يثبت، بما لا يرقى إليه أدنى شك، عجز الحكومة؛ الأمر الذي يحث على البحث عن تغيير جدي، وليس تغييراً شكلياً لشراء الوقت، وتبريد الشارع المحتقن؛ بل هو تغيير جوهري يرتكز إلى إطلاق ورشة الإصلاحات بعدما بات البلد أمام خيارات مستحيلة: الفوضى والانفجار أو تقديم تنازلات ما زالت القوى القابضة على شؤون الدولة ترفض حتى اللحظة تقديمها. علماً أن معلومات كثيرة تتردد عن إمكان تقديم عدد من الوزراء استقالاتهم؛ لدفع الحكومة في هذا الاتجاه، بعدما رفع رئيس الحكومة حسام دياب سقف مواقفه، أمس الأول الجمعة، وأبلغ الوزراء أنه لا يريد أن يسمع من أحد كلمة استقالة في مجال قول أحدهم «إذا كنا عاجزين فلنستقل». ويُمكن القول: إنّ الحكومة دخلت في فترة «اطمئنان مؤقت» على مصيرها؛ لعدم توفّر بديل جاهز لترؤس حكومة جديدة. وهذه الفترة، وعلى ما يؤكّد مشاركون في حركة الاتصالات التي تناولت مصير الحكومة خلال الأيام الأخيرة، تُعد فرصة متجدّدة لحكومة دياب؛ لكي تخرج من حقل التجارب العالقة فيه منذ نيلها الثقة، وتدخل مضمار العمل المجدي والإنجاز. وعلى هذا الانتقال من حقل التجارب إلى الإنجاز، على ما يجزم هؤلاء سيتحدّد ما إذا كان عمر الحكومة سيطول أم سيقصر، ولكن بما إن البديل المفترض؛ أي الرئيس سعد الحريري، ليس جاهزاً لترؤس الحكومة الجديدة، فعلى الحكومة أن تطمئن. وغداة كسره الجرة مع واشنطن والرياض من دون أن يسمّيهما، وقراره التوجه شرقاً؛ عبر استقبال سفير الصين في السراي، واصل رئيس الحكومة الدفع في الاتجاه المناوئ للغرب. فقد بحث في السراي، أمس الأول الجمعة، مع وفد وزاري عراقي يضم وزراء الزراعة والتربية والطاقة والصناعة، التبادل بين البلدين باستيراد النفط العراقي مقابل استيراد العراق للمنتجات اللبنانية الصناعية والزراعية وغيرها. وقد استكمل بلقاءات ثنائية بين الوزراء المعنيين كل بحسب اختصاصه. وسط هذه الأجواء، استمرت الأزمة المعيشية الاقتصادية القاتلة تتفاقم. وفي وقت دفع هذا الواقع الصعب بمواطنين إلى الاستسلام والانتحار أمس الأول الجمعة، وأمس السبت تم «تسجيل حالة ​انتحار​ جديدة في محلة الحوش - ​قضاء صور​،في جنوب لبنان؛ حيث أطلق مواطن النار على نفسه؛ بسبب الأوضاع الاقتصادية وغلاء المعيشة».​​​​​​ فيما قرر آخرون مواصلة الضغط في الشارع عبر التظاهر وقطع الطرق لعلّ صرخاتهم تصل إلى المعنيين. ومن ضمن التحركات سجل تحرك عدد من المتظاهرين أمام السفارة الأمريكية في منطقة عوكر في المتن الشمالي للمطالبة بتطبيق القرار 1959، وشكر الولايات المتحدة، وفي بيان لها، شكرت ​السفارة الأمريكية​ في لبنان المحتجين، مشيرة إلى أن​ «مجموعة من اللبنانيين جعلت يوم استقلالنا (الرابع من أيلول/تموز) مميّزاً، وعبّرت خلال التجمّع عن تقديرها للولايات المتحدة على شراكتها ودعمها المستمرة لتحديات لبنان الأمنية والإنسانية والتنموية».

مشاركة :