لطمة قوية لأطمـاع أنقــرة

  • 7/6/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: «الخليج» كشف القصف الذي تعرضت له قاعدة الوطية الليبية مؤخراً، أن الوجود التركي في ليبيا، لن يمر بالشكل الذي تصورته أنقرة، وأن الجيش الليبي، والقوى العربية والدولية الداعمة له، قررت تكسير أصابع تركيا في ليبيا، تمهيداً لطردها تماماً من التراب الليبي. وجاء توقيت الضربة بالتزامن مع وجود خلوصي أكار، وزير الدفاع التركي، في طرابلس، لتنفيذ مخططات تركيا تجاه ما يسمى «حكومة الوفاق»، التي يرأسها فايز السراج، حيث كشفت الأخبار الواردة من طرابلس، أن أكار قدم إلى ليبيا لترجمة التفاهمات العسكرية إلى واقع، ومن ثم فإن توجيه هذه الضربة في وجوده على الأراضي الليبية يمثل إهانة واضحة لرأس العسكرية التركية، كما يحمل رسالة بأن العسكرية التركية صارت في متناول يد الجيش الليبي، والقوى الداعمة له، وأن الوجود التركي في ليبيا لن يكون نزهة. وتحمل الضربة رسالة قوية بأن الوجود التركي في ليبيا، سيواجه، منذ اللحظة، بالضربات العسكرية الماحقة، وأن هذا الوجود لا يتمتع بأي حصانة على التراب الليبي، ومن ثم على تركيا أن تعاود النظر في ما تفعله، لأن خسائرها سوف تتعاظم، كلما تورطت أكثر في المعترك الليبي، فالضربة، كما تردد في كثير من الأخبار، أدت إلى مقتل عدد من العسكريين الأتراك، كما أدت إلى تدمير منصات الصواريخ التي وضعتها تركيا في قاعدة الوطية، إلى جانب تدمير الرادارات كافة. ويعني ذلك أن الطائرات التي استهدفت القاعدة كانت تمتلك معلومات استخبارية دقيقة، وكاملة، حول التحركات التركية، وأنها كانت تعرف أهدافها جيداً، ومن ثم نجحت في إصابة هذه الأهداف إصابات كاملة. وفي المقابل يعني ذلك أن التحركات التركية مكشوفة تماماً أمام الجيش الوطني الليبي، والقوى الداعمة له عربياً، ودولياً، وبذلك تكون تركيا قد فقدت أهم عناصر الصراع العسكري في ليبيا. وتكون تركيا- وفق هذه الضربة- قد خسرت أهم معركة لها، وهي العمل على تأسيس قاعدة عسكرية دائمة لها في الغرب الليبي، لأن هذه الضربة تؤكد أن الدول التي ضاقت ذرعاً بالوجود التركي قررت أن يكون تأديب تركيا من خلال عمل عسكري مباشر، حتى إن كان غير معلن، بشكل رسمي، وهو ما يشير إلى أن تركيا التي حاولت فرض أمر واقع على المنطقة، وعلى شمال إفريقيا، وأوروبا، باتت هي الضحية، بدلاً من أن تكون هي الذئب. وتبعاً لذلك، فإن على تركيا التي حرصت على إفشال التحركات السياسية كافة، التي تمت عربياً، وأوروبياً، ودولياً، من أجل إحلال السلام في ليبيا، ستواجه بمزيد من الضربات محاولات التوغل أكثر في الداخل الليبي، وأن هذه الضربات ستكون على مستوى الفعل نفسه. يضاف إلى ذلك أن الضربة العسكرية التي تمت على قاعدة الوطية، هي جرس إنذار، وأنه غير مسموح لتركيا- في المرحلة الحالية- أن تتجاوز الخطوط الحمراء، التي اتفق عليها المجتمع الدولي، وأن المواجهة المفتوحة ضدها قادمة لا محالة، خاصة إذا ما تمادت تركيا في أفعالها، وعلى الباغي تدور الدوائر.

مشاركة :