بين الخبير الفلكي السعودي،عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أ.ماجد ممدوح الرخيص بأن من الغير ممكن أن يعيش الإنسان على غير الأرض؟ واعتبر هذا الموضوع هو المدخل لدخول البحث في الفضاء،والتحدث، عن أسرار الكون العجيبة الذي أمرنا الله بالتفكر فيها : مثل ملكوت السماوات والأرض وآيات الله الكثيرة العظيمة كالليل والنهار والانهار والبحار،.. وذلك،لتعظيم عظمة الخالق وغرس الإيمان في النفوس. لأنه في الآونة الآخيرة كثرت أحاديث الفلاسفة، وأهل الأهواء والملاحدة الذين علقوا طموحاتهم الخيالية بالعيش في الفضاء، والدلائل الشرعية والعلمية الفلكية تستحيل حصول، مثل هذه الخرافات. فهل سمعتم قوماً، عمروا وشيدوا أبراجهم على سطح القمر أو على المريخ مثلاً !؟ •فمن المؤكد بأنه مهما بلغ الإنسان من العلم والطموحات والتطلعات ليعيش على غير كوكب الأرض ويرقى إلى السماء ليعيش هناك ،فإنه لايستطيع. لأن الأمر مستحيل على البشر في الحياة الدنيا، بعد ما أنزل الله أبانا آدم وأمنا حواء عليهما السلام من الجنة في السماء إلى الأرض، اختار الله الأرض سكناً لذرية بني آدم،ولم يذكر شخصاً صعد إلى السماء العليا ونزل الأرض،إلا معجزة المعراج،حينما عرج جبريل عليه السلام بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم حينما مر بالسماوات الطباق إلى أن وصل فوق السماء السابعة،وهذه معجزة الله لنبيه محمدصلى الله عليه وسلم، ولن تتكرر إلى قيام الساعة •الأرض سكن لبني بعد النزول من الجنة في السماء، قال الله تعالى:{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ}(٣٦) البقرة وأما قوله: (ومتاع إلى حين)، أي تستمتعون به إلى انقطاع الدنيا, وذلك هو الحين االذي ذكره، ابن عباس، رضي الله عنهما. •فالله خلق الإنسان من الأرض ويدفن فيها ويخرج منها،مصداقاً لقوله تعالى:{مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ }(55) طه •فمهما بالغ الفلاسفة بالكلام بأن يريدون نقل الناس من كوكب الأرض إلى كوكب آخر في السماء، فإن الله لم يهئ ذلك للبشر بعد إنزال آدم وحواء إلى الأرض إلا في يوم القيامة، لأن مادة الروح وهي مادة الحياة الأساسية (الأكسجين) غير موجودة في الفضاء، •بمجرد الصعود إلى السماء فإن النفس يضيق كما أخبرنا بذلك جل جلاله بحال أهل الضلال في قوله تعالى: {فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ} (125) الأنعام وليس بعد الضيق إلا انقطاع النفس الذي يحتم الموت وهذا ينافي العيش على غير الأرض. •ثبت علمياً بأن الأكسجين يكون بنسبة٢١٪ على أرتفاع ١٠٠ إلى ١١٨ ك من الأرض وكلما ارتفع الإنسان فإنه يقل إلى أن ينتهي عند الوصول إلى الغلاف الجوي الخارجي •وسنة الله في خلقه أن جعل حياة البشر على الأرض والموت فيها والإخراج منها،مصداقاً لقوله تعالى:(قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ) (25) الأعراف •وأضف إلى موانع العيش في السماء،هو أن اتزان الجسم يختل ويفقد السيطرة،فيطير كما يطير الريش في الهواء لعدم وجود جاذبية كافية تحفظ اتزان الجسم ،بعد الدخول بالغلاف الجوي الخارجي •فجميع الأقمار الصناعية التي ترسل إلى الفضاء وتدخل الغلاف الجوي الخاري على بعد ٤٠٠ك وأكثر فإنهم لا يستطيعون التصرف فيها، تختل حتى تتلف من تأثير غازات الغلاف الخارجي،فيكون الفضاء مقبرة لها،وهذا دليل على عجز الإنسان عن الوصول إلى الفضاء الخارجي •إذاً الأرض هو المكان المناسب الذي اختاره الله ليستقر عليه الناس إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها،قال تعالى : {وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ } ومن موانع الذهاب إلى السماء أن عدد السماوات هو سبع، قال تعالى:{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} (12) الطلاق وكما أخبر صلى الله عليه وسلم بأن المسافة بين كل سماء مسيرة خمسمئة عام وأن سمك كل سماء أيضاً خمسمئة عام. والناظر :فهذا أمر تعجيزي في الحياة الدنيا،لم يهيأ إلا للمصطفى صلى الله عليه وسلم لما عرج به جبريل عليه السلام في السماء حتى وصل إلى فوق السماء السابعة، ثم رجع إلى الأرض بقليل من الوقت. ومن المعلوم أن المعجزات انتهى حدوثها بعد موته صلى الله عليه وسلم، حتى تقوم الساعة. ويوجد موانع فلكية كثيرة لم نذكرها بل اقتصرنا على ذكر أهمها. وإننا لنختم ونحن على يقين بأنه لايمكن إمكانية عيش الإنسان على كوكب غير كوكب الأرض في الحياة الدنيا. وسيلحق هذا الموضوع مواضيع فلكية مهمة في حياة الإنسان ودراسات كثيرة بمشيئة الله.
مشاركة :