أميركا: تجاذب حول تمثال كريستوفر كولومبوس وتظاهرة سوداء مسلحة

  • 7/6/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أحيت أميركا عيد الاستقلال وسط أجواء انقسامية. فقد أسقط محتجون أميركيون تمثالاً لكريستوفر كولومبوس في وقت دافع الرئيس دونالد ترامب عن "أسلوب الحياة" الذي قال إنه بدأ عندما وطأت قدم هذا البحار الايطالي أرض "العالم الجديد". وفي مكان آخر من البلاد سار أفارقة أميركيون يتظاهرون ضد العنصرية بمسيرة مسلحة متوعدين "الميليشيات البيضاء". لليوم الثاني على التوالي، احتفل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأول، بذكرى يوم الاستقلال بخطاب اتسم بطابع انتخابي في بلد يشهد انقسامات حادة وسط ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا مجدداً، وتظاهرات عرقية تكرر فيها مشهد استهداف الثماثيل وخصوصاً لمستكشف الأميركيتين الإيطالي كريستوفر كولومبوس وشخصيات تاريخية بينها قادة كونفدراليون. وغداة كلمة ألقاها في جبل راشمور بولاية جنوب داكوتا حذر فيها من محاولة محو التاريخ، قال ترامب خلال احتفاله بعيد الاستقلال في حديقة البيت الأبيض: "سنقاتل معاً من أجل الحلم الأميركي وسندافع عنه من أجل الحفاظ عليه وحماية نمط الحياة، الذي بدأ عام 1492 عندما اكتشف كولومبوس أميركا، ولن نسمح أبداً للغوغاء الغاضبين بتحطيم تماثيلنا، أو محو تاريخنا، أو تلقين أطفالنا أو سحق حرياتنا". وأضاف: "نحن في طريقنا لدحر اليسار الراديكالي والماركسيين والفوضويين ومثيري الشغب واللصوص"، مندداً بمحاولات إزالة النصب التذكارية لشخصيات تاريخية بوصفها محاولات لتدمير الولايات المتحدة. وخلافاً للخطب الرئاسية الداعية في هذه الذكرى إلى تعزيز الشعور الوطني ووحدة الأميركيين، هاجم الملياردير الجمهوري أيضاً وسائل الإعلام، التي "تتهم معارضيها ظلما بالعنصرية"، قائلاً: "بقدر ما تكذبون وتفترون بقدر ما سنعمل من أجل قول الحقيقة وسننتصر". وحذر ترامب ممن "يسعون للكذب بشأن الماضي من أجل كسب السلطة في الوقت الحالي"، مبيناً أن "الذين يكذبون بشأن تاريخنا ويريدوننا أن نخجل ممن نكون نحن، هدفهم هو التدمير". ورغم استمراره في التقليل من خطورة الارتفاع الكبير في عدد الإصابات بفيروس كورونا وتفشيه المتسارع، حمل ترامب بعنف على الصين التي سجلت أول إصابة فيها بالوباء، مؤكداً ضرورة "أن تُحاسَب على تقاعسها عن احتوائه". وإذ بشّر بأنه سيكون لدى الولايات المتحدة لقاح أو علاج للفيروس "قبل فترة طويلة" من نهاية 2020، اعتبر ترامب أن إدراته "حققت تقدماً كبيراً واستراتيجية تعمل بشكل جيد"، مشيراً إلى أن 99% من حالات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة "غير ضارة تماماً". كولومبوس والسود وفي حين دعا متظاهرون سلميون للمساواة العرقية على بعد خطوات من البيت البيض وساروا في شوارع مغلقة حوله وساحة بلاك لايفز ماتر ونصب لنكولن التذكاري، قام محتجون في بالتيمور بتحطيم تمثال لكولومبوس، وسحبوه إلى الميناء الداخلي بالمدينة القريبة من واشنطن، وألقوه في الماء وسط الألعاب النارية. ونقلت صحيفة "بالتيمور صن" عن ليستر ديفيس، المتحدث باسم العمدة الديمقراطي برنارد يونج، قوله إن تمثال كولومبوس المحطم كان جزءاً من "إعادة فحص تجري على المستوى الوطني والعالمي حول بعض هذه الآثار والتماثيل التي قد تمثل أشياء مختلفة لأشخاص مختلفين". وفي تطور لافت، نظم محتجون مسلحون أغلبهم من السود مسيرة في متنزه قرب مدينة أتلانتا بولاية جورجيا أمس الأول، مطالبين بإزالة المنحوتة الكونفدرالية الضخمة لجيفرسون ديفيس رئيس الكونفدرالية، التي ضمت 11 ولاية، واثنين من جنرالاته هما روبرت إي. لي وتوماس ستونوول جاكسون. وأظهرت لقطات فيديو أعداداً كبيرة من المحتجين الذين ارتدوا ملابس سوداء شبه عسكرية وغطوا وجوههم وهم يسيرون في هدوء في طريق داخل المتنزه وحمل جميعهم بنادق وارتدى بعضهم أحزمة ذخيرة على أكتافهم. وظهر في مقطع فيديو زعيم للمتظاهرين لم تتحدد هويته وهو يصيح عبر مكبر للصوت في تحد لمن يؤمنون بتفوق العرق الأبيض ودأبوا على التظاهر في ستون ماونتن دعما لأفكارهم. وقال: "لا أرى أي ميليشيا بيضاء... نحن هنا فأين أنتم؟". التاريخ الأميركي من جهته، تبنى مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة جو بايدن نبرة مختلفة تماما حيال التوتر العرقي قائلاً في رسالة مسجلة أمس الأول، إن "أمّتنا أُسست على فكرة بسيطة: خلقنا جميعا سواسية. لم نصل إلى ذلك يوماً لكننا لم نتوقف عن المحاولة. اليوم عيد الاستقلال، دعونا لا نكتفي بالاحتفال بهذه الكلمات بل لنلتزم تحقيقها أخيرا". وقال بايدن: "التاريخ الأميركي ليس أسطورة، بل كان مراوحة دائمة بين قسمين من شخصيتنا فكرة أن جميع الرجال والنساء، أي جميع البشر خلقوا سواء وفكرة أن العنصرية هي ما يقصينا بعضنا عن بعض"، موضحاً أن الولايات المتحدة لديها الآن فرصة لمنح المهمشين والمعزولين والمقهورين "نصيبهم الكامل في الحلم الأميركي واجتثاث جذور العنصرية الممنهجة". وشكا بايدن أن "الطموح نحو تحقيق مجتمع متكامل" أطيح به خلال الأعوام الماضية، مضيفا: "ولا أحد يتحمل مسؤولية ذلك أكثر من ترامب". كانييه ويست إلى ذلك، أعلن مغني الراب والمنتج الأميركي الثري كانييه ويست أمس ترشحه للانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل. وكتب زوج نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان، في تغريدة على تويتر، "علينا الآن تنفيذ وعد أميركا بوضع ثقتنا بالله وتوحيد رؤانا وبناء مستقبلنا. أنا مرشح لرئاسة الولايات المتحدة". وكان ويست احتل عناوين الصحف في السنوات الأخيرة بسبب مشاكل نفسية وتصريحات مثيرة للجدل حول العبودية ودعمه لترامب، الذي لا يتمتع بشعبية إطلاقاً في أوساط الراب. وفي 2018، التقى كانييه ويست الرئيس الجمهوري في البيت الأبيض وفي مقابلة في العام التالي، أوضح أن دعمه ترامب كان حيلة لإبعاد الديمقراطيين وتمهيد الطريق ليخوض سباقه الخاص إلى البيت الأبيض. وقال ويست، في هذه المقابلة التي أجريت في برنامج "بيتس 1 شو" لموقع "أبل ميوزيك": "ستأتي اللحظة التي سأكون فيها رئيس الولايات المتحدة". وفي نهاية يونيو، أصدر ويست مقطوعة بعنوان "اغسلنا بالدم" (ووش اس إن ذي بلاد) مرفقة بكليب يعرض لقطات من التظاهرات الأخيرة المناهضة للعنصرية، التي هزت الولايات المتحدة أخيراً.

مشاركة :