غادر الشيخ أحمد بن دبج القرية لطلب العلم وهو لايزال شابا يافعا في طريقه التقى بقافلة تجارية متجهة الي اليمن فسار مع تلك القافلة.وبعد وصوله اليمن التحق مباشرة بمداس في مأرب تعلم القراءة والكتابة وأصول الفقه وتلاوة القرآن وبعض التفاسير والشروحات حفظ الكثير من الأحاديث ثم عاد الى القرية متسلحا بالعلم والمعرفة حيث لم يكن في تلك الفترة احد يقراء أو يكتب. مع بزوغ فجر توحيد المملكة العربية السعودية سارع الشيخ أحمد بن دبج في مبايعة الملك عبدالعزيز حيث سار مع كافة شيوخ قبائل المنطقة التي سافرت إلى الرياض لمبايعة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ملكا للبلاد . بعد ان تمت مبايعة الملك عبدالعزيز من كافة شيوخ قبائل المملكة العربية السعودية كان يخرج الشيخ احمد بن دبج في جولة داخل الرياض يزور الحدائق والأسواق ويتنزه ثم يعود الى المخيم حيث يتم تقديم وجبات الطعام للجميع بشكل يومي بالإضافة للقهوة العربية والتمر . في احد الايام رجع الى المخيم وقد ادركته وبعض الوفود صلاة المغرب فقام بامامة المصلين وبعد ان انتهى من الصلاة بادره احد الاشخاص من أهل العلم من رجال الملك عبدالعزيز بالحديث عن اعجابه بتلاوته ثم تجاذبوا أطراف الحديث وفي ختام حديثهم أثنى على الشيخ بن دبج ثناء حسن. استمرت اقامة بن دبج في مخيم الملك عبدالعزيز أكثر من عشرة أيام لقي هو وجميع الوفود الترحيب والكرم الذي لم يشهدوا له مثيل من قبل. بعد ذلك غادر الشيخ احمد بن دبج الرياض متجها الى المجاردة وبعد وصوله القرية أدرك أهمية العلم فبادر بإرسال أكبر أبنائه الشيخ على بن أحمد بن دبج رحمة الله عليه الى النماص لتلقي العلم هناك. في عام 1353 هجري. بعث الشيخ أحمد بن دبج خطاب لأمير منطقة عسير الأمير تركي السديري. وفي نفس العام اتجه الشيخ أحمد بن دبج الى أبها لمقابلة الامير والسلام عليه حيث غادر مشيا على الأقدام من محافظة المجاردة الى النماص ثم استأجر دابة من النماص الى ابها مرورا بمحافظة تنومة وباللسمر وباللحمر حتى وصل إلى مقر الأمير تركي السديري في أبها وعندما دخل على الأمير عرف بنفسه وأوجز الخطاب في بعض الكلمات حيث أجاد في اختياره للمفردات التي لاقت إعجاب الأمير به فقربه منه ومنحه بعض الصلاحيات التي تخوله بضبط الامن وبسط العدل وعندما قام الأمير بتوديعه أبلغه انه سوف يرسل له هدية. بعد مرور فترة وجيزة وصلت هدية الأمير فكانت عبارة عن فرس اصيل وسيف وشماغ وعقال مقصب وبعض الأدوات المساعدة له في حفظ الامن بناءا على تلك الصلاحيات الممنوحة له سلفا. تطلعات الشيخ في الرقي بالقرية جعلته يبادر في إنشاء كتاتيب لتعليم أفراد القبيلة والقبائل المجاورة. حيث كان يعطي لهم دروس عقب صلاة العصر حتى تخرج على يديه رحمه الله الكثير من الرجال. الجدير بالذكر أن أحد القضاة حينما كان طالب وقبل أن يتعين قابل الشيخ احمد بن دبج فسأله عن الحكم الشرعي والصلح بين طرفي الخصم والرضى بالصلح فأجابه الشيخ أحمد بن دبج واستدل بقول الله تعالى (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَمَرْضَاتِ اللَّهِ فَسوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) فقال القاضي الشيخ عبدالرحمن شيبان قاضي محكمة النماص لازلت أتذكر كلام الشيخ أحمد بن دبج وكنت أفضل الصلح. وقد أشاد بعلمه ومعرفته فضيلة رئيس محاكم منطقة عسير الشيخ إبراهيم الحديثي في خطاب وجهه الى رئيس محكمة المجاردة آنذاك الشيخ عبدالعزيز بن عمر استعانة به إمارة المجاردة والمحكمة فكان يتم انتدابه في حل كثير من النزاعات والقضايا بين قبائل المنطقة. شارك في مع الجيش السعودي في حرب القهر وكان قائد المشاركين من قبائل بني التيم تهامة. امتاز بخصال النبل والكرم فكان بيته مفتوح لكل ضيف ساهم في كفالة الأيتام والارامل من قبيلة ال صميد واشرف بنفسه على مساعدتهم وتربيتهم. كان يلجاء اليه المتخاصمون لحل خلافاتهم لأنه كان محبوب لدى كافة أفراد قبائل المنطقة نظرا لتواضعه وشجاعته في قول كلمة الحق. يمتلك أسلوب اقناعي ساعده على حل مشاكل القبيلة رجل عظيم قدم نفسه متبرعا في خدمة دينه ومليكه ووطنه رحمة الله عليه فقد غرس في نفوس أبنائه وكافة أفراد القبيلة الحب والولاء لولأة أمر المملكة العربية السعودية ايدهم الله.
مشاركة :