إسلام آباد - طالبت منظمات دولية باكستان الثلاثاء باستئناف بناء معبد هندوسي في العاصمة والذي أوقفت أعمال بنائه تحت ضغط الدوائر الإسلامية والسياسية في البلاد وخوفا من ردة فعلها. وقالت منظمة العفو الدولية في تغريدة، “وقف بناء معبد هندوسي في إسلام آباد يمثل عملا ينطوي على تعصب غير مقبول يجب العدول عنه فورا”. وكانت حكومة رئيس الوزراء السابق نواز شريف قد وافقت على خطة بناء أول معبد في العاصمة يضم محرقة وقاعة تجمع عام 2017. لكن بناء المعبد تسبب في إثارة استياء رجال الدين، حيث أصدروا مراسيم ضد هذه الخطوة التي عارضها أيضا سياسيون من بينهم رئيس الوزراء الحالي عمران خان. وأوقفت هيئة التنمية بالعاصمة بناء جدار في موقع معبد شري كريشنا مادير الجمعة الماضية لعدم وجود خطة بناء وافقت عليها السلطات. وقال وزير الشؤون الدينية لاحقا إن مجلس العقيدة الإسلامية، وهي هيئة مؤلفة من علماء إسلاميين، سوف تقرر ما إذا كان يمكن إنفاق أموال الدولة على بناء المعبد أم لا. وكانت رابطة المسلمين الباكستانية حليف الحزب الحاكم برئاسة رئيس الوزراء خان على رأس المعترضين على خطى بناء المعبد الهندوسي حيث اعتبرت أن هذا المشروع “ضد روح الإسلام”. وذكرت وسائل الإعلام الباكستانية السبت أنه كان مقررا أن يتم بناء معبد شري كريشنا في القسم الإداري للعاصمة إسلام أباد على مساحة ألف قدم مربع، وأن تتولى مهمة إدارته هيئة باكستان الهندوسية. وكان السكرتير البرلماني لشؤون حقوق الإنسان لال شاند مالهي قد نظم في وقت سابق احتفالا في موقع بناء المعبد. وأدى مسؤولون من قسم مراقبة المباني بزيارة موقع المعبد الجمعة وأخبروا العاملين في موقع البناء أن عليهم تقديم خطة بناء للمعبد ثم الحصول على الموافقة قبل مواصلة الأعمال في الموقع. وقال النائب الباكستاني طهريكي إنصاف مالهي “لقد اتبعنا القواعد. كان الجدار الحدودي للمعبد ضروريا لأن بعض الناس نفذوا احتجاجات في العام 2018 ضد الهندوس أمام المعبد”. وتابع موضحا أن إنهاء الاحتجاجات وإزالة خيام المعتصمين من أمام المعبد تطلب شهورا لتتمكن السلطات من السيطرة على الوضع. وقال مسؤول حكومي إن قانون مراقبة المباني التابع للسلطة البلدية ينص بوضوح على أنه لا يمكن القيام بأي نشاط على أي قطعة أرض حتى تتم الموافقة على خطة البناء. لكن مالهي أكد أن هيئة باكستان الهندوسية قد سلمت خطة البناء مع تقرير يطلب منحة مالية للمساعدة في تنفيذ المشروع إلى وزارة الشؤون الدينية من أجل بناء المعبد التي أرسلته بدورها إلى رئيس الوزراء عمران خان. ويشار إلى أن إسلام آباد بها نحو 3000 هندوسي، من إجمالي عدد الهندوس الذين يبلغ عددهم 8 ملايين في باكستان. ويقيم أغلبية الهندوس في إقليم السند بالقرب من الحدود مع الهند. ويمثل الهندوس أكبر أقلية في باكستان حيث تشكل نسبة 4 في المئة من تعداد السكان الكلي في البلاد والذي يبلغ 200 مليون نسمة. مجلس العقيدة الإسلامية سوف يقرر ما إذا كان بالإمكان إنفاق أموال الدولة على بناء المعبد الهندوسي أم لا وفي فبراير الماضي، سلمت الحكومة الباكستانية معبدا يزيد عمره عن 200 عام للأقلية الهندوسية في البلاد ضمن حملة لإعادة أكثر من 400 معبد، بحسب ما نقلت صحيفة “داون” المحلية. ويقع المعبد في منطقة زهوب النائية في إقليم بلوشستان (جنوب غرب) وكان محتلا بشكل غير قانوني منذ عام 1947 بعد انقسام الهند المتحدة الذي تسبب في موجات هجرة كبيرة بين البلدين. وقالت الصحيفة الباكستانية إنه على مدار الـ30 عاما الماضية كان المعهد عبارة عن مدرسة حكومية إلا أنه تم إخلاؤه قبل سنة وتم تغيير مكان المدرسة. وسلم مولانا الله داد كاكار، رئيس جمعية علماء الإسلام، أحد الأحزاب الدينية الرئيسية في البلاد، مفاتيح المعبد لقادة الطائفة الهندوسية في مراسم احتفالية جرت أمام المعبد. واعتذر سليم طه مبعوث نائب مفوض منطقة زهوب، عن التأخير 72 عاما في تسليم المعبد للطائفة الهندوسية إلا أنه أكد أن المعبد ستتم إعادته إلى حالته الأصلية. ولاقت الحملة ترحيب الطائفة الهندوسية خصوصا أنها أتت في أعقاب صدور حكم من المحكمة الهندية العليا في نوفمبر الماضي، يقضي بتسليم أرض مسجد “بابري” التاريخي للهندوس لإنشاء معبد بعد معركة قانونية مطولة. وتعد الخطوة الباكستانية جزءا من خطط حكومية لحصر وتسليم 400 معبد للهندوس تم احتلالها بالقوة من مستلبي الأراضي في مختلف أنحاء البلاد. وشهدت باكستان في مناسبات سابقة احتجاجات مناهضة للهندوس تقودها تغذيها الدوائر الإسلامية في البلاد. والعام الماضي، ألقت السلطات الباكستانية القبض على معلم هندوسي بعد اتهامه بالتجديف، وهو ما أثار احتجاجات وأعمال شغب في إقليم السند الواقع بجنوب البلاد. وتثير قوانين التجديف نقاشا واسعا للجدل في باكستان وهي قضية حساسة في البلاد، ويتم استهداف المتهمين من قبل الجماعات الإسلامية. وفي بعض الأحيان يتم قتل المتهمين بإطلاق النار عليهم أو حرقهم أحياء أو ضربهم بالهراوات حتى الموت. وهاجم الآلاف من المتظاهرين المسلمين مدرسة خاصة ومعبدا هندوسيا كما أغلقوا طريقا سريعا، بمجرد انتشار أنباء القضية. وعاقبت السلطات المحلية مثيري الشغب ومن خططوا ودفعوا للهجوم على المعبد.
مشاركة :