تحتفلُ كنيستُنا القبطية الكاثوليكية يوم ٥ أبيب من كلِّ عام، مع الكنيسة الكاثوليكية في العالم كله، بعيدِ القدّيسين بطرس وبولس هامةِ الرّسل. سمعان المُلقّب بطرساختار السيد المسيح، من بين رسله، سمعان بعد أن صنع معه معجزة الصيد العجيب ( لوقا ٥ ). حيث امتلئت سفينتا سمعان وشركائه من كثرة السمك. وفي الحال ترك سمعان مهنة الصيد، وتبع المعلم الذي جعله صائدًا للناس، أي جاذبًا إياهم للمسيح. وفي اثناء اتباع سمعان التلميذ لمعلمه، اختبر حضورًا قويًا للسيد المسيح، قولًا وفعلًا، اقتدارًا وسلطانًا في التعليم وفي عمل المعجزات. وكان واحدًا من بين الثلاثة ( بطرس، يعقوب، يوحنا ) الأكثر قربا والتزامًا بالمسيح. وذات يومٍ أعلن سمعان إيمانه بالمسيح أمام جميع الرّسل، مما دفع المعلم ليغير أسمه ويلقبه " بطرس " أي الصخرة، التي تُبنى عليها الكنيسة، واعطاه سلطان التعليم حين قال السيد المسيح له: اعطيك مفاتيح ملكوت السموات ما حللته على الأرض يكون محلولًا في السماء وما ربطته على الأرض يكون مربوطًا في السموات ( مت ١٦ ).وبالرغم من انكار التلميذ لمعلمه وقت المحنة ( الصلب ) إلّا أن التلميذ ندم وبكى بكاءً مُرًّا، فعاد المعلم بعد القيامة وجدّد ثقته في تلميذه موصّيًا إياه ثلاث مرات قائلًا: ارع خرافي ( يوحنا ٢١ ). انطلق بطرس على رأس جماعة الرّسل يبشر بملكوت الله بدءً من اورشليم مرورًا بانطاكية وصولًا إلى روما عاصمة الإمبراطورية الرومانية، حيث أسس الكنيسة هناك. واشتهر القديس بطرس بعظاته وشجاعته وصنعه المعجزات باسم المسيح. وكان مرجعًا لاخوته الرّسل في ذلك الوقت، وكتب ثلاثة رسائل، وكثيرٌ من الدّارسين للكتاب المقدّس يُسندون اليه الإنجيل بحسب القديس مرقس الذي كإن تلميذًا للقديس بطرس آنذاك، نقرأ عن القديس بطرس في الانجيل المقدس وسفر أعمال الرّسل (١-١٥).شاول المُلقّب بولسكان شاول الطرسوسي، فريسيًّا ويحمل الجنسية الرومانية، مضطهدًا للكنيسة، ويسوق المسيحيين للمحاكمتهم وإبادتهم. وذات يومٍ وهو ذاهب الى دمشق ( اعمال الرسل ٩ ) ظهر له السيد المسيح، كاشفًا اه عن نفسه، ودعاه ليكون رسولًا للأمم ( غير اليهود ). ومن وقتها تبع شاول السيد المسيح وتقابل مع جماعة الرّسل على رأسهم بطرس الذين رحّبوا به ولقّبوه " بولس ". اجتهد القديس بولس في نشر الإيمان المسيحي، وقام بثلاث رحلاتٍ تبشيريّة، من أورشليم مرورا بانطاكية وتركيا وقبرص ومالطا ومن اليونان وصولًا الى روما حيث اُستشهد فيها. امتاز القديس بولس ببلاغته وشجاعته وقوة حجته، وكان مويّدًا بالمعجزات باسم السيد المسيح. كتب أربعة عشر رسالة لمؤمني الكنائس وبعض منها لاشخاصٍ بعينهم، مشجعًا إياهم ومنظّمًا احوالهم الكنسية. نقرأ عنه في سفر الاعمال ( ١٦ – الخ ).استشهادهما يذكر كلٌّ من: ايرونيموس، اكليمندس السكندري، يوسابيوس القيصري، وغيرهم من مؤرخي الكنيسة الأوائل، انه في زمن نيرون الإمبراطورالطاغية، (٦٤م – ٦٨م ) الذي احرق روما واتهم المسيحيين بحرقها، حتى يجد سببًا لمحاكمتهم وقتلهم وإبادتهم. في هذه الأوقات المؤلمة التي مرّ بها المسيحيون كثُر عددُ الشهداء من المسيحيين، ومن بينهم القديسان بطرس وبولس هامة الرّسل، اللذان بعدما كرزا بالإنجيل المقدس وعلّما الأمم وصارا منارةً لكلِّ رسولٍ، سفكا دمهما، القديس بطرس مصلوبًا منكس الرأس، والقديس بولس بحد السيف. الفن المسيحيجدير بالذكر أننا نجد في الفن المسيحي القديم والحديث، يُصوّر القديس بطرس حاملًا المفتاح رمزًا للسلطة التعليمية، والقديس بولس حاملًا السيف رمزًا لكلمة الحق.عيد الرّسل أم الرسولين؟في حقيقة الأمر تُعيّدُ الكنيسةُ شرقًا وغربًا للقدّيسين بطرس وبولس معًا، باعتبارهما هامة الرّسل، ويسبق هذا العيد صومٌ يبدأ من بعد عيد العنصرة إلى الخامس من شهر أبيب. هذا العيد هو للقديسين بطرس وبولس وليس لكل الرّسل، لأن الكنيسة تُعيّد لكلِّ رسولٍ على حدة، في يوم وفاته او استشهاده.كلُّ عام وأنتم بخير.
مشاركة :