أكد الدكتور جمال عصمت، مستشار منظمة الصحة العالمية للفيروسات، أن فيروس «كوفيد-19» ينتقل عن طريق الهواء في الأماكن المُغلقة التي بها مرضى مصابون بالفيروس، ويستخدمون أجهزة التنفس المساعدة، سواء في المستشفيات أو أماكن العزل، والتي تأخذ الهواء وتُعيد إخراجه مرة أخرى، مشيراً إلى أن نسبة الإصابة بالفيروس كبيرة جداً بالمستشفيات، لأن فيروس كورونا ينتقل بها عن طريق الهواء وليس الرزاز. وقال عصمت لـ «الاتحاد» إن المرضى الموجودين في المستشفى والرعاية الحرجة، معظمهم لا يصدر منهم رزاز أو جُسيمات تخرج بالعطس والسعال، لكن أجهزة التنفس وأجهزة المساعدة الهوائية تجعل الهواء داخل المستشفى مُحمل بالجسيمات الخاصة بالفيروس، وبالتالي من الممكن أن تُصيب الموجودين بها عن طريق الهواء، وينطبق هذا على الحالات المصابة في العزل المنزلي، خاصة عند استخدام الأوكسجين الذي يدخل في رئة المصاب ويخرج مرة أخرى، مؤكداً أن استخدام أجهزة التنفس في العزل المنزلي من الممكن أن تساعد على انتقال الفيروس عن طريق الهواء. وأشار إلى أنه في الأماكن المفتوحة لا ينتقل فيروس كورونا عن طريق الرزاز والقطرات التي تخرج بالعطس أو السعال، لافتاً إلى أن العلماء يبحثون الآن انتقال الفيروس في الأماكن المكيفة والمُغلقة غير المستشفيات وأماكن العزل، والتي ليس بها تغيير للهواء، مشيراً إلى هناك تعارض في الآراء، «هل من الممكن أن ينتقل الفيروس عن طريق الهواء وليس الرزاز في هذه الأماكن أم لا؟». وأوضح مستشار منظمة الصحة العالمية للفيروسات أن فتح الحدائق والشواطئ العامة والمتنزهات والنوادي، أكثر أمناً من فتح الأماكن الأخرى المُغلقة المُكيفة مثل المطاعم ودور السينما والمسارح، مشيراً إلى أن هناك تعارضاً في الآراء العلمية على قدرة انتشار الفيروس في الأماكن المُكيفة، ما يعني إمكانية انتقال الفيروس في الأماكن المغلقة ذات الهواء المعاد تدويره. وأكد أهمية الحذر الشديد للأطقم الطبية في المستشفيات لانتشار الفيروس عن طريق الهواء، والالتزام باستمرار ارتداء القناع الطبي والملابس الوقائية طوال فترة وجودهم بالمستشفى، وعدم التخلص منها إلا خارج المستشفى، ومراجعة البروتوكولات المتبعة داخل المنشآت الطبية، والمتعلقة بملابس الحماية والكمامات الطبية المستخدمة، أو فيما يتعلق بالتعامل مع الحالات المصابة والموجودين في العزل المنزلي، مشيراً إلى أنه تم الآن عمل وسيلة تكييف مختلفة عند بناء المستشفيات المخصصة للأمراض المعدية، بحيث يتم سحب الهواء الداخلي ويُعاد ضخه للخارج. ولفت إلى أنه في بدايات ظهور الفيروس في الصين تداولت معلومات تُفيد بأن عدداً كبيراً من الصينيين تمت إصابتهم داخل مطعم مغلق مُكيف، مؤكداً أن الأماكن المُغلقة التي ليس بها تجديد للهواء، فإن نسبة وجود الفيروس تؤدي إلى انتشاره وعدوى الآخرين في حالة وجود شخص مصاب. وأشار إلى أن عدوى الفيروسات تشتمل على ثلاثة عوامل مهمة، وهي حجم الجسيمات، وفترة التواصل مع الشخص المصاب، ومسافات البعد، والتي تؤثر على مدى تأثير الفيروس وعدوى الآخرين منه، مشيراً إلى أن الهواء الذي يخرج من الشخص المصاب من الممكن أن يعدي حتى من دون عطس أو سُعال في حالة عدم ارتداء القناع الطبي للطرفين. مؤكداً أن «كوفيد-19» من الممكن أن ينتشر وينتقل من خلال جُسيمات صغيرة جداً، خاصة في الأماكن المُشبّعة بالفيروس، وممكن أن يصل عدد الفيروسات إلى المستوى الذي يمكنها من عدوى الأشخاص. وكان أكثر من 239 عالماً من 32 دولة أوصلوا رسالة لمنظمة الصحة العالمية توضح أن فيروس «كوفيد-19» يمكن أن ينتقل بالهواء عن طريق الجسيمات الصغيرة، ويمكنه نشر العدوى، حيث لا يزال الجدل محتدماً بين منظمة الصحة العالمية ومئات العلماء الذين يؤكدون أن الفيروس ينتقل في الهواء.
مشاركة :