عميد الدبلوماسية سعود الفيصل.. العالم كان ينصت

  • 7/11/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

سؤال سمعته أكثر من مرة من الكثير من مراقبي السياسة في مراكز الأبحاث حول العالم عندما يحدث أمر جلل له تأثير على مجريات الأمور في المنطقة والعالم الخارجي.. وهو (ماذا تقول المملكة وما هو موقف المملكة وماذا يقول وزير خارجيتها). أي بمعنى آخر وهو ماذا سيقول الأمير سعود الفيصل. الكل في مملكتنا وخارجها يعرف من هو سعود الفيصل بن عبدالعزيز. والعالم أجمع يعرف أنه عميد الدبلوماسيين في العالم. وما أن تم الإعلان عن وفاته رحمه الله حتى امتلأت الصحف الرسمية ومواقع التواصل الاجتماعي بكلمات كلها تعبر عن ما كان الأمير سعود الفيصل عليه من حنكة سياسية. ولكن أجمل شيء سمعته هو أن الكثير من الساسة في العالم كانوا يتمنون لو كان رجل في مقام سعود الفيصل يقف بجانبهم. فكثير من السياسيين ممن تقلدوا منصب وزير خارجية مرت بهم أمور لا تزيد عن حدث أو حدثين جعلهم في عين العاصفة, ولكن كان الأمير سعود يختلف عن الكل. فقد عاصر أحداثا عصفت بالمنطقة والعالم وبعضها أمور خطيرة كادت تؤدي إلى حروب عالمية. فمنذ أن تولى منصب وزارة الخارجية كان وسط كل حدث عالمي. وكانت الصحافة العالمية تتسابق لسماع ما يقول لأنه كان يتحدث بشفافية وبثقة قلما توجد لدى أي وزير خارجية. كانت هناك أحداث الحرب اللبنانية وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد والنزاعات الفلسطينية الإسرائيلية وحرب الثماني سنوات بين العراق وإيران وغزو الاتحاد السوفييتي لأفغانستان وتفكك الاتحاد السوفييتي وأحداث 11 سبتمبر وما نتج عنها من غزو لأفغانستان واحتلال للعراق وتغير خريطة المصالح السياسية في العالم وغيرها من الأحداث الجسام ليحدث بعدها زلزال هز أركان العالم العربي في واقعة تعتبر الأسوأ في تاريخ المنطقة لنرى دولا تتهاوى فيما سمي الربيع العربي. كل هذه الأحداث جاءت والسياسة الخارجية السعودية كانت في الطليعة للتصدي لكل ما من شأنه التأثير على ما يجري في الداخل السعودي. وأصبحت المملكة والحمد لله تزداد قوة ونفوذا في الساحة الخارجية. بل ان الكثير من قادة دول العالم وسياسييها ومراقبيها المستقلين كانوا ينظرون إلى العاصمة السعودية الرياض لمعرفة تحديد مسار شأن ما أكثر ما كانوا ينظرون إلى عواصم القرار الدولي سواء أكان مقر الامم المتحدة في نيويورك أو البيت الأبيض في واشنطن أو داوننغ ستريت في لندن أو الاليزيه في باريس. وهذا ما رأيناه واقعا لا يقبل الجدل بعد أن بدأ الربيع العربي عندما كانت عواصم الكثير من الدول تتردد, كانت المملكة عبر سياستها الخارجية هي من تمسك زمام المبادرة. وقبل عدة أشهر ترجل عميد الدبلوماسيين في العالم ليترك منصبه بعد 40 عاما في خدمة هذا الوطن. وفي هذا الشهر الفضيل انتقل صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل بن عبدالعزيز إلى رحمة الله تاركا خلفه منهجا في دروس السياسة الخارجية سيظل نبراسا مضيئا لسنوات طويلة قادمة. وعزاؤنا لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن نايف وولي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي النبيل. كاتب ومحلل سياسي

مشاركة :