صحف مصرية تواكب الجمهور على مواقع التواصل بالبث المباشر | | صحيفة العرب

  • 7/7/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

استطاعت صحف مصرية تحقيق متابعات مرتفعة على صفحاتها في موقع فيسبوك بفضل فيديوهات البث المباشر التي لا تطلب خبرة أو تكلفة كبيرة، وتجاوزت فترة الركود التي تسببت بها هجرة القراء إلى مواقع التواصل الاجتماعي. القاهرة - توجهت صحف مصرية إلى جمهور مواقع التواصل الاجتماعي، وأجرت تغييرات على طريقة إدارتها للمواد التحريرية، وأولت أهمية للأقسام القائمة عليها تخطت مسألة التحديثات المستمرة للأخبار، بإنتاج فيديوهات “البث المباشر” التي تتيحها المنصات الإلكترونية وتعطي إمكانية واسعة للتفاعل مع الجمهور. وضاعفت صحف ومواقع مصرية من استخدام خاصية “فيسبوك لايف” كأداة سهلة وغير مكلفة وليست بحاجة إلى خبرات كبيرة في مجالات تصوير الفيديو، ما انعكس على حجم المحتويات المنشورة، وأضحت هناك منافسة من نوع آخر بين قيادات هذه الصحف حول الوصول المباشر إلى الجمهور من خلال بث فيديوهات من مواقع الأحداث بدلاً من استهلاك المزيد من الوقت في عملية التصوير والمونتاج والتعليق التي يتطلبها الفيديو التقليدي. وتأتي هذه الخطوة بعد مرور سنوات لم تراع خلالها الصحف المصرية التطورات التكنولوجية في مجال التواصل الاجتماعي، كما أن خدمة “البث المباشر” التي فعلتها بشكل كبير مؤخراً جاءت بعد أن حققت نجاحا لدى صحف دولية عديدة، لكنها أضحت مضطرة إلى ذلك في ظل عزوف القراء عن شراء الصحف الورقية، وتحول أغلبها إلى ما يشبه المنشورات نتيجة تقليص عدد أوراقها لعدم تحملها تكاليف الطباعة الباهظة. ويرى متابعون للشأن الإعلامي أن المنافسة التقليدية بين الصحف والمواقع المصرية تغيرت في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تعاني منها غالبية الصحف نتيجة عزوف المعلنين التقليديين، وباتت المنافسة على كيفية جذب معلني مواقع التواصل الاجتماعي والحصول على عوائد أكبر من صفحات الصحف على فيسبوك، وهناك محاولات جادة للبحث عما هو جديد يجذب القارئ. وتبحث الصحف المصرية عن جزء من تركة الإعلانات الرقمية التي بلغت 845 مليون دولار في العام 2019، بحسب تقرير التنافسية الرقمية العالمي الصادر مطلع العام الجاري، وأشار أيضاً إلى وصول إعلانات فيسبوك إلى 38 مليون مستخدم، في ظل وجود 42 مليون شخص يترددون على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر. واستطاعت بعض الصحف تحقيق متابعات مرتفعة على صفحاتها في موقع فيسبوك، وبلغ عدد متابعي صحيفة “اليوم السابع” اليومية حوالي 18 مليون مستخدم في الوقت الذي تقوم فيه الصحيفة بإنتاج 25 فيديو “بث مباشر” على مدار اليوم وتحقق مشاهدات تتخطى ثلاثة ملايين. بعض الصحف تبدأ خطة لتدريب كتابها على قراءة مقالاتهم مصورة وبثها للجمهور الذي ينحاز إلى الصورة ولدى صحيفة “الوطن” اليومية 13 مليون متابع على صفحتها وتنتج يومياً عشرة فيديوهات “بث مباشر”، ووصل عدد متابعي موقع “صدى البلد” إلى خمسة ملايين مستخدم، ويعتمد الموقع بشكل مكثف على “البث المباشر” للأحداث. وقالت رئيسة قسم التواصل الاجتماعي بموقع “صدى البلد”، نهى نجيب، إن إدارة الموقع أحدثت تغييرات عديدة في إستراتيجيات جذب الجمهور من خلال تقديم محتويات إعلامية جذابة على الصفحة الرئيسية للموقع في فيسبوك، وأصبح الاهتمام مُنصبّا بشكل أساسي على إنتاج الفيديوهات التي تخاطب جمهور مواقع التواصل. وأضافت في تصريح لـ”العرب”، أن البث المباشر أفضل أدوات جذب الجمهور إلى صفحة الموقع على فيسبوك، لأنه يتيح إمكانية إرسال إشعارات إلى الجمهور المتابع بأن هناك فيديو يجري بثه تحت عنوان محدد، ما تنتج عنه زيادة نسب المتفاعلين مع الصفحة، وإمكانية وصول الصفحة إلى أشخاص جدد عبر تأثير هذه الفيديوهات على الجمهور وتفاعلهم. وأشارت إلى أن موقع “صدى البلد” حقق طفرة واضحة في أعداد المتابعين له منذ أن جرى تكثيف هذه الخاصية التي تعتمد على المحررين في الأقسام المختلفة وكذلك قسم التصوير، وهناك خطة يومية تقوم على تحديد أماكن التصوير والبث ومواعيده. وقامت بعض المواقع المصرية باستحداث إشارات ترويجية على صفحاتها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بوجود فيديوهات سيجري بثها مباشرة من أماكن وتوقيتات محددة، وتطالب جمهورها بإرسال التعليقات والأسئلة والإجابة عليها في أثناء بث الفيديو. وأخذت الصحافة الرقمية حيزا واسعاً من اهتمامات الصحف المصرية مؤخراً، بالرغم من وجود مشكلات تقنية ومهنية ترجع إلى عدم تدريب الكوادر العاملة في هذا المجال بشكل جيد، لكنها تماشت مع السياسة التحريرية لغالبية الصحف التي تقوم أساساَ على نقل الخبر دون الاستغراق في التحليل والتفسير، وتعاملت مع الصحافة الرقمية من هذا المنطلق، وأصبحت فيديوهات البث المباشر سبقا صحافيا تسعى لإنجازه. وتستفيد المواقع من خاصية البث المباشر مرتين؛ الأولى حينما تحقق نسب مشاهدة في أثناء البث، والثانية عندما يتحول البث إلى فيديو يظل محفوظاً على موقع الصحيفة يمكن للجمهور مشاهدته ونشره على نطاق واسع، ما يزيد من نسب مشاهدات الصحيفة على فيسبوك أو يوتيوب، حيث يتيحان هذه الخاصية. ولجأت صحف مصرية عديدة إلى تنظيم ما يمكن تسميته بـ”الإرشادات البسيطة” للمحررين التقليديين للقيام بعملية البث المباشر من مواقع الأحداث التي يتواجدون فيها، وأضحت الأقسام الميدانية تقوم بشكل أساسي على إنتاج الفيديو المباشر فيما تتولى الأقسام التقنية مهمة إعداد تقارير بشكل أكثر احترافية عن قضايا متنوعة. وكانت الكثير من المواقع الإلكترونية تكتفي ببث المؤتمرات والفعاليات المذاعة تلفزيونياً على القنوات الخاصة بها في موقع يوتيوب، غير أن نجاح البث المباشر في تحقيق طفرة في عدد المتابعين لأحد المواقع الإخبارية على فيسبوك دفع باقي المواقع إلى تكرار الأمر، لأن الصحيفة تستفيد من عوائدها نتيجة ارتفاع متابعيها، بجانب ما تحققه الفيديوهات المنشورة على يوتيوب. وأكد مدير تحرير صحيفة “الوطن”، أحمد الخطيب، أن دراسات سوق الإعلام في مصر أشارت إلى أن 82 في المئة من الجمهور سوف يتجهون إلى المحتويات المرئية في العام 2021، بعد أن شهد العام الماضي توجه 50 في المئة نحو الموضوعات المرئية التي أنتجتها مؤسسة “الوطن”، ما دفع إدارة التحرير إلى عقد اجتماعات مكثفة لوضع خطط التحول نحو المحتويات المرئية. وأوضح في تصريح لـ”العرب”، أن محتويات الفيديو المنتجة بمختلف أنواعها حققت مشاهدات مرتفعة منذ اتخاذ إجراءات الحظر الجزئي، ما دفع إدارة الصحيفة إلى وضع خطة من المقرر البدء في تنفيذها سبتمبر المقبل، تقوم على إنتاج 75 في المئة من محتويات الصحيفة عبر تقنيات الفيديو، وأن قرار التحول من صحافة النص إلى المشاهدة أصبح أمراً واقعاً بفعل تحولات السوق. وأضاف الخطيب أن صحيفة “الوطن” وضعت خطة لأقسام التحرير المختلفة تقضي بتقديم محتويات فيديو يومية بشأن أهم الأحداث التي تشكل محور اهتمام الجمهور، على أن يكون ذلك من خلال ألوان مختلفة من الفيديو، وهناك تدريبات قائمة للمحررين وقيادات الصحيفة على استخدامات الفيديو لمواكبة التطورات العالمية في هذا المجال. وبدأت بعض الصحف خطة لتدريب كتابها على قراءة مقالاتهم مصورة وبثها للجمهور الذي ينحاز إلى الصورة، وهو ما يتطلب تدريبا كبيرا على هذه المهارة، فقد يكون المقال جيدا وطريقة الإلقاء سيئة ما يفقده جزءا من قيمته.

مشاركة :