توقع مسؤولون في قطاع السياحة والطيران بدبي انتعاشة قوية للقطاع السياحي مع عودة دبي لاستقبال السياح منذ أول من أمس، مؤكدين ظهور بشائر انتعاش سياحي بعد زيادة تدفق الزوار عبر مطار دبي أمس، حيث واصلت حركة الزوار الدوليين التدفق عبر مطارات دبي من خلال رحلات طيران الإمارات وفلاي دبي، بالإضافة إلى بعض الناقلات الأجنبية، الأمر الذي يبشر بعودة قوية للنشاط السياحي والفندقي في الإمارة خلال الفترة المقبلة. واستعدت مطارات دبي خلال الفترة الماضية لعودة الزوار من خلال اعتماد أعلى مستوى من الإجراءات والتدابير الاحترازية التي تضمن صحة وسلامة المسافرين والموظفين. وقال هلال سعيد المري، مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي في مقابلة حصرية أمس مع «تليفزيون بلومبيرغ» في دبي «حينما ننظر في التوقعات والآفاق المتعلقة بقطاع السياحة، لا بد أن نتوقف عند نقطتين. النقطة الأولى هي أن السياحة حول العالم تأثرت يقيناً بجائحة «كوفيد 19»، حيث تحدثت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة عن تأثير سلبي للجائحة على القطاع بقيمة تتراوح بين 1,2 و3,3 تريليونات دولار. لقد خضنا هذه المرحلة كما خاضها العالم بأسره. والآن نرى الأسواق تستعيد أنشطتها تدريجياً. ونتطلع لأن نرى نمواً قوياً في قطاع السياحة بمجرد أن تصبح الأمور طبيعية بنهاية العام الجاري. كانت هناك تقلبات على مدى الأسابيع العشرة الماضية. ووضعنا اليوم أفضل كثيراً وبصفة قطعية، والناس متفائلون إلى حد بعيد، وهو ما نراه بالتأكيد أمراً شديد الإيجابية». وأضاف المري بقوله: «النقطة الثانية التي أود أن أذكرها هو أن الأسواق تنتظر نهاية هذه الجائحة. وفي ظل سيطرة الدول على الأوضاع، وبينما تصبح الأمور طبيعية، فنحن يقيناً نرى الجانب الآخر من ذلك سيتمثل في انتعاش سريع وعلى نحو هائل للسياحة». وعن أعداد السائحين المتوقع أن تستقبلهم دبي خلال الفترة المقبلة، قال المري: «فيما يتعلق بشهري يوليو وأغسطس، تتوقف أعداد السائحين على فتح الأسواق. ونحن على تواصل دائم مع كافة الحكومات حول العالم. وكما نعلم، فإن بعض الحكومات لم تفتح أبوابها أمام الأنشطة المعتادة بعد. وبافتراض أن الأمور ستمضي على نحو طيب وتعيد الحكومات فتح حركة الطيران، فنتوقع أن نرى تحسناً كبيراً خلال الربع الأخير من العام». وعن مساعدة الحكومة للشركات السياحية والفنادق، قال المري: «تقدم الحكومة دعماً قوياً لقطاع السياحة بـأكمله، وليس شركات السياحة والفنادق فحسب. ولا يقتصر هذا الدعم على تأجيل سداد الرسوم ومنح خصومات فحسب، وإنما يمتد أيضاً ليشمل تخفيضاً في قيمة الرسوم أيضاً. وإذا تحدثنا عن الفنادق على سبيل المثال، فقد سهلنا القواعد بما يضمن بقاء بعض الفنادق مفتوحة، وإعادة فتح البعض الآخر عند عودة السائحين. ولا زلنا في حوار مستمر مع إدارات الفنادق. والجانب الأكثر أهمية في هذا الشأن هو إعادة الفتح المبكرة، بما يضمن للفنادق جلب إيرادات. ونحن نمضي قُدُمَاً ونرى أن نهاية العام ستشهد فتح الأسواق وعودة الشركات إلى تعيين الموظفين مجدداً، وسيحاول الناس جدياً تحريك هذا النمو لأن هذا ما تسعى إليه شركاتهم». وأكد جمال الحاي نائب الرئيس في مطارات دبي، أن مطار دبي يواصل استقبال القادمين والزوار الدوليين إلى دبي بكل سلاسة ومرونة في ظل اتخاذ أعلى مستوى من الإجراءات والتدابير الاحترازية، مشيراً إلى أن المطار يعمل بكفاءة عالية جداً في استقبال الرحلات المجدولة، ورحلات الترانزيت إلى وجهات أخرى. وأضاف الحاي: أن دبي سباقة دائماً في اتخاذ الخطوات الصحيحة ونأمل أن تبادر المدن الأخرى خلال الفترة القادمة بفتح أجوائها واتخاذ الخطوات الضرورية لعودة الانتعاش التدريجي إلى حركة النقل الجوي العالمية. وقال الحاي إن شركتي طيران الإمارات وفلاي دبي توفران رحلات ربط إلى عشرات الوجهات العالمية لخدمة المسافرين المحليين والدوليين، مشيراً إلى أن مطارات دبي تتوقع حدوث نمو وزيادة تدريجية بأعداد المسافرين في ظل التسهيلات والقرارات الأخيرة لحكومة دبي. وحول الإجراءات قال إنه تم تنفيذ إجراءات احترازية في جميع أنحاء المطار للحفاظ على صحة وسلامة عملائنا وموظفينا. وتشمل هذه التدابير زجاجاً وقائياً عند تسجيل الوصول ومنافذ الجوازات، والفحص الحراري وعلامات التباعد الجسدي، وزيادة مستويات التعقيم، وفقاً للمعايير الدولية التي وضعتها السلطات المعنية. وأعرب عدنان كاظم، الرئيس التنفيذي للعمليات التجارية لدى طيران الإمارات، عن تفاؤل الناقلة بشأن تحسن الأوضاع لديها وأيضاً في قطاع الطيران على مستوى العالم خلال الأشهر المقبلة، بعد الأزمة الحادة التي تعرضت لها الناقلات الجوية في كافة أنحاء العالم بسبب التداعيات الناجمة عن تفشي جائحة «كوفيد 19». وأجرى كاظم مقابلة افتراضية أمس مع القسم العربي من شبكة «سي إن بي سي» الأمريكية، وتطرق فيها إلى استعدادات الناقلة لاستئناف حركة السياحة في دبي منذ الأول من أمس. و قال: «بدأت طيران الإمارات التحضير لهذا اليوم منذ الــ 21 من مايو الماضي، حيث قمنا بتشغيل رحلاتنا إلى 9 وجهات مختلفة، وبالأخص في أوروبا وأستراليا، وارتفع العدد بعد ذلك حتى صار اليوم 53 وجهة. وسنعلن في المستقبل القريب عن محطات جديدة في هذا الشأن». عودة السياحة وتابع كاظم بقوله: «أرى عودة السياحة في دبي قراراً إيجابياً، لأن العديد من مطارات العالم بدأت الآن مرحلة الانفتاح. وربما يطرأ تغيير على بروتوكولات الطيران بحيث تصبح أكثر مرونة». وأردف: «متفائلون خيراً ونتطلع إلى تغير الأوضاع إلى الأفضل خلال الشهور المقبلة. وهدفنا إعادة شبكة طيران الإمارات إلى طبيعتها المعهودة ما قبل أزمة «كوفيد 19»، حينما كانت شبكتها تخدم 143 محطة على مستوى العالم». وعن المعايير التي تتبناها طيران الإمارات في اختيار الوجهات التي تعيد تشغيل رحلاتها إليها، قال كاظم: «أهم المعايير التي نركز عليها سهولة التعامل مع المطارات في الوجهات التي نعيد خدماتنا إليها، فيما يتعلق بالقوانين والأنظمة السائدة. كما نهتم أيضاً برصد حجم الطلب، فقد بدأنا الحرية السادسة، وهي حرية الطيران العابر «الترانزيت» بين مطارات العالم. فعلى سبيل المثال، هناك مطارات عالمية مفتوحة حالياً، إلا أنها تفرض قيوداً على القادمين إليها فيما يتعلق بالحجر الصحي وغيرها من الاشتراطات». تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :