أعرب وزير الخارجية المصري سامح شكري اليوم (الأربعاء)، عن الانزعاج من ظهور عناصر تنظيم دولة الاسلامية او ما يعرف بـ(داعش) مرة أخرى في غرب ليبيا، وقيام طرف إقليمي بنقل مقاتلين متطرفين من سوريا للأراضي الليبية، مؤكدا أن بلاده لن تتهاون في التعامل مع التهديدات القادمة من ليبيا. وقال شكري، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول ليبيا بحضور الدول التي شاركت في مؤتمر برلين، إن الأزمة الليبية تمثل تهديدا خطيرا للاستقرار والأمن في جميع أنحاء المنطقة، وأشار إلى أن الرؤى المتناقضة لمستقبل ليبيا، وتطلعات الهيمنة الإقليمية أدت إلى تعقيد جهود المجتمع الدولي الرامية لحل الأزمة، حسب بيان لوزارة الخارجية المصرية. وأضاف أنه "للأسف، أصبحت مساحات كبيرة من غرب ليبيا موطئ قدم للتطرف وملاذا آمنا للمنظمات الإرهابية، التي سعت في كثير من الأحيان إلى مد ظلالها القاتمة فوق مصر من خلال اختراق حدودنا الغربية". وأشار شكري، إلى جريمة ذبح 21 مصرياً، كانوا يعملون في مدينة سرت، بلا رحمة من قبل إرهابيي داعش في أوائل عام 2015. وتابع "أشعر بكثير من الانزعاج لعودة مقاتلي داعش للظهور في بعض مدن غرب ليبيا، خاصة في صبراتة.. والدول الأعضاء في المنظمة ملزمة بمكافحة الإرهاب في ليبيا، بما في ذلك من خلال إدانة أشكال الدعم المقدمة لقوى التطرف من قبل أي طرف إقليمي". وأردف أن "قيام أحد الأطراف الإقليمية بنقل مقاتلين متطرفين من سوريا إلى الأراضي الليبية يزيد من تفاقم الوضع في ليبيا ويشكل تهديداً خطيراً لأمن الليبيين، وكذلك للدول المجاورة على ضفتي البحر المتوسط". وأكد الوزير المصري، أن "هذه التهديدات تمثل خطرا واضحا وحاضرا على مصر، ولن نتهاون في التعامل مع هذا النوع من التهديدات، حيث تقترب من حدودنا، في وقت تأتي التدخلات الأجنبية لتقدم لها الدعم وتقوم بالتحريض عليها ومساندتها". وأضاف "لابد أن يتوقف دعم التطرف، ويتحتم علينا وضع حد لمصادر المساندة والدعم من اللاعبين الإقليميين، الذين يتأكد عدم حرصهم على استقرار منطقة البحر المتوسط". وأوضح أن موقف مصر المبدئي يرتكز على دعم الحل السياسي لليبيا الموحدة، كما ورد في مبادرة "إعلان القاهرة" الصادرة في 6 يونيو الماضي، والتي تتسق تماما مع نتائج قمة برلين وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة. واستطرد أن "تحقيق الاستقرار في ليبيا يتوقف على إعادة بناء المجلس الرئاسي، وتشكيل حكومة مستقلة تتفق عليها جميع الأطراف الليبية ويوافق عليها مجلس النواب، ونزع سلاح الميليشيات، ومكافحة الإرهاب، وتوحيد المؤسسة العسكرية، وضمان العدالة في توزيع الثروة". ودعا شكري، إلى وقف فوري لإطلاق النار في كافة أنحاء ليبيا، واعتبر ذلك خطوة مهمة باتجاه إحياء المحادثات السياسية في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة. وتعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة بين حكومة في طرابلس معترف بها من المجتمع الدولي، وحكومة موازية في شرق البلاد يدعمها مجلس النواب وقوات "الجيش الوطني" منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011.
مشاركة :