القطان في خطبة «الصلاة الموحدة» بـ «الفاتح»: انقطاع حبل الاجتماع بين السنة والشيعة ينذر بفتنة عامة

  • 7/11/2015
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

رأى إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، أنه إذا انقطع حبل الاجتماع بين السنة والشيعة فهذا نذير فتنة عامة، داعياً إلى التعايش والتآلف، والوقوف صفاً واحداً أمام الطائفية والحقد والتفرقة. وفي خطبة الصلاة الموحدة التي أقيمت أمس الجمعة (10 يوليو/ تموز 2015)، بجامع الفاتح، حذر القطان من الفتنة، ومكائد الأعداء، وكذلك من الكذب وتضخيم الأمور. وخاطب القطان «أبناء البحرين الأوفياء، يا أبناء الوطن الواحد من سنة وشيعة وغيرهم، نخاطبكم في هذا اليوم المبارك، من شهر رمضان المبارك، وفي العشر الأخيرة المباركة منه، يا أبناء الجزيرة الصغيرة حجماً، الكبيرة وطناً وعمقاً، الطيبة بأهلها والمقيمين فيها، الآمنة بأمان الله تبارك وتعالى، يا من شهد التاريخ بأخوتهم التي تجذرت وأثمرت وحدة في مشهد تعددي ما أروعه، يا من عاشوا معاً سنين طويلة أسرة واحدة، متحابين متكاتفين متعاونين، يستظلون بسماء البحرين الصافية، ويتنسمون عبيرها فوق أرض المحبة والإخاء، يقول صلى الله عليه وآله وسلم: (لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ) لنقف جميعاً في وجه أمواج عاتية من الأخطار والتحديات والمؤامرات». وأضاف «يا من ساهم في بناء وطنه بفكره وعلمه، بساعده وعرقه، بلسانه وقلمه، قولوا جميعاً وبصوت واحد، لا للطائفية، لا لفرقتنا لا للرجوع والتقهقر - نعم للأخوة والوحدة، نعم للمحبة والصفاء والتعايش». وقال: «أيها المواطنون أيها الأحبة الكرام: اتقوا الله في هذا الوطن الآمن، واحذروا الفتن، ما ظهر منها وما بطن، احذروا أن ينزغ الشيطان فيما بينكم، وتوبوا إلى الله تعالى وأكثروا من ذكره واستغفاره، وتضرعوا إلى ربكم جل وعلا أن يكشف عن هذا الوطن البلاء والغمة والفتن، وأن يرفع عنه المصائب والمحن، فإنه سبحانه سميع مجيب، وإنه تعالى نعم المولى ونعم النصير. يجب علينا في ظل هذه الظروف والفتن والمحن التي تمر بها بلادنا وخليجنا وبلاد المسلمين، يجب علينا أن نلزم التواصي فيما بيننا بالبر والتقوى، والتمسك بحبل الله، والبعد عن التفرق والاختلاف والنزاع والشقاق والخصام، فإنه إذا انقطع حبل الاجتماع، وانفرط عقد الوحدة وشاع الافتراق بيننا سنة وشيعة وثارت الطائفية، فهذا والله نذير فتنة عامة. يجب على الجميع أن يوطد ويعمق معاني الأخوة والمحبة والوحدة والتعايش والتماسك في هذا الوطن، كل يحرس هذه النعمة بحسب موقعه ومركزه». وأشار إلى أن «على الجميع أن يستشعر نعمة الأمن والأمان، والوحدة والتماسك، واعلموا أن من يسعى لنشر الفرقة بين أبناء الوطن الواحد ويعزف على وتر الطائفية والبغضاء والكراهية والتكفير، فإنه يسعى لإضعاف العوامل التي ينبني عليها أساس الأمن والأمان، والوحدة والتماسك، واعلموا أن في الاجتماع البركة، وفي التفرق الضعف والخذلان، (ويد الله مع الجماعة)». وأردف قائلاً: «اصطلحوا رحمكم الله مع إخوانكم، وتناصحوا وتسامحوا وتصافوا وتصافحوا، وتحابوا وتزاوروا وتواصلوا، ولا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا كما أرادكم ربكم أن تكونوا. احفظوا دماءكم وأموالكم وأعراضكم، وحققوا الأخوة والمحبة والمودة فيما بينكم، احرصوا على سلامة الصدور، وطهارة القلوب، وسل السخائم من النفوس، حافظوا رحمكم الله على أمن وطنكم واستقراره، واحرصوا على وحدتكم الوطنية ورأب الصدع وتوحيد الصفوف، وانبذوا العنف وإيذاء بعضكم بعضاً، حافظوا على مكتسبات وطنكم وما حققتموه من منجزات ومكتسبات». وحذر القطان من «مكائد الأعداء ومخططاتهم، احذروا الشائعات والكذب وتضخيم الأمور والتحريش فيما بينكم، تلاحموا مع ولاة أموركم وأطيعوهم في المعروف وتناصحوا فيما بينكم، احذروا الإصغاء والتأثر بقنوات ومنابر الفتنة والفساد والتحريض والتجييش على بعضكم بعضا، تفاهموا وتحاوروا من أجل مصلحة وطنكم، ولا تأخذكم العزة بالإثم، واحمدوا الله تعالى على نعمه ولا تعرضوها للزوال، واعتبروا بما يحدث في دول فقدت الأمن والأمان، واحذروا الذنوب والمعاصي فما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، فتوبوا إلى ربكم جميعاً، واشكروا الله على آلائه لعلكم ترحمون». وطالب أهل العلم من العلماء والخطباء والأئمة والفقهاء والدعاة، بأن يتقوا الله في وطنهم وفي شباب الوطن، داعياً إياهم أن يكونوا للصلاح وإصلاح ذات البين. فيما حذرهم من «التحريض والتجييش للشباب على العنف والتخريب وأذية العباد، وتدمير اقتصاد البلاد، والتحريض على الخروج للمظاهرات وإحداث الفوضى في البلاد، وتعطيل مصالح العباد». وأضاف «خذوا رحمكم بيد الشباب إلى التهدئة، ووجهوهم إلى ضبط النفس، والتسامح واحترام الآخرين، والرفق بالناس، لتحقنوا الدماء والأرواح، وتحفظوا الأمن والأمان، فهذا دوركم وتلك مسئوليتكم التي تحملتموها يوم أن عزمتم على حمل راية العلم والدعوة إلى الله، وسيسألكم الله عنها حفظتم أم ضيعتم». كما دعاهم إلى التصدي لآفات التفرقة والشحناء والحقد والبغضاء والطائفية والفئوية من خلال دورهم الرئيس في الوعظ والإرشاد والنصح في جميع المحافل العبادية والاجتماعية والتعليمية، والسعي لتجديد الخطاب الدعوي بما يتواكب مع احتياجات فئات المجتمع لا سيما الشباب منهم، وبما يسهم في التقريب والتعايش بين أبناء الوطن الواحد، والمحافظة على الأصول والثوابت، ومعالجة التقوقع المذهبي والمرض الطائفي الذي بدأ ينتشر بين الناس صغارهم وكبارهم. وزاد في دعوته قائلاً: «حققوا للأمة وحدتها بإخلاصكم لدينكم وأمتكم ووطنكم، كونوا مفاتيح للخير، مغاليق للشر، دعاة مصلحين وعلماء ربانيين يقولون بالحق وبه يعدلون». وتوجه القطان للعلماء والخطباء والدعاة والمثقفين والكتاب والمفكرين وأهل الرأي والعقلاء، مخاطباً إياهم بالقول: «اتقوا الله في وطنكم وفي مكتسبات وطنكم، وادعوا الناس ووجهوهم إلى حفظ الأمن والأمان والاستقرار والسلم الأهلي، وأطفئوا نار الفتنة، واسعوا إلى الإصلاح بالرفق والحكمة، وادعوا إلى حقن الدماء، واحموا الأنفس والأرواح والأموال والممتلكات والمقدرات، من كل ما يهدد أمنها وسلامتها. حققوا الوحدة والتلاحم فيما بينكم، وانبذوا الفرقة والخلاف، واقضوا على كل ما يكدر صفو الألفة والمحبة والأخوة، التي جمعت ومازالت تجمع بين أطياف المجتمع البحريني في نسيج أسرة واحدة، واعتبروا بما يدور في بعض البلدان من فتن ومحن، وقتل وقتال وتفجيرات وفوضى». ونوّه إلى أن «ديننا الإسلامي الحنيف، جاء بالحث على ‏التآلف والمودة، واجتماع الكلمة، ووحدة الصفوف، والتحذير الشديد من التنافر والفرقة والشقاق والتنازع، لأن في ذلك ‏سر بقاء أهل الإسلام، وضمانة انتصارهم على أعدائهم، وصلاح أمورهم في دينهم ودنياهم وأخراهم». وتابع «اذكوا روابط الإخاء الإسلامي بينكم، وغذّوا وشائج الصدق والمحبة في مجتمعاتكم وأوطانكم، واعلموا أنه لا علاج لداء الفرقة والخلاف والتفكك الاجتماعي، إلا بتتبع أسبابه وأعراضه، والجد في القضاء عليها، يصحب ذلك نية صالحة، وعزيمة صادقة، ورغبة وقناعة، واحتساب فيما عند الله من الأجر والثواب، وتذكر الله والدار الآخرة، وتحكيم للشرع الحق والعقل الفذ، والاعتصام بكتاب الله وهدي نبيه (ص)، وليكن كل واحد منكم جاداً في علاج هذا الداء العضال، ويكون مفتاحاً للخير والفضيلة، مغلاقاً للشر والفتنة والقطيعة والرذيلة». وأكد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي أن «حقاً على كل متشاحنين ومتخاصمين لا سيما من القرابة والأرحام والإخوة في الله والأصدقاء وأبناء الوطن الواحد أن يصطلحوا، وأن يجمعوا قلوبهم، وأن يتقوا الله في أنفسهم، وأن يستعيذوا بالله من نزغات الشيطان الرجيم».

مشاركة :