سعت تايلاند، أمس (الجمعة)، لتهدئة الانتقادات الدولية لها بسبب قرارها ترحيل قرابة مائة من أفراد الأويغور المسلمين إلى الصين، بالقول إنها رفضت طلبا من بكين لإعادة كل المهاجرين الأويغور المحتجزين في معسكرات لديها. وقوبل قرار الترحيل بإدانة من الولايات المتحدة ومنظمات حقوقية، وأثار احتجاجات شابها العنف في بعض الأحيان في تركيا، حيث يوجد عدد كبير من اللاجئين الأويغور، وحيث يشعر بعض الأتراك بوجود صلات ثقافية ودينية تربطهم بالأويغور الذين يغلب عليهم المسلمون ويتكلمون اللغة التركية. وقال الكولونيل ويراتشون سوكونداباتيباك، نائب المتحدث باسم الحكومة التايلاندية، إن طلب بكين رفض على أساس أنه يتوجب على السلطات التايلاندية التيقن أولا من جنسيات الأويغور، مضيفا أن سلطات بلده فعلت ذلك «وفقا للاتفاقيات الدولية والقانون الدولي مع الوضع في الاعتبار حقوق الإنسان»، واستطرد موضحا: «لقد كان اتخاذ القرار صعبا. فليس الأمر أن تطلب الصين فجأة الأويغور، وأن نسلمهم لها هكذا. لقد طلبت الصين إعادة كل الأويغور المسلمين في تايلاند ولم نستطع أن نفعل ذلك». وذكر سوكونداباتيباك أن السلطات تأكدت من أن أكثر من 170 من الأويغور، هم مواطنون أتراك أعيدوا من تايلاند إلى تركيا على مدار الشهر الماضي، بينما أرسل نحو مائة إلى الصين، وأن هناك 50 آخرين يجب التيقن من جنسياتهم. وحثت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الصين على ضمان المعاملة الملائمة للأويغور، فيما قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أمس، إن «الأويغور يواجهون سوء معاملة شديدة في الصين»، حيث قالت صوفي ريتشاردسون مديرة مكتب الصين بالمنظمة، إنه «ينبغي على تايلاند أن توضح أنها لن تنتهك القانون الدولي مرة أخرى بالإعلان فورا عن وقف المزيد من عمليات الترحيل إلى الصين». من جانبها، ردت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشون ينغ على منتقدي بكين خلال إفادة صحافية بقولها: «لقد لاحظنا أن بعض الحكومات والقوى الأجنبية تلوي الحقائق وتصف هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين بأنهم لاجئون، دون أي أساس، وتنتقد بلا ضمير التعاون القانوني الطبيعي بين الصين وتايلاند في مجال مكافحة الإرهاب». وفر آلاف الأويغور من الاضطرابات في إقليم شينجيانغ بغرب الصين، حيث قتل المئات وشنت السلطات حملة ملاحقة، أرغمت الأويغور على السفر سرا عبر جنوب شرقي آسيا إلى تركيا. وتحولت معاملة الصين لأقلية الأويغور التي تتحدث التركية إلى قضية حساسة في تركيا، ووترت العلاقات قبل زيارة مقررة للرئيس التركي رجب طيب إردوغان لبكين هذا الشهر، وفجر ترحيلهم احتجاجات في تركيا، استخدمت فيها الشرطة الغازات المسيلة للدموع، أول من أمس، لتفريق نحو مائة محتجّ تجمعوا أمام سفارة الصين في أنقرة. ولمح رئيس الوزراء التايلاندي برايوت تشان أوتشا إلى إمكانية إغلاق سفارة تايلاند في أنقرة، لكنه عاد وقال اليوم، أمس، إنه يود أن يحافظ على العلاقات الطيبة مع كل من تركيا والصين.
مشاركة :