من توم هايورد لندن 11 يوليو تموز (خدمة رويترز الرياضية العربية) - بات باستيان شفاينشتايجر الفائز بكأس العالم لكرة القدم مع ألمانيا العام الماضي احدث قطعة على رقعة الشطرنج لدى مانشستر يونايتد المنتمي للدوري الانجليزي الممتاز مع سعي الفريق لاستعادة توازنه كقوة محلية وقارية عقب موسمين متواضعين. وبعد 26 موسما لامست فيها جماهير يونايتد عنان السماء بفضل قيادة المدرب الملهم اليكس فيرجسون فوجئت تلك الجماهير بعودتها لأرض الواقع بسبب هزة قوية عقب موسمين بدون نيل أي بطولات. وانتهت فترة امتدت لثمانية أشهر تولي فيها ديفيد مويز المدرب السابق لايفرتون المسؤولية في اولد ترافورد بإقالته لينهي الفريق الموسم بعدها في المركز السابع وهو ما أدى للاستعانة بخدمات الهولندي المبدع لويس فان جال في محاولة لقلب حظوظ الفريق. وبدأ الموسم الأول لفان جال بهزائم مذلة أمام ليستر سيتي وميلتون كينيز دونز وسط حالة من عدم التيقن بشأن هوية الفريق الكروية وتشكيلته وأفرادها إلا أن الأمر انتهى بما يبشر بقدوم الأفضل في المرحلة المقبلة. وقام المدرب الهولندي بتجربة عدة تشكيلات وطرق خططية في غياب مايكل كاريك (33 عاما) المبتلى بالإصابات والذي يشكل عنصرا مؤثرا دوما في مركز لاعب الوسط المدافع. ويقدم شفاينشتايجر نفس نوعية أداء كاريك وسيمثل ليونايتد نقطة ارتكاز جديد يمكن بناء خطط الفريق عليها في ظل سعي يونايتد نحو المنافسة على الألقاب الموسم المقبل. ومع نظر يواكيم لوف مدرب ألمانيا إليه باعتباره العقل المفكر لخط وسط الفريق فان بوسع شفاينشتايجر (30 عاما) أن يملي ويتحكم في خط وسط الفريق بفضل تمتعه بطاقة لا حدود لها وقدرة استثنائية على قراءة مجريات اي لقاء. ومع تمتعه بكل هذا إلى جانب مزية التسديد بقوة والتمرير بدقة والتنوع الكبير في مهاراته بات شفاينشتايجر واحدا من أكثر لاعبي خط الوسط توقيرا ونجاحا في جيله منذ ظهوره لأول مرة مع بايرن عام 2002. ويمثل انضمام شفاينشتايجر الوشيك - والذي يتوقف على اجتيازه الفحص الطبي والاتفاق على البنود الشخصية في العقد - الأساس المثالي الذي يمكنه من خلاله للفريق الانجليزي العودة إلى مجموعة فرق الصفوة في كرة القدم الأوروبية. وكان شفاينشتايجر يمثل الدعامة الأساسية لأكثر الأندية والمنتخبات نجاحا في العقد الماضي وسيعيده انضمامه إلى يونايتد للعب تحت قيادة فان جال الذي ارتبط بعلاقة وثيقة معه خلال موسمين قضاهما المدرب الهولندي في بايرن. وضم فان جال بالفعل الجناح المميز ممفيس ديباي (21 عاما) من ايندهوفن في صفقة تبلغ قيمتها 30 مليون يورو (33.5 مليون دولار) واكمل صفقة ضم المدافع الايطالي ماتيو دارميان من تورينو. ويعد انخيل دي ماريا ووين روني وخوان ماتا من المهاجمين المميزين إلا أن تأثيرهم يبدو محدودا بسبب غياب لاعب الوسط المدافع القادر على قراءة وفرض إيقاع اللعب. واستطاع يونايتد بتعاقده مع شفاينشتايجر أن يصل إلى مربط الفرس سعيا لقلب حظوظه. ورغم أن الفريق الانجليزي سعى من قبل وبكل قوة لضم لاعب بنفس نوعية شفاينشتايجر فان بايرن يملك عدة بدائل ممكنة تحت تصرفه لسد الفراغ الذي سيتركه واحد من أبناء النادي البافاري المقربين من قلوب جماهيره. وكان ينظر إلى الاسباني تياجو الكانتارا منذ فترة طويلة باعتباره ابرز من سيرث عرش شفاينشتايجر في منطقة خط الوسط كما انطبق الأمر كذلك على تشابي الونسو المتألق دائما عقب انضمامه من ريال مدريد قبل نحو عام. كما يؤهل التنوع المذهل لقدرات المدافعين فيليب لام وديفيد الابا لقيامهما بنفس الدور كلاعب ارتكاز في خط الوسط يستطيع أن يفرض إيقاع اللعب خلال المباريات في البطولات الكبيرة بينما يظل خابي مارتينيز لاعب وسط داهية من طراز رفيع رغم عدم حصوله على التقدير الكافي. وبالنظر إلى عدم تعرض بايرن لأي هزة في ظل وجود البديل الجاهز فان الفريق البافاري لن يستشعر وطأة رحيل شفاينشتايجر عن صفوف الفريق إلا أن يونايتد استطاع بعد طول عناء أن يعثر على لاعب قادر على ان يصبح المحفز لعودة الفريق لقمة الفرق الاوروبية. (اعداد احمد عبد اللطيف للنشرة العربية)
مشاركة :