توقن الإدارة الحديثة بأن الموظف هو رأس المال الحقيقي للمؤسسة، ورأس مالها المعرفي الذكي؛ أي أغلى مواردها؛ لذا أصبحت المؤسسات تولي العنصر البشري اهتمامها الأول والتعامل معه بمنهجية علمية؛ باستقطاب أفضل العناصر، وتدريبها لتأهيلها بكفاءة عالية، وتقديم أفضل الخدمات والرعاية لها؛ ما جعل التنمية البشرية علمًا له أدبياته وأبحاثه وأسسه النظرية والعلمية، وكلياته الجامعية، وتحولت تسمية “إدارة شؤون الأفراد” بالمؤسسات إلى “إدارة التنمية البشرية”.مستقبل التدريب في عالم الابتكارات في عالم تسوده الابتكارات المتجددة، يتعاظم دور التدريب في المجتمعات الأكثر تقدمًا، وتلك الساعية للنمو، ويواجه مستقبله واقعًا يتسم بمنافسة عالمية متجددة الأدوات والأساليب، وبمظاهر التقدم التكنولوجي السريع وتطبيقاته في مراحل العملية التدريبية. ولقد زاد اعتماد التدريب على التكنولوجيا في كثير من الأعمال، والاستعاضة بها عن كثير من العمالة البشرية، مواجهًا تحديات سرعة الوصول لمصادر المعارف والمهارات في ظل التراكم الإنساني السريع والمتجدد، وبروز احتياجات متجددة لأنواع جديدة من العمالة الأكثر تخصصًا. وتعتمد استراتيجية التدريب على الاستعانة بالعمالة والقيادات الشابة لاعتبارات تتعلق بالتكلفة والقوة الطموح، والعقلية المتجددة ذات القابلية للتلقي والترقي؛ ما يفرض على التدريب واقعًا يتطلب العمل على تطوير منظومته بالكامل، وتطوير أساليبه، وأدواته وتقنياته، والحصول عليه عبر الإنترنت، ونشر ثقافته؛ لإبراز مهامه في المؤسسات. كذلك، يمكن إعداد وتنفيذ وتنسيق الجهود مع مراكز خارجية لتنفيذ برامج تدريبية تحقق ترسيخ قيم وسياسات المؤسسة لدى موظفيها، وجعلها المحدد لثقافتهم وتوجهاتهم وميولهم وفق أهدافها، والحرص على إكسابهم المعرفة ومهارات العمل الأساسية، وتنمية وتطوير مستواهم لتمكينهم من مواجهة أي مشاكل، مع تأهيل المميزين لتولي مستويات وظيفية أعلى. أساليب تحديد الاحتياجات التدريبية تعد نقطة البدء في النشاط التدريبي هي الدافع لطبيعة الاحتياجات التدريبية الآنية والمستقبلية؛ وذلك عبر عدة محاور تشمل: * تحليل المنظمة: بتحليل الهيكل التنظيمي للعمل، وسياسات وأهداف المؤسسة؛ للتعرف على طبيعة المشاكل والمعوقات لتحديد الاحتياجات التدريبية. * تحليل الوظيفة : بتحليل جوانب العمل بدقة؛ لتوصيف العمل وشروطه ومعاييره، وشروط إنجازه، والكشف عن مدى جدواها بالنسبة للعامل. * تحليل أداء العاملين : بجمع المعلومات الميدانية عنهم في ضوء معايير الأداء الجيد عن طريق المتابعة. * استخدام الاستبيانات: لجمع المعلومات من العاملين في شكل إجابات عن أسئلة حول جوانب الأداء وظروفه ومتطلباته. * تحليل تقارير الرؤساء والمشرفين : بأسلوب منهجي علمي؛ عبر الاستفتاءات. * معرفة آراء الخبراء: من خلال عقد الندوات والمؤتمرات عن جوانب العمل ومتطلباته وظروفه ومشكلاته ومعوقاته وواقع العاملين المهني والاجتماعي. * استقراء التطورات المتوقعة في المؤسسة: لتوفير متطلبات العمل في ضوء معطيات المستقبل. أصبحت التنمية البشرية الآن من أهم معايير قياس حضارة وتقدم الأمم؛ حيث احتلت مراكز التنمية البشرية مكانتها الاستراتيجية لتؤدي دورها التاريخي للارتقاء بالعنصر الإنساني صانع نهضة المجتمع؛ لذلك تكمن أهمية التدريب في ارتباطها الوثيق بالتنمية الوطنية وتحقيق التقدم المنشود. اقرأ أيضًا: أهمية التدريب في مجال التنمية البشرية (1/2) 5 وظائف لإدارة الموارد البشرية قائمة بأهم الوظائف في المستقبل
مشاركة :