بكين – اعتبرت بكين الأربعاء أن مطالبة واشنطن لها بالانضمام إلى محادثات نزع الأسلحة النووية مع روسيا هي مناورة لتقويض المفاوضات، لكنها قد تشارك في حال خفضت واشنطن ترسانتها إلى مستوى تلك التي تملكها الصين. وعقد مسؤولون أميركيون وروس محادثات في فيينا الشهر الماضي لمناقشة بديل لمعاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية الجديدة “نيو ستارت”، التي تحدد عدد الرؤوس النووية التي ينشرها كل جانب بـ1550 ويتوقع أن تنقضي مهلتها في فبراير القادم. ويحل أجل معاهدة نيو ستارت لعام 2011 في فبراير عام 2021 لكن يمكن مده لخمس سنوات بموافقة الطرفين. وهذا هو الاتفاق الأميركي الروسي الوحيد الذي يحد من الأسلحة النووية الاستراتيجية المنشورة، حيث يقول أنصار الحد من التسلح إنه من دون الاتفاق سيكون من الأصعب على كل طرف قياس نوايا الآخر. وتلزم المعاهدة البلدين بإزالة الصواريخ النووية والتقليدية قصيرة ومتوسطة المدى، فيما يخشى مراقبون أن يؤدي انقضاء المعاهدة إلى إمكانية اندلاع سباق متزايد للتسلح. وأصر الرئيس الأميركي دونالد ترامب على ضرورة إشراك الصين في محادثات نزع الأسلحة، مشيرا إلى ما اعتبره حرية التصرّف التي تملكها بكين لتطوير أنظمة تسلح، فيما لم تظهر الصين أي اهتمام في المشاركة. وتبرر الولايات المتحدة إصرارها على إشراك بكين في المفاوضات بسرعة تنامي القدرات النووية الصينية، ولو أن روسيا والولايات المتحدة لا تزالان تملكان معا أكثر من 90 في المئة من الأسلحة النووية في العالم، بحسب آخر تقرير للمعهد الدولي للبحث حول السلام في ستوكهولم. ويفيد آخر بحث صدر عن المعهد بأن لدى روسيا 6375 رأسا نوويا بعضها لم يتم نشرها، بينما تملك الولايات المتحدة 5800. وفي المقابل، تملك الصين 320 وفرنسا 290 وبريطانيا 215. وصرّح مدير عام قسم السيطرة على الأسلحة في وزارة الخارجية الصينية فو كونغ بأن الضغط الأميركي “ليس إلا حيلة لتحويل التوتر في العالم” و”إيجاد ذريعة تتيح للأميركيين الانسحاب من نيو ستارت”. وقال فو في مؤتمر صحافي إن “هدفهم الحقيقي هو التخلّص من جميع القيود وإطلاق العنان لأنفسهم للسعي للتفوّق عسكريا على أي عدو حقيقي أو متخيّل”. وأفاد فو “القول إن العدد الصغير من الرؤوس النووية التي تملكها الصين يشكّل تهديدا للأمن الأميركي في حين تملك الولايات المتحدة 6000 هو أمر غير منطقي”. وتابع “يمكنني التأكيد بأنه إذا قالت الولايات المتحدة إنها مستعدة لخفض ترسانتها إلى المستوى الصيني، فستكون الصين مستعدة للمشاركة بسرور في اليوم التالي. لكن في الحقيقة، نعرف أن هذا لن يحصل. نعرف سياسة واشنطن”. وذكر أن الأولوية بالنسبة للصين هي أن تتفق واشنطن وموسكو على تمديد اتفاقية “نيو ستارت” ومواصلة خفض ترسانتيهما على هذا الأساس، مؤكدا أن بلاده ستشارك عندما تصل ترسانتيهما النوويتان إلى مستوى يمكن مقارنته مع عدد الرؤوس النووية الصينية. وعلى الرغم من أن العلاقات الأميركية لا تزال متوترة مع روسيا، إلا أن مخططي الدفاع الأميركيين ركزوا بشكل كبير على الصين بسبب إنفاقها العسكري المتزايد، وزيادة جهودها لترسيخ نفوذها في المياه المختلف عليها في آسيا. ويقول مسؤولون أميركيون إنه لو كانت الصين شريكا في معاهدة الحد من الصواريخ النووية قصيرة ومتوسطة المدى، فإن نحو 95 في المئة من صواريخها الباليستية وصواريخ كروز التي تشكل جزءا جوهريا من استراتيجية بكين الدفاعية، ستنتهك تلك المعاهدة.
مشاركة :