اكتشف العلماء أن فايروس كورونا يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات شديدة بالجهاز العصبي من بينها الالتهاب والذهان والهذيان، ما جعلهم يحذرون من موجة محتملة من الإصابات بتلف دماغي، ويتوقعون حدوث جائحة قد تكون مماثلة لجائحة التهاب الدماغ السباتي في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي بعد جائحة الإنفلونزا عام 1918. لندن – حذر علماء من موجة محتملة من الإصابات بتلف دماغي ناتج عن الإصابة بفايروس كورونا حيث أشارت أدلة جديدة إلى أن كوفيد – 19 يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات شديدة بالجهاز العصبي من بينها الالتهاب والذهان والهذيان. ووصفت دراسة أجراها باحثون في جامعة لندن 43 حالة لمرضى كوفيد – 19 عانوا من اختلال وظيفي مؤقت في الدماغ، أو جلطات دماغية، أو تلف في الأعصاب أو آثار خطيرة أخرى في الدماغ. ويعزز البحث دراسات حديثة خلصت أيضا إلى أن المرض يمكن أن يصيب الدماغ بتلف. وقال مايكل زاندي من معهد علم الأعصاب في جامعة لندن الذي شارك في الإشراف على الدراسة “سنرى ما إذا كنا سنشهد جائحة على نطاق كبير من تلف الدماغ المرتبط بالجائحة قد تكون مماثلة لجائحة التهاب الدماغ السباتي في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي بعد جائحة الإنفلونزا في عام 1918”. وحذر الباحثون من أن الأطباء بحاجة إلى أن يكونوا على دراية بخطر الآثار العصبية، للمساعدة في التشخيص المبكر وتحسين نتائج المرضى. وقال زاندي “حددنا عددا أكبر من المتوقع من الأشخاص الذين يعانون من أمراض عصبية مثل التهاب الدماغ”. وأضاف أن ظهور هذه الحالات “لم يكن مرتبطا دائما بشدة أعراض الجهاز التنفسي، ويجب أن نكون متيقظين وأن نبحث عن هذه المضاعفات لدى الأشخاص الذين لديهم كوفيد – 19”. وكوفيد – 19، المرض الذي يسببه فايروس كورونا المستجد، هو أساسا اعتلال في الجهاز التنفسي ويؤثر على الرئتين إلا أن علماء الأعصاب والأطباء المتخصصين في الدماغ يقولون إن أدلة تظهر أن له تأثيرا على الدماغ تبعث على القلق. وفي دراسة جامعة لندن المنشورة في مجلة (برين) جرى تشخيص إصابة تسعة مرضى يعانون من التهاب في الدماغ بنوع نادر يطلق عليه التهاب الدماغ والنخاع الحاد المنتشر وهو أكثر انتشارا بين الأطفال وقد ينجم عن إصابة فايروسية. كما أكدت عدة تقارير وجود الفايروس في السائل النخاعي لدى المصابين بكوفيد – 19، وهو ما يشير إلى وصوله إلى الدماغ والجهاز العصبي، وفق ما يؤكده أفيندرا ناث من المعهد الوطني الأميركي للاضطرابات العصبية والسكتات الدماغية. وقال ناث إن ذلك يعني أن المرض ستكون له تبعات عصبية طويلة الأمد، مشيرا إلى قدرة بعض الفايروسات على الاختباء داخل الأعصاب، لكي تُعيد تنشيط نفسها بحيث تلحق الأذى بالمريض في وقت لاحق من حياته. من جهته ركز بيير تالبوت من المعهد الوطني للبحث العلمي في كيبيك، بكندا الكثير من عمله البحثي على اثنين من فايروسات كورونا التي يُعرف عنها إصابتها للبشر. وأكد تالبوت إمكانية أن يكون لفايروس كورونا الاستمرارية ذاتها في الدماغ، مشيرا إلى أن الفايروس يختبئ هناك. وقال “من المتوقع أن يتمكّن من خلال إعادة تنشيط نفسه بالتسبُّب بمرض عصبي للمريض”. وأضاف أن بعض التأثيرات العصبية يمكن أن تصاحبها أضرار دائمة على الأشخاص الذين يتعافون من كوفيد – 19، فالنوباتُ العصبية والسكتات الدماغية يمكن أن تُسبِّب ضررا دماغيا تكون له تبعات طويلة الأمد، على سبيل المثال، والكثير من أولئك الذين يختبرون هذا النوع من العواقب سوف يحتاجون إلى رعاية لاحقة وإعادة تأهيل.
مشاركة :