أكد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد، أن من علامات التوفيق لهذة الدولة المباركة أن هيأ لها قيادة مباركة من ولاة الأمر ورجالهم وأعوانهم في الدفاع عن الأمة في كافة المحافل. وقال في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام أمس «فقدنا رجل الشؤون الخارجية والمحافل الدولية والسياسة الأمير سعود الفيصل بن عبدالعزيز رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وعوضنا خيرا وجزاه خير الجزاء على ما قدم لدينه وأمته ووطنه». وأوصى فضيلته المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه. وقال «إن المرء قوي بتقواه، بقناعته، كبير بتواضعه، عال بأخلاقه، وأمران ينفعان: سماحة النفس، وحسن الخلق، وأمران يرفعان: التواضع، وقضاء الحوائج، وأمران للبلاء يدفعان: الصدق، وصلة الرحم». وقال «لقد كان نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم يجتهد في شهر رمضان ما لا يجتهد في غيره، ويجتهد في العشر الأخيرة ما لا يجتهد في غيرها، وإذا دخل العشر أيقظ أهله وأحيا ليله وشد المئزر، وإن من لطف الله عز وجل أن خص خواتيم الشهر بأعمال جليلة، وأجور جزيلة، من أهمها وأظهرها قيام ليلة القدر، فمن أجل الأعمال في هذه الليالي تحري هذه الليلة لما علم من فضلها، وشرفها، وعظيم قدرها، ومنزلتها». وأكد أن أداء صدقة الفطر، واجب على الكبير والصغير، والذكر والأنثى من المسلمين، يخرجها المسلم من غالب قوت البلد تمرا، أو برا، أو شعيرا، أو غيرها من الحبوب التي يقتاتها أهل البلد، ومقدارها صاع عن كل مسلم، ومن كان في بلد وأهله في بلد آخر فإنه يخرج فطرتهم مع فطرته في البلد الذي هو فيه، وإن وكلهم ليخرجوها عنه وعنهم أجزأ ذلك، وإن أخرج هو عن نفسه في بلده وأخرجوا هم عن أنفسهم في بلدهم جاز كذلك. وفي المدينة المنورة، أوضح فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي أن العشر الأواخر من رمضان هي سباق إلى رضوان الله وتسابق في ميادين الطاعة. وأفاد الثبيتي أن العشر الأواخر من رمضان هي أفضل من العشرين مجتمعة، موضحا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها حيث يعتكف فيها ويتحرى ليلة القدر مستدلا بقول أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله). وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له شأن آخر في هذه العشر فهو في قيام وقعود وصلاة وسجود وذكر وتسبيح يفعل هذا وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وكان عليه السلام يوقظ أهله في لفتة تربوية تقتضي اهتمام الآباء بشحذ همم أولادهم وشحن عزائم أسرهم إذ أن تحفيز الأهل على العبادة يتطلب صبرا على التربية وبذل جهد في التوعية. وأكد أن سبب قبول الأعمال هو صلاح النيات وأن النية تقتضي أن يكون العمل خالصا لوجه الله موردا لقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: (قال الله تبارك وتعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه).
مشاركة :