توالت التعازي أمس بوفاة الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي السابق، والذي وصف بعميد وزراء الخارجية في العالم، وتخللها إشادات بدبلوماسي مخضرم واجه العديد من الأزمات الإقليمية ومد الجسور مع الدول الغربية. وأعرب المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عن بالغ الحزن والأسى لوفاة الأمير سعود الفيصل بعد حياة حافلة بالعطاء المخلص والعمل المتفاني خدمة لدينه ووطنه وأمته العربية والإسلامية. وقال المجلس إنه وهو يكابد هذا المصاب الجلل ليستذكر بكل التقدير والامتنان الدور التاريخي المتميز للفيصل كوزير للخارجية بالسعودية لأكثر من أربعين عاماً والجهود المخلصة التي بذلها عضوا بالمجلس الوزاري لمجلس التعاون بحكمته المعهودة ورؤيته الثاقبة. كما أعرب المجلس الوزاري عن اعتزازه بالإرث التاريخي الذي خلفه الفقيد في عالم السياسة والدبلوماسية الدولية التي كان في ميادينها فارساً شجاعاً وعلماً بارزاً وقائداً حكيماً معبراً عن هموم أمته ومدافعاً عن قضاياها بكل صلابة وجسارة ووضوح مستذكراً في هذا الموقف العصيب مناقبه وخصاله الحميدة وما تمتع به من دماثة الأخلاق ورحابة الصدر وطيب السجايا ما أكسبه ثقة وتقدير واحترام قادة وزعماء العالم. وفي ردود الفعل الخارجية، أشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري بشكل كبير بوزير الخارجية السعودي السابق الأمير سعود الفيصل الذي توفي الخميس وأثنيا على دبلوماسي ماهر سوف يتذكره العالم. وأشاد الرئيس أوباما بدبلوماسي ملتزم وماهر، حسب ما جاء في بيان للبيت الأبيض. وأضاف أن أجيالاً من المسؤولين والدبلوماسيين الأمريكيين استفادوا من وجهة نظره الثاقبة وشخصيته وهدوئه وصفاته الدبلوماسية. وأوضح في كل مرة يدفع بأهداف السلام إن من خلال التفاوض على إنهاء الحرب الأهلية في لبنان أو المساعدة على إطلاق مبادرة السلام العربية. وأكد البيان أن سعود الفيصل كان مقتنعاً بأهمية العلاقة الأمريكية-السعودية واستمرار الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط . وختم بيان الرئيس أوباما العالم بأسره سوف يتذكر إرثه. أما وزير الخارجية جون كيري فقد أشاد بنظير سابق له خبرة كبيرة ومحب وأفكاره صائبة. عالمي له. من جانبه نعى أحمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان العربي الأمير سعود الفيصل، وتوجه الجروان باسم الشعب العربي ببالغ التعازي للملك سلمان ولأسرة الفقيد والشعب السعودي وللأمتين العربية والإسلامية في وفاته. وقال الجروان إن المغفور له أفنى عمره في خدمة السعودية والأمتين العربية والإسلامية كوزير للخارجية السعودية خلال سنوات عدة ضرب فيها المثل في الرجل المخلص الأمين الساهر على مصلحة وطنه وأمته العربية .كما نعت منظمة المؤتمر الاسلامي الفقيد الراحل. ونقلت وكالة الأنباء السعودية ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اتصل بالملك سلمان وقدم تعازيه بوفاة الأمير سعود الفيصل. ووصف وزير الخارجية الأردني ناصر جودة الفيصل بالدبلوماسي اللامع والمعطاء. إلى ذلك، قال رئيس الحكومة البريطاني دايفيد كاميرون انه هو وغيره استفادوا من حكمة الأمير سعود الفيصل الكبيرة في إدارة العلاقات الدولية . ومن جهته اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان الفيصل عمل من دون كلل أو ملل من أجل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينمير إنه برحيل الفيصل تفقد ألمانيا وجهاً معروفاً ومألوفاً لها له خبرة بالسياسة الدولية والحنكة الدبلوماسية.
مشاركة :