يندرج سؤال: كيف تصبح رائد أعمال ناجح تحت مظلة تلك الأسئلة التأسيسية والنصائحية في ذات الوقت؛ فالهدف منه تقديم مجموعة من النصائح لكل من أراد أن يدخل عالم ريادة الأعمال وينجح فيه؛ ولئن كان صحيحًا أن رواد الأعمال يفشلون كثيرًا، لكنهم يتخذون فشلهم مطية للنجاح. ناهيك عن أنه سؤال من الأسئلة التأسيسية التي من دونها ستتعثر على هذا الطريق، وتميد الأرض من تحت قدميك ولن تعرف أين تسير ولا متى يجب أن تصل. ومن بين هذه الأمور الأساسية التي يشدد عليها الكاتب خالد العمار، في إحدى محاضراته وكتاباته بهذا الشأن: هل أنت مؤهل لعالم التجارة؟ هذا سؤال ينطوي على سبر للذات واستقصاء للمهارات قبل خوض المغامرة؛ وغاية المؤلف من ذلك ألا ينجرف الناس وراء التيار العام المتعلق بالسعي وراء ريادة الأعمال من دون أن تكون مؤهلًا لخوض التجربة والنجاح فيها.مواصفات رجل الأعمال الناجح في مطلع إشارته إلى صفات وسمات رائد الأعمال الناجح، يفرّق خالد العمار بين رائد الأعمال والموظف؛ إذ إن لكل واحد منهما المهارات التي تميزه عن الآخر؛ فالوظيفة، على سبيل المثال، مبنية على الأمان أما ريادة الأعمال فقائمة على المغامرة، ولكن المحسوبة بطبيعة الحال. ومن بين صفات رائد الأعمال الناجح التي ذكرها المؤلف ما يلي:قيادي قد تكون مديرًا ناجحًا ولكن ليس قائدًا، ناهيك عن أن الإدارة لا تعني القيادة ولا تتضمنها، فهي أعم وأهم.مغامر دخول عالم ريادة الأعمال هو بمثابة السباحة في المياه غير المألوفة، ومن ثم فإن المغامرة شرط أساسي من شروطها، لكن المؤلف يقول إنه من الممكن تعلم المغامرة عبر التدرب عليها، فمن ليس مغامرًا لن يكون ناجحًا في مجال العمل الحر. وإنما تأتي المغامرة من كون رائد الأعمال الناجح لا يرضى بالشيء اليسير أو العادي، فلا يُرضي غروره إلا التميز والحصول على أعلى المكاسب.نشط ومتفائل طالما أن رائد الأعمال الناجح مغامر فمن المنطقي أنه سيبذل قصارى جهده ليتفادى الخسارة ويحقق الربح، ولذلك فهو ليس كسولًا، ومن جهة أخرى، متفائل بأن مساعيه ومغامراته “المحسوبة” ستؤتي ثمارها المرجوة ولو بعد حين.يتوقع الفشل ولا يخشاه إن الأساس في الأمر المتعلق بريادة الأعمال، أن الفشل أمر محتمل إن لم يكن محتمًا طالما أننا نرتاد مناطق جديدة تمامًا، لكن ما يميز رواد الأعمال عن غيرهم هو أنهم لا يقفون عند الفشل بل يتخطونه، ويتخذونه ذريعة للتقدم.صانع قرار لا يتهرب رائد الأعمال من اتخاذ القرارات الحاسمة، بل إنه يتخذها بشكل دائم تقريبًا، ويكون مستعدًا لتحمل تبعاتها ونتائجها. اقرأ أيضًا: قراءة في «مبادئ ريادة الأعمال».. من النظرية إلى التطبيقالتغلب على مشكلة التمويل ليس منطقيًا، ونحن نتحدثك عن كيف تصبح رائد أعمال ناجح ، إغفال هذه النقطة، من جهة كون الحصول على التمويل إحدى المهارات الأساسية التي يجب أن تتوافر لدى رواد الأعمال، إلا أن العمار يشدد على فكرة أنه لن يمكن الحصول على التمويل ما لم تكن أنت نفسك بدأت المشروع بالفعل أو مستعدًا للمساهمة بحصة من أموالك في المشروع. فمن شأن هذا أن يثبت للجهات المانحة والممولين مدى جديتك وحماسك وقوة عزيمتك، ناهيك عن أن بعض هذه الجهات تضع هذا شرطًا أساسيًا؛ حيث يجب أن تشارك بحصة من أموالك؛ فضلًا عن أن البداية بدون رأسمال إطلاقًا غير ممكنة. اقرأ أيضًا: 5 خطوات لمحاربة مخاوفك.. قراءة في كتاب The Bravest Youمحاذير قبل البداية قد يندفع البعض لخوض تجربة ريادة الأعمال لكن هذا الاندفاع قد يقود إلى ارتكاب بعض الأخطاء التي لا يجب الوقوع فيها؛ لأنها منذرة بالفشل والخسارة، ومن بينها: عدم إجراء دراسة جدوى للمشروع على يد مختصين، عدم الاستعانة بنظام مالي ومحاسبي محكم، وتصور أن المشروع سيدر أرباحًا كثيرة منذ البداية. ولا تظهر أهمية الإجراءات القانونية، مثل ضرورة توثيق العقود والمواثيق بشكل رسمي وقانوني، وعدم الاعتماد على العلاقات الشخصية، إلا وقت الخلاف، فمن المهم الحرص عليها منذ البداية. اقرأ أيضًا: الأفكار كرأس مال.. قراءة في كتاب «تحويل الفكرة إلى فرصة» رواد الأعمال المبتكرون.. كيف يُغيّرون العالم؟ ريادة الأعمال والأمان الوظيفي.. العمل الحر كسيناريو بديل
مشاركة :