الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المجتبى. في الأيام الماضية مر العالم بأسره بظروف عصيبة وأزمة حقيقية لا تخفى إلا على جاهل أو مكابر تتمثل في جائحةكورونا وفي ظل تلك المستجدات بادرة حكومتنا الرشيدة حفظها الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين محمد بن سلمان ، وتظافرت جهود القطاعات الأمنية والصحية والتعليمية والمجتمعية واتخذت خطوات استباقية جريئة للحيلولة من انتشار هذا الفيروس فنجحت نجاح أبهر العالم ، يقول الله عز وجل في محكم التنزيل(( وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ(٢١٦) البقرة كورونا أظهرت لنا دروس ووضحت لنا امور كانت غائبة عن أعين البعض ، بظهورها قوي الرجوع والإنابة لرب السماوات والأرض ، ظهر التواصل بين الأقارب والاصدقاء والسؤال عن أحوالهم ، تجلت المبادرات بشكل كبير وإن كانت موجودة من قبل ولكنها كانت تظهر على استحياء خرجت قلوب محبة للخير والمساعدة ، قوي التلاحم والتكافل الاجتماعي والعمل الإنساني ، كورونا علمتنا الشىء الكثير منها على سبيل المثال اجتماع الوالدين بالأبناء وحرصهم على تعليمهم ومتابعتهم ، المداومة على الأوراد وأذكار الصباح والمساء الحرص على النظافة، اخذ الحيطة عند الخروج لقضاء الاحتياجات ، البعد عن التجمعات خوفا من العدوى ، ارتفاع مستوى الوعي والبعد عن الشائعات واستقاء المعلومات من مصادرها الصحيحة ، التقيد بالقرارات وتنفيذ التعليمات واتباع وسائل السلامة ، وأخيرا هل كنا بحاجة لظهور كورونا حتى تتجلى فينا هذه القيم و المبادىء ، لربما أقول إن ظهور كورونا نعمة ومنحة حتى نعود ونفيق من غفلتنا ، وكما يقال رب ضارة نافعة فاعتبروا ياأولوا الألباب. أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحفظ بلادنا وجميع بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه وان يحفظ لنا ولاة أمرنا وان يكشف عن الأمة هذه الغمة عاجلا غير آجل إنه ولي ذلك والقادر عليه . بقلم أ. عبدالله محمد الشهري
مشاركة :