حرصاً منه على مدّ جسور التواصل الإبداعي مع العالم، أسس مجلس إرثي للحرف المعاصرة، التابع لمؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، معرضاً فنياً افتراضياً يجمع 78 قطعة فنية من المجوهرات والحقائب والديكور والأثاث وتشكيلة من المشغولات الفنية الإبداعية التي تعكس عراقة التراث التقليدي الإماراتي الممزوج بفنيات الحِرف العالمية.ويهدف المعرض الذي تم تصوير أعماله في استوديوهات الحمرية التابعة لمؤسسة الشارقة للفنون، إلى إتاحة الفرصة لجميع المهتمين بالمجالات الفنية الاطلاع على أعمال ومنتجات المجلس ضمن صالة عرض تحاكي الواقع، لتكون وسيلة مبتكرة يواصل من خلالها عرض أعماله بطريقة آمنة في ظلّ الظروف الراهنة.وجاءت الأعمال المشاركة في المعرض نتيجة إبداع أكثر من 40 حرفية ومتدربة من برنامج بدوة للتنمية الاجتماعية التابع للمجلس، إلى جانب مشاركة حرفيين ومصممين وفنانين من الإمارات ودول عربية وعالمية مثل فلسطين، والمملكة المتحدة، وإسبانيا وإيطاليا، واليابان، والولايات المتحدة.وتنقسم الأعمال التي يضمها المعرض إلى 12 مجموعة، وهي نتاج اثنين من أبرز مشاريع المجلس هما «حوار الحِرف» الذي يقدم 4 مجموعات، و«مختبرات التصميم» الذي يعرض 8 مجموعات كلّ واحدة تضم من 3 إلى 10 قطع فنية مصنوعة يدوياً. سرعة وفاعلية أكدت ريم بن كرم، مدير مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة أن إنشاء المعرض الافتراضي يندرج ضمن استراتيجية المجلس المستقبلية والمبنية على الحلول المبتكرة والمتطورة التي تنسجم مع الظروف والتحديات التي يواجهها قطاع الصناعة الإبداعيّة حول العالم، لافتة إلى أن التحديات العالمية الحالية كشفت حجم مرونة قطاع الفنون وقدرته على التكيف مع المتغيرات بسهولة وسرعة وفاعلية.وقالت: نسعى في مختلف البرامج والخطط التي نضعها لاستحداث طرق واعدة ومبتكرة لدعم مجتمع الحرفيات في دولة الإمارات ومواصلة عرض أعمالهنّ الإبداعية على جمهور الفنّ حول العالم، لهذا ارتأينا فتح نافذة افتراضيّة مستفيدين مما يتيحه هذا الواقع التقني من خيارات متطورة تسمح للجميع بالوصول للمنتجات واستعراضها بسهولة وبطرق آمنة، وتمكنهم من التعرف إلى أثر الاستثمار في التراث المحلي وقدرة الحرفيات المبدعات على تجديده بالتعاون مع مصممين وفنانين عالميين وإعادة تقديمه بأساليب أصيلة، وفي الوقت نفسه تحمل روح العصر وتعبر عن ثقافته. إبداعات متنوعة تشتمل المجموعات على تنوّع متجانس في الأعمال وتضم تشكيلة واسعة إذ يتعرف الزائر ضمن مجموعات مشروع «حوار الحرف» إلى أدوات وديكورات منزلية متنوعة في مجموعة زجاج مورانو الإيطالي والفخار الإماراتي، وكراسي مبتكرة في مجموعة السفيفة تعيد إحياء صورة «العريش» الإماراتي، كما تكشف مجموعة السفيفة والفخار قطع أثاث مبتكرة دمجت ما بين الحرفتين بتناغم تام، وأوعية للفواكه من التلّي الإماراتي والجلد الإسبانيّ تبرز مرونة الجلد وتمازجه مع منسوجات التلي الإماراتية.ويقدم المعرض عبر مشروع «مختبرات التصميم» ثماني مجموعات، منها جداريّات من مجموعة السفيفة والعشب الياباني من تقديم إرثي والفنان كازويتو تاكادوي، التي تتحدث عن ثقافتين متداخلتين، ومجموعة السفيفة وحقائب جلد الإبل التي نسجت باستخدام تقنيات السفيفة، ومجموعة العود ونفخ الزجاج الفلسطيني، التي أنتجت قوارير زجاجية لحفظ العطور ودهن العود تمثّل البيئة الفلسطينية والإماراتيّة، وتشكيلة من المسابح المصنوعة باستخدام تقنيات التلي الممزوج بخيوط الفضة والذهب الخالصة في مجموعة التلي والمسباح، ومجموعة العود والمعدن التي تحاكي الفنون الإسلامية، ومجموعة السفيفة والسباكة الرملية التي جمعت الإسمنت والرمل مع سفيفة الجلد لإنتاج قطع أثاث باستخدام القوالب الرمليّة، إضافة إلى القلائد وخواتم من الذهب بأشكال السفيفة في مجموعة السفيفة وصب الذهب، واللوحات المطرّزة بالتلّي التي تروي حكاية «الخراريف» الشعبية الإماراتية في مجموعة التطريز وجلد الإبل.
مشاركة :