قال الحبيب علي الجفري الداعية الإسلامي رئيس مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات، إن مهمة الأنبياء عليهم السلام إقامة الصواب وتقويم الخطأ، وهديهم مع المُخطئ هو حُسن النصيحة والدعوة والدعاء له بالهداية والعمل على نجاته، وحالهم الرحمة به، والإشفاق عليه، والتألم لحاله، والتأسف عليه، {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ}، {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} (اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون).وأضاف الجفري عبر الفيسبوك: (يا رسول الله إنَّ دَوسًْا قد كفَرتْ وأبَتْ، فادعُ اللهَ عليها، فقيل: هلكتْ دَوس، فقالﷺ: اللهمَّ اهدِ دَوْسًا وائتِ بهم). واستشهد بقوله تعالى {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ * إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ}.وأوضح : أما الحكم على مآل المُخطئ والمذنب والمسيئ ومصيره الأخروي فهو شأن إلهي من خصائص الربوبية: {يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۖ إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ}.وأشار الجفري إلى أن هناك مشكلة آخذة في الانتشار، وهي الانحراف عن الاقتداء بهدي الأنبياء إلى التدخل في شؤون الربوبية وأحكام الحق تبارك وتعالى، موضحا أن هذا الانحراف هو منازعة لله تعالى في خصيصة من خصائص الربوبية، وهو مصيبة تملأ القلب ظلمة بل ظلمات من الكِبر والعُجْبِ، وإطلاق العِنان للغضب والكراهية والحقد المُغلّف بصورة الغيرة على الدين والعياذ بالله تعالى.واختتم رئيس مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات بدعاء: اللهم اهدنا بهداك، واجعلنا ممن يسارع في رضاك، ولا تولّنا وليًا سواك، ولا تجعلنا ممن خالف أمرك وعصاك، أنت حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوّة إلا بك.
مشاركة :