أصيب رئيس الوزراء الصربي الكسندر فوسيتش في رأسه جراء رشقه بالحجارة أمس السبت، خلال إحياء الذكرى العشرين لمجزرة سريبرينيتسا، ما اضطره إلى المغادرة سريعاً، محاطاً بحراسه الشخصيين. ونقلت الوكالة الصربية عن مسؤولين في المكان أن فوسيتش أصيب في رأسه وتحطمت نظارته. ونقلت صحيفة بليتش الصربية عن أحد مرافقي فوسيتش قوله: كان أمراً مفزعاً، فهؤلاء قذفوا بالحجارة والأحذية وكل شيء كان معهم، وقد أصيب رئيس الوزراء بحجر في وجهه، لكن الأمر ليس سيئاً. واعتبر وزير الخارجية الصربي أن الحادث الذي أسفر السبت عن إصابة رئيس الوزراء الصربي في رأسه خلال إحياء الذكرى العشرين لمجزرة سريبرينيتسا يشكل هجوماً على صربيا. وكان فوسيتش وضع وردة أمام نصب يحمل أسماء أكثر من 6200 ضحية تم التعرف بهوياتهم ودفنوا في المقبرة حين بدأ الحشد بالتكبير ورشق حجارة في اتجاهه. ولاحظ مراسلو فرانس برس أن أشخاصاً كانوا يتولون حماية رئيس الوزراء أصيبوا أيضاً جراء رشق الحجارة، ونجح فوسيتش في مغادرة المكان وهو يركض فيما كان المنظمون يدعون عبر مكبرات الصوت إلى التزام الهدوء. وبعدها، بدأ إمام بتلاوة الصلاة بمشاركة الحشد في انتظار دفن 136 ضحية للمجزرة تم التعرف أخيراً بهوياتهم. وقبيل توجهه إلى سريبرينيتسا، وجه رئيس الوزراء الصربي رسالة مفتوحة السبت انتقد الجريمة الفظيعة التي وقعت في سريبرينيتسا. وكتب: لقد مضى عشرون عاماً على وقوع الجريمة الرهيبة في سريبرينيتسا. ولا أجد الكلمات التي يمكن أن تعبر عن الحزن والأسف على الضحايا، أو عن الغضب حيال الذين ارتكبوا تلك الجريمة الفظيعة. لكنه لم يستخدم كلمة إبادة. من جهة أخرى، قالت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني إن جميع الدول الأعضاء وجميع مؤسسات الاتحاد الأوروبي تدعم وجهة نظر البوسنة والهرسك لتصبح جزءاً من اتحادنا، ونحن نعمل من أجل مستقبل الشراكة والعدالة والمصالحة بين جميع مواطني هذا البلد وهذا الجزء من أوروبا. وذكرت موغريني في بيان صحفي بمناسبة إحياء الذكرى ال20 لمجزرة سريبرينيتسا، إن أوروبا تواجه في سريبرينيتسا العار بعد فشلها في تحقيق أحلام آبائنا المؤسسين لأوروبا، في إيقاف المزيد من الحروب في أوروبا، والمزيد من القتل وجرائم الإبادة الجماعية باسم العرق أو الأمة، فلتكن سريبرينيتسا دعوة إلى العمل على ألا يحدث ذلك ثانية. وأضافت أن سريبرينيتسا تؤكد من جديد أن حلم الاتحاد الأوروبي لا يزال ساري المفعول، وأنه هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام في قارتنا، وتقسيم شعوب أوروبا بين نحن وهم لن ينشئ إلا صراعات جديدة. وأكدت موغريني: نحن بحاجة لجميع الطوائف للعمل معاً، وليس للتفرقة.. اتحادنا ينبني على التعايش. (وكالات)
مشاركة :