سـرديـات: موسوعة الليالي العربيّة... موسوعة من نمط مغاير!

  • 7/4/2020
  • 09:19
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تمثّل موسوعة «ألف ليلة وليلة أو الليالي العربيّة» لأولريش مارزوف أستاذ الدراسات الإسلاميّة بجامعة جورج أوجست بجوتنجن بألمانيا، وريتشارد فان ليفي أستاذ الدراسات الدينيّة بجامعة أمستردام بهولندا، واحدة من الموسوعات التأسيسيّة لمصدرٍ ملهمٍ في السرد العربيّ القديم. لقد اشتغل هذان الباحثان على تجميع مقالات مهمة لأشهر الباحثين في مجال الليالي العربيّة مثل حسن الشاميّ، ورنا قباني، وفدوى مالطي دوجلاس، وجوزيف سدان، وفيبكه فالتر وغيرهم.تتألف هذه الموسوعة الضخمة من مجلدين؛ المجلد الأول يتكون من مقدمة كتبها أولريش مارزوف، كما يضمّ المجلد الأول قسمين: الأول مجموعة من المقالات التمهيدية عن ألف ليلة وليلة مثل الأسلوب الأدبيّ، والقضية السردية، والروابط الشفاهيّة، والشعر وألف ليلة وليلة، والحياة الاجتماعيّة والثقافة الشعبيّة، وألف ليلة وليلة والأدب العربيّ الحديث. ويضمُّ القسم الثاني الذي جاء بعنوان: «ظاهرة الليالي العربية» عرضًا لأكثر من خمسمائة حكاية متضمنة في عدد من المخطوطات والنسخ المطبوعة، والترجمات الأوروبية لـ«الليالي العربيّة». ويشمل هذا القسم ملحقًا لكلِّ حكاية بالإضافة إلى التاريخ النصيّ، والسياق الأدبيّ، والمعالجات التي تأسّست عليها، وخلفياتها الفولكلورية فضلاً عن السياقات التي تنحدر منها في إطار حكائيّ تشترك فيه الشعوب الهندو_أوروبية السامية.ورغم بعض نظريات الأدب المقارن التي قالت بتعدّد أصول هذا الكتاب، إلا أنَّ المستشرق الفرنسيّ سلفستر دي ساسي كان له رأي صريح يعارض فيه مثل هذه النظريات السائدة عن أصول الكتاب، ويؤكِّد فيه عروبة الكتاب، يقول دي ساسي «يجب أن نعدّ العرب معلمين لنا في ابتكار الأحداث الشيقة، وفي العناية والاهتمام بالتنويع المستمر من خلال عالم الأساطير المتألق للسحرة والعجائب، ما يجعل العالم أكثر اتساعًا وثراء، وينمي القوى الإنسانيّة، وينقلنا إلى آفاق الروعة، ويثير دهشتنا حيال المفاجآت». كتاب «موسوعة ألف ليلة وليلة أو: الليالي العربيّة» في نسخته العربيّة من ترجمة وتقديم السيد إمام، ومن إصدارات المركز القوميّ للترجمة بالقاهرة، 2018. لاتزال «ألف ليلة وليلة» أو «الليالي العربيّة» وفق التسمية الاستشراقيّة واحدة من أهم الذخائر السردية العربية القديمة، ومجالاً لمقاربات منهجية لا تنتهي أبدًا لكون نصوصها نصوصًا قابلة للتأويل، ومجالاً للكشف. وهذا يذكرني بما ذكره عبدالفتّاح كليطو الناقد المغربي في مقدمة كتابه «العين والإبرة، دراسة في ألف ليلة وليلة» بأنَّ ثمّة خرافة متداولة في المغرب العربيّ تقول بأنَّ من يقرأ كتاب ألف ليلة وليلة كاملاً يموت في سنته! ويستدرك كليطو مازحًا بأنَّه بالطبع لن يموت أحد، لأنه لا توجد حتى الآن نسخة واحدة مكتملة من هذا الكتاب المتشظي اللانهائي!أستاذة السرديات والنقد الأدبيّ الحديث المساعد،  كلية الآداب، جامعة البحرين.dheyaalkaabi@gmail.com

مشاركة :