احتشد عشرات آلاف البوسنيين في سريبرينيتسا للمشاركة في مراسم إحياء الذكرى العشرين للمجزرة التي حصدت ثمانية آلاف رجل وشاب مسلم، ووصفها القضاء الدولي بأنها إبادة، وشهدت الفعاليات موجة من الفوضى مع ظهور رئيس الوزراء الصربي الكسندر فوسيتش.. حيث رشقه شبان بالحجارة ما تسبب في شج رأسه. وغادر فوسيتش المكان محاطاً بحراسه الشخصيين بعدما أصيب في رأسه وتحطمت نظارته. وغادر فوسيتش المكان وهو يركض فيما كان المنظمون يدعون عبر مكبرات الصوت الى التزام الهدوء. وبعدها، بدأ إمام بتلاوة الصلاة بمشاركة الحشد في انتظار دفن 136 ضحية للمجزرة تم التعرف أخيرا على هوياتهم. وقبيل توجهه إلى سريبرينيتسا، وجه رئيس الوزراء الصربي رسالة مفتوحة السبت انتقد جرائم التصفية والإبادة التي وقعت في سريبرينيتسا. وكتب مضى 20 عاماً على وقوع الجريمة الرهيبة في سريبرينيتسا ولا أجد الكلمات التي يمكن أن تعبر عن الحزن والأسف على الضحايا، أو عن الغضب حيال الذين ارتكبوا تلك الجريمة الفظيعة. لكنه لم يستخدم كلمة إبادة. واعتبر وزير الخارجية الصربي أن إصابة رئيس وزراء بلاده تشكل هجوماً على صربياً. وقال ايفيكا داسيتش في بيان إن رئيس الوزراء تصرف كرجل دولة عبر اتخاذه قراراً بالتوجه إلى سريبرينيتسا للانحناء أمام الضحايا... إنه ليس هجوماً على فوسيتش فحسب بل على كل صربيا وسياستها من أجل السلام والتعاون الاقليمي. جرائم إبادة وكانت قوات صرب البوسنة أعدمت في نهاية الحرب اليوغسلافية (1992 ـ 1995) ثمانية آلاف رجل وصبي مسلمين على مدى خمسة أيام في يوليو وألقت جثثهم في حفر ثم انتشلتها بعدها بأشهر وألقتها في قبور أصغر في محاولة ممنهجة لإخفاء معالم الجريمة. ولم يعثر حتى الآن على جثث نحو ألف من الضحايا. وقضت محكمة تابعة للأمم المتحدة بأن المذبحة إبادة جماعية وهو مصطلح يجادل الكثير من الصرب في استخدامه كما يشككون في عدد القتلى والرواية الرسمية لما حدث الأمر الذي يسلط الضوء على الروايات المتضاربة لحرب يوغسلافيا التي لا تزال تغذي الانقسامات السياسية وتعرقل التقدم صوت الاندماج مع غرب أوروبا. وبعد 20 سنة على مجزرة سريبرينيتسا، لاتزال البوسنة، أحد أفقر بلدان أوروبا، غارقة في انقساماتها على أمل الانضمام يوماً إلى الاتحاد الأوروبي. وبعد محاولة أولى لبناء دولة قابلة للاستمرار - بمساع محلية وضغوط من المجموعة الدولية- على انقاض نزاع دام، لم تتوصل البوسنة بعد إلى إيجاد صيغة تساعدها في لم شمل شعبها.
مشاركة :