إخراج الزكاة يحقق التكافل بين المسلمين

  • 7/11/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - نشأت أمين: أكد فضيلة الداعية السعودي د.عمر العيد أن إخراج الزكاة يحقق الهدف من تشريعها وهو التكافل بين المسلمين، وتجسيد معنى الأخوة في الإيلام. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب إن الله سبحانه وتعالى ما شرع عبادة يؤديها أي مسلم صادقاً مخلصاً إلا وأن يرى أثرها عليه، فيرى أثرها على قلبه وعلى جوارحه وسلوكه وأخلاقه وتعامله. وأكد أن الله ما خلق الإنسان إلا للعبادة فهو القائل"وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "ونحن الآن في أواخر شهر العبادة ، فهنيئاً لمن ترك طعامه وشرابه من أجله ربه، فإن لله عتقاء في كل ليلة.. ، والقرآن والصيام يشفعان للعبد يوم القيامة وأشار إلى أن الصيام من أفضل العبادات التي يصلح الله بها القلوب، مشيراً أن كل عبادة لها لذة وطعم وفي شهر الصيام يشعر المرء بلذة خاصة في جميع العبادات كالصلاة والاعتكاف والتصدق والزكاة وغيرهما من العبادات. وشدد على أن الزكاة ركن من أركان الدين، وعمود من أعمدته العظام، واستشهد بالحديث الذي رواه الإمام البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم ( بني الإسلام على خمس، شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان ) فعد منها صلى الله عليه وآله وسلم: ( وإيتاء الزكاة ). واستطرد فضيلته بأن الزكاة تطهر مال الأغنياء وتزكيهم عند الله سبحانه وتعالى ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا .. ). الزكاة تطهر الإنسان ولفت إلى أن الزكاة لا تطهر الأغنياء وحدهم وإنما تطهر أيضاً الفقراء من الحسد والحقد والغل على إخوانهم الأغنياء، لأن الفقراء متى علموا أن المال كلما زاد مع الأغنياء عاد ذلك عليهم بالنفع والزيادة دعوا لهم وتمنوا أن تزداد أموالهم. كما تُطهر الأغنياء من البخل والشح ( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ) وتطهره فلا يصير عبداً لماله لأنه يخرج جزءا من ماله لله عز وجل ، أما من يتحول المال عنده إلى إله فالنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول: (تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم )، كما تطهر الأموال التي قد يكون قد دخلها شيء من الحرام والشبه وصاحبها لا يدري فتأتي الزكاة لتطهر ذلك كله. كما تطهر أيضاً المجتمع كله من مشاكل الفقر وكنز الثروات إذ إن المال ولو جزءا يسيرا منه يتداول بين الناس فيعم النفع على المجتمع. إيمان الفرد وقال فضيلته إن إيمان الفرد لا يكتمل إلا بالزكاة ففي الصحاح أن النبي حين أرسل معاذًا إلى اليمن قال له: ( إنك تأتي قومًا أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة ألا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم)، مشيراً أن إسلام العبد لا يكتمل حتى يؤدى الزكاة كما قال تعالى (فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ... ) فنفى عنهم أخوة الدين حتى يؤتوا الزكاة . وأضاف أن أخوة الإيمان والإسلام لا تكتمل إلا بالزكاة ، لأنها تساعد على تحقيق التكافل في المجتمع المسلم. فائدة الزكاة ونوّه فضيلته بأن فائدة الزكاة والصدقة في الآخرة كبيرة، حيث إن الله تعالى يقبل الصدقة بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربى أحدكم فلوه حتى تصبح أضعافا مضاعفة يوم القيامة، قال تعالى: ( مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ " سبعمائة ضعف، ثم " وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء" وأكثر من ذلك من فضل الله: " وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) . وقال فضيلته إن لزكاة المال شروطا هي: الإسلام ، والنصاب، وحولان الحول. موضحاً أن معنى حولان الحول : أي مرور العام على ملكية المال. وأضاف أن الكثير من الناس يظن أن الزكاة تكون في شهر رمضان فقط ، فإذا انقضى رمضان ظن أن الزكاة مضى موسمها، فالزكاة مرتبطة بالحول، والحول قد يكون في رجب أو شعبان أو محرم أو فإذا حال الحول وجب على المتوفر فيه الشروط إخراج الزكوات. وبيَّن أن هناك فرقا بين الزكاة والصدقة، فالصدقة يمكن أن يتصدق بها على الأقارب والأبناء والزوجة وغير ذلك.. بعكس الزكاة التي لا يجوز أن تعطى للأب والأم والزوجة والأولاد لأن الإنفاق عليهما واجب أساسي على كل فرد. وأشار د.العيد أن في هذه الأيام المباركة فرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - زكاة الفطر على كل نفس مؤمنة أكان صغيرا أم كبيرا غنيا أم فقيرا.

مشاركة :