خبراء لـ « اليوم »: الأجهزة الذكية تنتزع الأجواء الروحانية في رمضان

  • 7/11/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أثبتت الأجهزة الذكية بما تحتويه من برامج متعددة للتواصل الاجتماعي قدرتها على تقريب الأشخاص مهما كان البعد بينهم، وأصبحت هذه الأجهزة أيضا تستهوي الصغار والكبار من جميع الأعمار بما فيها من مميزات والعاب وقدرتها على نقلنا لعوالم أخرى، فهي تساعد بدورها الجميع من طلاب ورجال أعمال وحتى ربات البيوت لما لها من مميزات متعددة. ولكن على الرغم من هذه الإيجابيات، إلا أنه ﻻ يمكن إنكار الجوانب السلبية لهذه الأجهزة، منها تأثيرها على الصحة، قدرتها على انتزاعنا من منازلنا والذهاب بنا إلى فضاءات متعددة وقدرتها أيضا على سلب لحظات الجلوس مع العائلة وتبادل الحديث والاستماع إلى أخبار المجتمع والجيران، وأصبحت أيضا لها قدرة على انتزاع الأجواء الرمضانية مع الاسرة والأقارب. وفي رأي الدكتورة عبير خياط أخصائية نفسية فان المسألة ليست هل هي «سيئة أم جيدة» المهم كيف نستخدمها ومع من نستخدمها، فمن الطبيعي ان تنتزع منا هذه الاجهزة الأجواء الروحانية الرمضانية؛ لأنه أثناء الاجتماعات مع العائلة والأصدقاء من المتوقع أن نتبادل الحوار مع الأصدقاء والأهل. وأضافت الباحثة الاجتماعية نهى بكري: إن هذه الأجهزة الذكية لعبت دوراً فاعلاً في حياتنا، فاختصرت كثيرا من الأوقات وأنجز من خلالها الكثير من الأعمال فحملنا بين أيدينا مكاتبنا وأضافت بعداً مختلفاً لعلاقاتنا الاجتماعية، فكسرت الروتين وأضفت الرسائل الصباحية ورسائل المناسبات الأسبوعية والسنوية رونقاً خاصاً جدد الوفاء ودفق الدم في عروق الوصال الجافة فحملنا بين أيدينا أصدقاءنا وأقاربنا وزملاء العمل، لكن هذه الأجهزة في ذات الوقت متهمة بأنها قربت البعيد وأبعدت القريب، فقد تسببت في شطب الكثير من جدول الزيارات العائلية، وقطعت الوصال بين الزوجين، وباعدت بين الآباء وأبنائهم، وبين الأشقاء أنفسهم، وايضا أشغلتنا بكاميراتها الاحترافية، وأصبحنا نصور كل شيء طعامنا، ملابسنا، نزهاتنا واحتفالاتنا العائلية، وماذا قبل الأجهزة الذكية؟ هل كنا حقاً متواصلين جيداً، هل انتزعت هذه الأجهزة الأجواء الرمضانية حقا؟ في رأيي أن الأجهزة الذكية بما تحويه من مواقع وبرامج تواصل اجتماعي لعبت نفس الدور الذي تلعبه «جماعة الرفاق» أو «جماعة الأقران» أي أولئك الأفراد المتقاربين الذين يكتسبون أهميتهم من كونهم يؤثرون تأثيراً كبيراً في تشكيل صورة الفرد عن ذاته ونظرته الى العالم والتي ينضم لها الفرد باختياره ويشبع من خلالها كثيرا من احتياجاته النفسية والاجتماعية.

مشاركة :