إيران تتهم الدول الغربية بتغيير مواقفها بعد أسبوعين من المفاوضات «المكثفة»

  • 7/11/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

دخلت المفاوضات الماراثونية بين ايران والقوى الكبرى أمس الجمعة في فيينا يومها الرابع عشر بدون تحقيق اي اختراق. فيما اتهمت ايران الغرب بالتراجع عن مواقفه وابدت واشنطن استعدادها للانسحاب من المحادثات. وتسعى ايران والدول الكبرى الى انهاء المفاوضات باتفاق يضع حدًا لأزمة دولية مستمرة منذ 13 عاما حول برنامج طهران النووي. الا ان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اتهم الدول الغربية المتمثلة بمجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين والمانيا) بالتراجع عن مواقف سابقة. وبحلول صباح يوم الجمعة تكون الولايات المتحدة تخطت المهلة المحددة لتقديم مسودة اتفاق الى الكونغرس، ما يعني انه اصبح امام المشرعين الآن 60 يوما بدلا من 30 لمراجعة اي اتفاق يتم التواصل اليه. وقال ظريف في وقت متأخر من مساء الخميس في مسجد فيينا: انه «للاسف شهدنا تغييرات في المواقف كما طلبات مبالغ فيها من قبل عدد من الدول». واشار ظريف في حديث الى قناة «العالم» الاخبارية الى التباين في المواقف بين دول مجموعة 5+1 اذ قال: إن كل دولة «لديها مواقف مختلفة ما يصعب من المهمة» الرامية الى التوصل الى اتفاق. وصباح الجمعة التقى ظريف مجددا بنظيره الامريكي جون كيري. ويهدف الاتفاق المرتقب الى ضمان عدم حيازة ايران السلاح النووي مقابل رفع العقوبات التي اثقلت اقتصاد الجمهورية الايرانية والتي وصفها في صحيفة «فاينننشال تايمز» الاسبوع الحالي بانها «الاكثر عشوائية التي تفرض على دولة ما، في تاريخ البشرية». وشدد كيري الخميس اثر لقاء مع نظرائه الفرنسي والالماني والبريطاني،على انه لن يتسرع في التوصل الى اتفاق، محذرا في الوقت ذاته من انه لن يبقى جالسا على طاولة المفاوضات للابد. وفي هذه الجولة الاخيرة من المحادثات والتي دخلت يومها الـ14 في العاصمة النمساوية، قال كيري: إنه في حال لم تتخذ «القرارات الصعبة قريبا، فإننا مستعدون تماما لوقف هذه العملية». وأكد كيري أن المفاوضات تركز على جودة الاتفاق اذ يجب ان يكون «قادرا على الصمود مع الوقت». وتابع: «الامر ليس عبارة عن اختبار لايام او اسابيع او اشهر، بل لعقود». يذكر ان جهود التوصل الى اتفاق حول برنامج ايران النووي، الذي كشف عنه معارضون في العام 2002، بدأت في العام 2013 مع وصول الرئيس المعتدل حسن روحاني الى الحكم في الجمهورية الاسلامية. وفي نوفمبر 2013، توصلت ايران ومفاوضوها الى اتفاق إطار جمّدت ايران بموجبه جزءًا من انشطة برنامجها النووي مقابل رفع محدود للعقوبات. وتخطى المفاوضون العام الماضي مهلتين، في يوليو ونوفمبر، للتوصل الى اتفاق نهائي، الا انهم نجحوا في ابريل في لوزان في سويسرا في وضع الخطوط العريضة للاتفاق. وتجتهد فرق من الخبراء في ايجاد الحلول المناسبة ونجحت فعليا في احراز تقدم في بعض القضايا الشائكة الضرورية لتحويل اتفاق الاطار الى آخر نهائي قد يكون عبارة عن وثيقة من مئة صفحة. ويقول دبلوماسيون: إنه تمت صياغة النص الاساسي فضلا عن خمسة ملحقات أخرى. وفي حديث الى شبكة «سي ان ان» قالت وزيرة الخارجية الاوروبية فيديريكا موغيرني :» إن النص وضع، إنه جاهز، القضية عبارة الآن عن نعم او لا»، ما يعني الموافقة عليه او رفضه. وتابعت موغيريني: «نحن قريبون جدا. ولكن اذا لم يتم اتخاذ القرارات المهمة والتاريخية خلال الساعات المقبلة فلن نحصل على اتفاق». ولكن يبدو انه لا تزال هناك بعض المسائل العالقة، ويقول دبلوماسيون: إنه لا يمكن حلها الا على المستوى السياسي. وتطلب ايران رفعًا للحظر على السلاح الذي تفرضه الامم المتحدة، الامر الذي ترفضه الدول الغربية حتى الآن خاصة في ظل اتهام طهران بإثارة الفوضى في الشرق الاوسط. اما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فأكد متحدثا من روسيا الخميس وقوف بلاده الى جانب ايران، اذ قال ان موسكو «تدعم رفع الحظر في اقرب وقت ممكن». الى ذلك قال مسؤول ايراني، طلب عدم الكشف عن اسمه، ان بكين ايضا دعمت الطلب الايراني، مؤكدا ان تخفيف الحظر الذي تفرضه الامم المتحدة يبقى شرطا ضروريا. واكد المسؤول في الوقت ذاته اقتراب ايران ومفاوضيها من التوصل الى اتفاق شامل، مشيرا الى ان «الامر يتطلب من الاشخاص (الغربيين) التراجع عن اهداف غير ضرورية ووهمية».

مشاركة :