في حين فرضت أزمة جائحة كورونا على كثير من الشركات تحويل موظفيها للعمل عن بعد إما لظروف الحجر الصحي ومنع التجول أو لتقليل الازدحام وأعداد الموظفين ممن يوجدون في مقر العمل في وقت واحد، إلا أن 8 عقبات تواجه الشركات الراغبة في تحويل موظفيها للعمل عن بعد بحسب ما ذكره عضو ملتقى أسبار الدكتور سلطان المورقي خلال مداخلته في ملتقى أخيرا حول قضية أزمة جائحة كورونا والعمل عن بعد.وأكد المورقي أن العمل عن بعد هو أحد خيارات العمل البديلة التي تضمن استمرار تأدية الأعمال، وتقديم الخدمات بعيدا عن المكتب بشكل دائم أو جزئي أو حسب الطلب الكترونيا باستخدام الأنظمة الذكية والالكترونية عوضا عن التواجد كليا أو جزئيا في مكاتب العمل. وهو ليس جديدا، حيث شهد القرن العشرون تطورا في مجال تقنية المعلومات ومعها بدأ هذا المفهوم، باستخدام كل من تقنية المعلومات والاتصالات حيث أوجدت سبلا جديدة وحديثة لأداء الأعمال، مما مكن من أداء بعض الأعمال بدون ضرورة التواجد الفعلي بين طرفي العمل في مكان العمل، وهو قد يناسب بعضا من ظروفنا الاجتماعية فيما يخص عمل المرأة وذوي الاحتياجات الخاصة على سبيل المثال.وأشار إلى أن الجائحة كانت الاختبار الحقيقي لجاهزية الدول في مجال التقنية، وفي هذا الجانب نجحت المملكة، وأثبتت للعالم أنها من الدول الرائدة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، وتملك المقومات والأدوات الأساسية للعمل عن بعد، إذ عقدت السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أول اجتماع مرئي (عن بعد)، يضم رؤساء دول مجموعة العشرين لمتابعة أعمالهم في ظل هذه الجائحة، وأيضا استمرت الدولة في مواصلة العمل عن بعد، سواء بعقد اجتماعات مجلسي الوزراء والشورى أو غيرها من القطاعات العسكرية والأمنية والمدنية، لضمان تقديم كافة الخدمات والأعمال المنوطة بهم لاستمرار العمل.تحديات تواجه العمل عن بعد عدم توفر التجهيزات الكاملة والبنية التحتية المناسبة، ومنها بعض الوسائط والتجهيزات التقنية، أو لعقد الاجتماعات الدورية الافتراضية، أومتابعة الإنجاز الكترونيا لكافة الموظفين والعاملين لدى تلك الجهات. لجأت بعض القطاعات إلى استخدام التطبيقات أو البرامج الجاهزة والمتوفرة في السوق العالمي، مثل: Skype for Business , VPN، MS Teams، ZOOM أو أي وسائل أخرى، مع التحفظ على استخدام تلك البرامج لكافة الأعمال؛ لعدم توفر السرية التامة لما يتداول خلال تلك التطبيقات. لم يتقيد بعض الموظفين باستخدام الأجهزة المخصصة لهم من جهة العمل، والمطبق عليها ضوابط الأمن السيبراني المعتمدة. هناك نقص في بعض الكوادر البشرية المؤهلة التي تستطيع التقيد بمفهوم العمل عن بعد، ومن الملاحظ أن هناك تفاوتا في مستوى المعرفة والقدرة لدى بعض الموظفين والعاملين في هذا الجانب. لا توجد آلية واضحة لتطبيق هذا النوع من الأعمال، ومتابعة أداء المهام والمسؤوليات المنوطة بالموظفين ومتابعة أعمالهم. عدم التوازن بين الحياة المهنية والحياة الاجتماعية، حيث تولدت بعض المشاكل الاجتماعية لعدم الالتزام بأوقات عمل معينة، وأصبحت بعض الجهات تعمل إلى أوقات متأخرة، وفي بعض الأحيان حتى في إجازة نهاية الأسبوع، ومع الحجر المنزلي أصبح بعض المسؤولين لا يفرق بين أيام الأسبوع أو إجازة نهاية الأسبوع. لا يوجد دليل لإجراءات العمل عن بعد في مثل هذه الظروف الطارئة الناجمة عن جائحة كورونا. لا توجد اللوائح والأنظمة والتشريعات والحوكمة المناسبة لمفهوم العمل عن بعد. التوصيات تقديم دراسة عن مدى صمود الشركات والمؤسسات ومن أهمها الصغيرة والمتوسطة في ظل الجائحة وتأثرها بالعمل عن بعد. دور التقنية في استشراف المستقبل والتداخل مع العلوم الأخرى في ظل الأزمات، ومنها جائحة كورونا والعمل عن بعد. استشراف أنماط العمل في المستقبل، سواء في الإجراءات أو الوسائل المستخدمة للعمل عن بعد. تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي في المملكة بشكل عاجل، والتي تضمن استمرار العمل عن بعد، والتحول إلى مجتمع رقمي مبني على إنشاء منصات رقمية لإثراء التفاعل والمشاركة المجتمعية الفعالة، بما يسهم في تحسين تجربة المواطن والمقيم والسائح والمستثمر في المملكة، واقتصاد رقمي لتطوير الصناعة، وتحسين التنافسية والتأثير الإيجابي على الوضع الاقتصادي، وتوليد الوظائف المعرفية، وتقديم خدمات أفضل للمستفيدين، وتحفيز الإبداع من خلال استقطاب الاستثمارات والشراكات المحلية والعالمية في مجالات التقنية والابتكار. الواجب على جهة العمل توضيح أسلوب العمل عن بعد لمنسوبيها من حيث تحديد ساعات العمل، سواء كانت محددة بوقت معين أو مرنة خلال اليوم أو الأسبوع أو الشهر، على أن تحدد آليات متابعة أعمالها وإدارة إنتاجية العامل الفرص تولد من رحم الأزماتأزمة كورونا 2020 تنتج منصة سعودية للعمل عن بعد، مطورة محليا وخصوصا البرمجيات وأدوات الاتصالات وأماكن التخزين، وتبادل المعلومات والملفات بطريقة آمنة تسليط الضوء على مستقبل الوظائف التي تأثرت بالجائحة والعمل عن بعد. دراسة ما هو أثر الإجراءات الوقائية التي اتخذتها بعض الجهات وخصوصا الشركات الصغيرة والمتوسطة. يجب على وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات إعلان اللوائح والأنظمة والتشريعات والحوكمة المعتمدة لمفهوم العمل عن بعد. دراسة جميع الجوانب الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والبيئية والتقنية التي قد تؤثر على أداء العمل عن بعد، إيجابا أو سلبا. الاطلاع على تجربة الصين ما بين «سارس» في 2003 و«كورونا» في 2020، والاستفادة من تلك التجربة.
مشاركة :