فضحت صحيفة "لوموند" الفرنسية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه يستغل جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) لتحقيق مطامعه الإقليمية. وأشارت الصحيفة الفرنسية، إلى أن أردوغان يستغل انشغال العالم في الوباء بتعزيز وجوده في المناطق التي يحتلها في ليبيا وسوريا. وقالت الصحيفة الفرنسية تحت عنوان "في تركيا.. أردوغان يستغل الوباء في مطامعه الإقليمية"، إن "أردوغان مقتنع بأن معركة (كوفيد -19) يمكن خوضها لأسباب جيوسياسية". وكشفت الصحيفة الفرنسية، أن أردوغان يعتقد أنه في ظل النظام العالمي الجديد الذي يفترض أن يظهر بعد الوباء، فإن تركيا يجب أن تلعب دورا قياديا، مشيرة إلى تصريحات أردوغان لأنصاره قائلا: "للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، نشهد إعادة هيكلة جديدة للعالم. إن تركيا لديها الفرصة لتكون في قلب هذه العملية". ووفقاً للصحيفة الفرنسية، فإن تلك الفكرة تغري المتطرفين من حزب العدالة والتنمية (حزب أردوغان) الذي يتولى السلطة منذ ثمانية عشر عاما. ولفتت "لوموند" إلى أنه منذ تراجع شعبية حزب أردوغان بسبب ضعف الأداء لاحتواء أزمة فيروس كورونا، والوضع الاقتصادي المتردي الذي تشهده البلاد، فإن ذلك الفشل دفعهم لإحياء أسطورة الغزو التركي واستعادة الإمبراطورية العثمانية. وأوردت الصحيفة الفرنسية ما قاله إبراهيم كاراجول، رئيس الحكومة التركية الأسبق ورئيس تحرير صحيفة "يني شفق"، بشأن اقتناعه بأن "المعجزة التركية للسيطرة على المنطقة" في متناول اليد. وكتب كاراجول، في افتتاحية نُشرت الأسبوع الماضي، قائلاً: "إن البلاد تستعد لها منذ سنوات، تحت قيادة أردوغان، لا شيء مستحيل"، مضيفاً: "كانت الإمبراطورية العثمانية عائلة كبيرة منتشرة في ثلاث قارات. خلال الحرب العالمية الأولى، تم تفريق هذه العائلة وتقسيمها واستعبادها. (...) جمعها أردوغان، وغيّر مسار التاريخ". وأشارت "لوموند" إلى أن تركيا، إحدى دول المنطقة الأكثر تضرراً من وباء (كوفيد-19) الذي أسفر عن وفاة 2491 حالة، و101790 حالة إصابة، تظهر أكثر من أي وقت مضى "كقوة إغواء" بمسرحية إرسال المساعدات الطبية إلى أوروبا، في حين أنها من أكثر الدول المتأثرة بالوباء. وأشارت "لوموند" إلى أن أردوغان لا يزال يمارس الإكراه، باستئناف شحنات الجنود والمعدات باتجاه إدلب، شمال غرب سوريا، مستغلاً انشغال دول العالم في جائحة كورونا، لدعم عشرات مراكز المراقبة الإضافية للجيش التركي في الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا.
مشاركة :