“برق” تستضيف المذيع القدير “ناصر الراجح” في حوار من القلب

  • 7/8/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ولد بوثبة الجواد بصوت وجيه، وحضور متألق، ودعم متنامي ؛فامتطى صهوة جواد الإلقاء في سن مبكرة ،واعتلى منصة الإذاعة لما يقارب خمسين عاماً، وأرسل عبر الأثير أنغاماً شعرية تتهادى للبوح بصوت رائع.. يطيب لصحيفة برق الإلكترونية أن تلتقي مع الإذاعي القدير: ا.ناصر الراجح.. س: ولدت في محيط أسرة أدبية تشجع على الإلقاء، كيف كان لذلك دور في تشكيل موهبتك الإعلامية في قسم الإذاعة؟ بالفعل لقد ولدت في بيت يهتم رجاله، أما النساء في ذلك الوقت فهن غير متعلمات تقريباً، ويشتغلن في خدمة البيت، كان جدي رحمة الله عليه يجتمع إليه إمام المسجد والمتعلمون منهم القراء، وكانوا أكفّاء (معظمهم كفيف)، و كانوا ينادونني لأقرأ الكتاب الذي يحضره أحدهم، وأنا في بداية دراستي الابتدائية هذا دفعني لحبّ الإلقاء؛ فأنا أقرأ وهم يسمعون ويشجعون ويثنون حتى إن كان في محله أو لا المهم شجعني ودفعني إلى الاهتمام بهذا الشيء، أيضاً لا أنسى بعض المدرسين ترى لهم دور مدرس اللغة العربية في المرحلة الابتدائية كان إذا طلب من أحد التلاميذ قراءة موضوع ما في مادة المطالعة، أو مادة النصوص أو المحفوظات، وتلعثم في قراءته أو أخطأ يقول له : خلاص اسكت أكمل ياناصر، فكنت أكمل، وهذا كان أيضاً يعطيني دافع وتشجيع، وصرت أمام نفسي مميزاً بينهم، وهذا هو فعلاً له دور في تشكيل الموهبة، التشجيع من الأسرة ومن المعلم له دور كبير بلا شك. س: أ.ناصر.. برنامج الخيمة الشعبية من أبرز البرامج التي قدمتموها في الإذاعة ..هل حقق طموحاتكم إعلامياً ؟ كان يذاع في إذاعة الرياض مجموعة من البرامج الشعبية؛ أبيات شعبية، برنامج البادية، لوحات شعبية، فنوننا الشعبية جميع هذه البرامج مدتها نصف ساعة وأسبوعية، فأرادت إدارة الإذاعة أن تجمع هذه البرامج كلها في برنامج واحد لمدة ساعتين، ويكون على الهواء مباشرة فأوقفوا جميع البرامج التي كانت مسجلة ومدتها نصف ساعة من بينها برنامج كان عندي اسمه المجلة الشعبية، فأوقفت وبدأنا في الخيمة الشعبية، واختاروني لإعداد هذا البرنامج وتقديمه وكان من أوائل البرامج التي تبث على الهواء مباشرة ؛ بداية تعامل إذاعة الرياض مع البث المباشر، والحمد لله اكتسب قاعدة جماهيرية لا بأس بها، وعرفت كثير من الناس الذين أعتز بمعرفتهم من خلاله سواء من الضيوف الذين استضفناهم، أو من المستمعين المتابعين المحبين لهذا اللون من البرامج. س: يوافق اليوم العالمي للإذاعة (الراديو) في الثالث عشر من فبراير من كل عام ..هل تبقى للإذاعة دور كبير في الساحة الإعلامية تجاه التقدم السريع للتقنية والإقبال على وسائل التواصل الاجتماعي ؟ والله الإذاعة إذاعة الرياض افتتحت في عام ١٣٨٥هـ، كان قبلها في جدة، وقبل جدة إذاعة عرفات مشعر عرفات معروف.أما إذاعة الرياض افتتحت عام ١٣٨٥هـ كان لها بريق وكان من يعمل فيها يعتبر نجماً ولو لم يُرى ،ولو لم يُرى المهم طلع صوته عرفوا الناس صوته، وعرفوا اسمه تحول إلى نجم إلى أن ظهر التلفزيون ،بدأ التلفزيون يسحب البساط من تحت الإذاعة، ثم الآن في ظل برامج التواصل الاجتماعي أعتقد أن حتى التلفزيون بدأ ينسحب البساط من تحته.وهذه أيام التقنية أيام التواصل الاجتماعي تويتر، سناب شات، واتس أب، انستقرام كل هذه الأشياء تمشي وراديوك وتلفزيونك وصحيفتك في جيبك، حتى الصحف الورقية انتهت .مافيه شك أن وسائل التقنية والتواصل السريع أثرت كثيراً على المسموع والمرئي من وسائل الإعلام .كما أنه يوجد لدينا قناة في اليوتيوب اسمها قناة (ناصر الراجح). س: تعتبر الإذاعة وسيلة مهمة للتقارب بين الثقافات والشعوب ..هل حققت الإذاعة مايمتلكه ا.ناصر الراجح من مقومات الصوت الإذاعي المميز؟ الصوت موهبة من الله سبحانه وتعالى، يتعلم الإنسان في الإذاعة أو من شروط التحاقك بالإذاعة كمذيع وليس مقدم برامج، هنا الناس صاروا يخلطون بين المذيع ومقدم البرامج، مقدم البرامج الذي لم يقرأ في حياته موجزاً للأخبار، ولا نشرة أخبار ولم ينفذ فترة على الهواء، هذا أنا ما اعتبره مذيع هذا مقدم برامج ولايهتمون باللغة، أحياناً باللهجة المحلية وأحياناً يضحكون، بالنسبة للإذاعة يكتسب منها الإنسان تمكنه من اللغة العربية، حتى وإن كان متعلماً ومتخصصاً في اللغة العربية لكنه يستطيع أن يتقن ذلك في المحادثة .أعتقد أن الإذاعة لها دور في تنمية هذه الموهبة.عند اختبار المذيع لأن يكون مذيعاً يُعطى نصين،أنا أعطوني نصين نص مفاجىء ونص مشكول وهذا الكلام في عام ١٣٩٢هـ ؛ النص المفاجئ أن تأخذ النص من أي صحيفة وتقرأ وتشكل وأنت تقرأ، والنص المشكول أنك تأخذ نص وتشكله بالقلم وتزينه وتحط الضمة والفتحة والكسرة وتراعي الرفع والنصب.بالنسبة للصوت لا الإذاعة لم تمنحني أي شيء فهذه موهبة من الله،لكنها منحتني الكثير ومنحتني معرفة الناس ولله الحمد. س: تعلمون ماتمر به المملكة من تحول وطني يتواكب ورؤية ٢٠٣٠..هل حققت الإذاعة تطور يتوافق مع تطور وسائل الإعلام في المملكة؟ بالنسبة للتطور في الإذاعة، طبعاً الإذاعة لها طريقها الذي تسلكه يختلف تماماً عن أي وسيلة إعلام أخرى، بالنسبة للمذيعين تعتبر الإذاعة مطبخ المذيعين، معظم مذيعي التلفزيون تخرجوا من الإذاعة، بالنسبة لمواكبتها التطورات الحديثة في وسائل التقنية ووسائل الإعلام الحديثة في المملكة طبعاً كانت تعتمد على أشرطة الريل الدائرية التي في داخلها شريط بلاستيك، ثم تحولت إلى السيديات ،الآن بالكمبيوتر،الآن برنامجي أنا اللي أسجله يحفظ في الجهاز في الكمبيوتر ،وينقل من الاستوديو إلى استوديو بواسطة الكمبيوتر ،انتهى وقت الأشرطة، فأنا أعتبر هذا من التطور ومجاراة العصر فيعتبر نوعاً ما تحاول أن تواكب ، لكن وسائل التواصل تختلف والتلفزيون يختلف والصحف الإلكترونية تختلف عن الصحف الورقية وهكذا . س:هل لازال الشعر ديوان العرب ،وعنوان الأدب ؟ وماموقع الشاعر ناصر الراجح من ذلك؟ بالنسبة للشعر هو فعلاً ديوان العرب ،ولازال له دوره في إيصال الفكرة ، هناك أُناس غير متعلمين تماماً من البادية أو من الحاضر ،لكن إذا أراد إيصال فكرته ولم يستطع أن يعبر عنها من خلال كتابة ،أو من خلال مقال يعبر عنها بقصيدة ويعبر ويُجيد ،وتعرف مافي خاطره من خلال قصيدته، فهذا بالنسبة للشعر الشعبي والشعر الفصيح كذلك ،أنا بالنسبة لي لست شاعراً ولكن أُحب الشعر الشعبي ،وقدمت ثلاثة برامج مختصة ، قدمت في البداية (المجلة الشعبية) لمدة حوالي عشر سنوات أو أكثر، ثم قدمت برنامج ( ونة خفوق ) هذا ببرنامج رومانسي عاطفي يُذاع آخر الليل مدته عشر دقايق ، ثم بعد ذلك الخيمة الشعبية التي بدأت بإعدادها وتقديمها منذ عام ١٤٢٤هـ .يعني الآن حوالي ١٧ سنة أو أكثر ، هذا بالنسبة لموقعي أنا من الشعر والساحة الشعرية . س: في ساحة الشعر الشعبي تطور إلقاء القصيدة إلى شيلات شعرية بألحان متنوعة ..هل تفضل سماع الشعر كإلقاء مصحوب بالربابة أم بالشيلة؟وما رأيك تجاه ذلك؟ بالنسبة للشيلات أنا ما أعتبره تطور ،الإلقاء باقي والشيلات ليست حديثة كانوا شعار الرد قديماً قديماً، وهي تعتبر ألحان بالنسبة لشعر الرد عليها رقصات. لكن اللي حاصل الآن من تغير في موضوع الشيلات إدخال بعض الإيقاعات ،وإن كان استوديو إسلامي بعض الهمهمات التي تنوب عن الموسيقى، وإلا بعض قطرات الماء التي تنزل ،وإلا تغريد عصافير ، فهذه الأشياء المختلفة الآن طبعاً لكلٍّ ميوله هناك من يهوى أن يسمع قصيدة ملقاة، وهناك من يريد أن يسمع شيلة ، الآن مع وسائل الإتصال الحديثة صار يدخل عليها فيديوهات ومونتاج ،وإخراج وتصاميم وتطلع جميلة ،وإذا صار صوت المنشد جميل يكتمل جمالها. س:انتشرت جائحة كورونا في العالم ومن منطلق المسؤولية لحفظ النفس من هذا الوباء دعت الحاجة إلى الحجر المنزلي ،ماموقفك تجاه ذلك ،وكيف قضيت فترة الحجر المنزلي؟ بالنسبة للاحترازات والحجر المنزلي مافيه شك أنا من المؤيدين والداعين لذلك والمحذرين من الاختلاط ،فيجب عدم الاختلاط ويجب عدم التسرع ،أصلاً هي عادات ليست لنا في الإسلام ،وليست من ديننا،حكاية خشمك ولحيتك والمصافح. الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسلم على المجلس حينما يدخل ،ويجلس من حيث انتهى به المجلس ،وكان يسلم بيده وليس هناك مصافح إالا للقادم من سفر والغائب أشهر . أما حكاية خشمك ولحيتك هذه عادات دخيلة دخلت علينا للأسف الشديد ،بالعكس أنا أدعو قبل كورونا للإبتعاد عن هذة الأمور فما بالك إذا كان سوف ينقل لك وباء لاقدر الله ، فمن الأفضل الإبتعاد ،وأما بالنسبة لفترة الحجر الحمدلله قضيناها في منزلنا ،والحمدلله أسرتنا معنا نطبخ ونشوي ونلعب بعض الألعاب، ولكن في النهاية لما طالت المدة أُصبنا بقليلٍ من الملل ولكن الحمدلله نحن في بيوتنا، ورواتبنا تمشي ماقصرت الدولة الحقيقة الله يحفظها، نحن الشعب المدلل الوحيد في العالم في هذه الجائحة ، إجلس في بيتك وراتبك يمشي وأن جاك شي تعال نعالجك مجاناً ،وماعمر ها صارت في أي دولة إلا بعض دول الخليج الله يحفظ الجميع. س:ماتوجيهكم لمذيع الإذاعة في القرن العشرين ،وماهي المقومات المعرفية التي يجب أن يمتلكها ؟ وكيف يمكن أن يسهم في نماء الإذاعة السعودية؟ والله أن أرى مذيع الإذاعة في القرن الثامن عشر والقرن العشرين واحد عمله واحد ،كنا نستمع إلى إذاعة لندن قبل خمسين سنة ،وكنا نطرب لأصواتهم وإجادتهم اللغة العربية ، هناك من يريد تغيير ذوقنا وتخريب لغتنا ،نعم لما جاءت البرامج المعلبة ،وصارت وزارة الأعلام تشتريها للأسف الشديد بمقدم لبناني ولا مقدم سوري بسواليف وضحك واعتبروا هذا التقديم الحديث ،من السابق إذا أخطا الواحد خطأ لغوي فشيلة،ولكن الآن مايهمهم الخطأ ،وإذا جيت تصحح لهم لغوياً لا يتقبلون بحجة أن اللغة انتهت.ويعتبرون أننا قدامى فهذا لايصح أن اللغة أنتهت ،فتوجيهي للإخوان المذيعيين التقيد باللغة العربية، والصوت والأداء من شروط المتقدم على وظيفة مذيع ،أن يكون لديه صوت جميل ،وأن يكون أداءه سليم في أداء مثل التمثيل ،ويسمى تمثيل إذاعي يلون صوته في الحماس يتحمس فيه ،وفي الرومانسي يرقق فيه وهكذا تمثيل إذاعي. فالصوت واللغة والأداء ثلاثة شروط يجب ألا تتغير في المذيع وهذة وجهة نظري وأرجو إن شاء الله المحافظة عليها .

مشاركة :