نعى لبنان الرّسمي ممثلا برئاسة مجلس الوزراء وزير الخارجية الراحل الأمير سعود الفيصل الذي شاءت الصدف أن يتولّى مهامّه الدبلوماسية عام 1975 تزامنا مع بدء الحرب الأهلية اللبنانية والتي أسهم الفيصل إسهامات كبيرة في إخمادها من خلال منصبه، ولعب دورا محوريا في التوصل الى اتفاق الطائف عام 1989 الذي أنهى تقاتل اللبنانيين وأصبح دستورا للبنان. سلام: لبنان خسر صديقاً حقيقياً ونصيراً كبيراً وأمس أعلنت السفارة السعودية في بيروت عن تقبّل التعازي بالرّاحل الكبير أيام الأحد والاثنين والثلاثاء في جامع محمّد الأمين في وسط بيروت، وعن إلغاء الإفطار الرسمي الذي كانت بصدد تنظيمه. وقال رئيس الحكومة اللبنانية تمّام سلام في بيان رسمي: «تلقينا بكثير من الأسى نبأ وفاة وزير الخارجية السابق في المملكة العربية السعودية صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل، الذي انتقل إلى جوار ربه في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان تاركاً وراءه سيرة شخصية عطرة وإرثاً تاريخياً ثميناً في العمل الدبلوماسي على المستويين العربي والعالمي». أضاف سلام: «برحيل الأمير سعود الفيصل، خسر لبنان صديقا حقيقياً ونصيراً كبيراً أحبّه وعمل دائماً لكل ما فيه خير اللبنانيين وتعزيز أمنهم واستقرارهم. كما وقف الى جانب لبنان في كثير من المحطات الصعبة وساهم مساهمات أساسية في المساعدة على حل أزماته، ومن ابرزها دوره في وضع اتفاق الطائف. كذلك خسر العالم العربي علماً من أعلام الدبلوماسية الفذّة والراقية، أمضى حياته في خدمة بلاده وقضايا أمّته العربية والاسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطين، وترك بصمات لا تمحى في ساحات الدبلوماسية الاقليمية والدولية». وختم سلام: «بإسم اللبنانيين جميعاً، نتقدّم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومن عائلة الفقيد واخوانه وجميع ابناء الشعب السعودي بأحر التعازي، راجين المولى عز وجلّ أن يحمي المملكة العربية السعودية الشقيقة من كل ضيم». من جهته، نعى الرئيس سعد الحريري الأمير سعود الفيصل، وتوجه بالتعزية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز والشعب السعودي الشقيق بوفاة «أمير الدبلوماسية وعميدها». الحريري: علامة فارقة للحضور العربي في العلاقات الدولية وقال الرئيس الحريري في سلسلة تغريدات له عبر موقع «تويتر» أنه بغياب الامير سعود الفيصل تنطوي تجربة عريقة من العمل السياسي والدبلوماسي، شكلت لسنوات طويلة علامة فارقة للحضور العربي في العلاقات الدولية، وأكد أن لبنان يخسر بغياب الامير سعود الفيصل نصيراً لقضاياه، وأخاً كريماً عرفه اللبنانيون مهندساً بارعاً من مهندسي الوفاق الوطني في مؤتمر الطائف». وختم الرئيس الحريري بالقول: «نسأل الله سبحانه وتعالى ان يتغمد الامير سعود برحمته ويسبغ على اشقائه وأبنائه وعائلته وكل محبيه الصبر والسلوان». وتقدم مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لكافة أفراد الأسرة الملكية والشعب السعودي بالتعازي بوفاة عميد الدبلوماسية العربية وزير الخارجية السابق في المملكة العربية السعودية الأمير سعود الفيصل، وقال: «لقد كان علما شامخا وشخصية فذة في الدبلوماسية العربية، وبوفاته خسر العالم رجلا كبيرا من رجالات الدبلوماسية التي شهدت لهم بلدان العالم». أضاف: «لقد كان الأمير سعود الفيصل رحمه الله محبا للبنان وللبنانيين ومساعدا وداعما لحل الأزمة اللبنانية، وكان صاحب قرار وسجله حافل بمواقفه الجريئة والشجاعة في كل المحافل الدولية، ونذر نفسه وحياته في خدمة قضايا العرب والمسلمين في العالم بحكمته وصبره في معالجة الأمور في المنطقة، فكان نعم الدبلوماسي المرن، وبرحيله فقدت المملكة العربية السعودية والعالم العربي والاسلامي دبلوماسيا بارعا، وإنسانا كانت صفاته أخلاق الإسلام في كل حياته ومع الناس». جعجع: لن ننسى سعيه لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية وأعرب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن «بالغ حزنه بوفاة الأمير سعود الفيصل بن عبدالعزيز وزير خارجية المملكة العربية السعودية السابق ووزير الدولة وعضو مجلس الوزراء والمستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين والمشرف على الشؤون الخارجية، متوجها بأحر مشاعر العزاء والمواساة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولأفراد الأسرة الملكية كافة والى كل الشعب السعودي الشقيق والعالم العربي». وقال جعجع: «لقد فقد لبنان أخا عزيزا ساهم بكل تفان وإخلاص في ترسيخ علاقات الأخوة والتعاون بين المملكة ولبنان، فكيف لنا أن ننسى سعيه لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية، فضلا عن انحيازه الدائم الى جانب لبنان في المحافل العربية والدولية كما مساندته كل القضايا العربية المحقة في المحافل الدولية ولا سيما القضية الفلسطينية».من جهته وصف رئيس كتلة المستقبل النيابية في البرلمان اللبناني النائب فؤاد السنيورة الأمير سعود الفيصل بأنه «أمير الدبلوماسية العربية وعميدها وأمير المواقف الصلبة والثابتة أمير الشهامة والكرامة والأخلاق العربية الأصيلة، ورمز حمل نتاج تجربة وطنية ودبلوماسية طويلة ضاربة في تاريخ وعمق الحضارة العربية». السنيورة : رحل أمير الدبلوماسية والأخلاق العربية الأصيلة وقال السنيورة في تصريح له أمس: «لقد ترك الراحل بصماته الوازنة في شتى مراحل تسلمه وزارة خارجية المملكة العربية السعودية على مدى أربعين عامًا والتي تمثلت في مواقف لا تنسى ولا تمحى في شتى المحافل والمحطات الدقيقة والصعبة والحاسمة. فهو لم يتوقف يوما عن الدفاع دفاع الأبطال عن فلسطين وحق العرب والمسلمين، وكان رمزًا من رموز الانفتاح والاعتدال وفيصلاً قاطعًا في وجه التطرف والعنف والإرهاب». وأوضح أن الشعب اللبناني لن ينسى الأمير سعود الفيصل الذي رعى استعادتهم لسلمهم الأهلي عبر رعايته لاتفاق الطائف، وقال: «لن ينساه اللبنانيون لأنه حمل إلى بيروت موقف القوة والعزة وأدوات الصمود وإرادة الحياة خلال فترة العدوان الإسرائيلي. ويتذكره اللبنانيون موقفه إلى جانب مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - الداعمة للبنان ولاستعادة دولته حضورها وهيبتها من خلال الدعم المقدم إلى لبنان».
مشاركة :