أظهرت وثائق مسربة منح أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة جزيرة صغيرة على ضفاف الأطلسي شمال العاصمة الموريتانية نواكشوط ومن بين الوثائق رسائل سرية بعثها سفير قطر الأسبق في موريتانيا محمد بن كردي طالب المري، إلى وزير الخارجية القطري ومسؤول الشؤون الخاصة في ديوان الأمير. وفتحت لجنة برلمانية موريتانية تحقق منذ عدة أشهر في ملفات فساد خلال حكم الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز ٢٠٠٨-٢٠١٩ تحقيقا في قضية الجزيرة والظروف التي اكتنفت منح ولد عبد العزيز إحدى الجزر الموريتانية هدية إلى أمير قطر السابق حمد بن خليفة واستمعت إلى بعض المسؤولين السابقين والحاليين المرتبطين بالملف. إلى ذلك، قال مصدر في البرلمان للعربية.نت إن من بين الشخصيات التي استدعيت للمثول أمام اللجنة لاستجوابها بخصوص "الجزيرة" وزير عدل سابق كلف بمتابعة موضوع «الجزيرة» مع مسؤولين قطريين.. رسالة سرية من سفير ومن بين الوثائق التي تحقق فيها اللجنة رسالة سرية وجهها السفير القطري محمد بن كردي طالب المري في 12 يناير 2012 إلى وزير الخارجية القطري يبلغه فيها بأن رئيس موريتانيا السابق محمد ولد عبد العزيز قال بعد استدعائه لمقابلته في مكتبه إنه "قرر منح إحدى الجزر الجميلة الواقعة في محاذاة شاطئ المحيط الأطلسي قرب حوض آرغين السياحي" كما قال السفير في برقيته هذه إنه سيتم وضع الجزيرة الجميلة تحت تصرف الأمير "لاستخدامها بحسب ما يرغب " إلى ذلك، كشفت الوثائق استعجال الدبلوماسي القطري الجهات المعنية في بلاده للبدء في ترتيبات استلام الجزيرة من السلطات الموريتانية.صفقة سرية ويشتبه نواب في البرلمان الموريتاني ومحققون في قضايا فساد "بصفقة سرية" و "شبهة فساد" في القضية . في السياق، أكد محمد بوي ولد الشيخ محمد فاضل، عضو البرلمان الموريتاني في تصريح للعربية.نت إن منح الرئيس السابق الجزيرة لأمير قطر و "تنازله عن جزء من أراضي البلاد لسلطة أجنبية يرقى إلى جريمة الخيانة العظمى" حسب قوله . ويواجه ولد عبد العزيز تهما بالفساد واستدعت لجنة التحقيق البرلمانية الرئيس السابق للمثول أمامها اليوم الخميس بيد أن ولد عبد العزيز المنعزل منذ عدة أشهر في مزرعته النائية شمال العاصمة رفض استلام رسالة الاستدعاء ما يعني أنه غير عازم على حضور جلسة الاستجواب المقررة اليوم.تهمة الخيانة العظمى إلى ذلك، يتوقع أن يصوت البرلمان الموريتاني الأثنين على قانون جديد لتشكيل محكمة سامية وهي سلطة اتهام قادرة على توجيه تهمة الخيانة العظمى للرئيس السابق ومحاكمته إذا ما اثبت تقرير لجنة التحقيق المنتظر ضلوعه في جرائم تمس سيادة موريتانيا و مصالحها الجوهريةوجاء قرار الرئيس السابق منح الجزيرة الواقعة في منطقة "حوض أرغين" السياحية حيث توجد أكبر محمية طبيعية للطيور النادرة في العالم بعد زيارة أمير قطر السابق إلى نواكشوط . يذكر أن حمد بن خليفة ساند انقلاب ولد عبد العزيز على أول رئيس مدني لموريتانيا في أغسطس ٢٠٠٨ ما أنهى تجربة تناوب ديمقراطي قصيرة ونادرة في بلد اشتهر بالانقلابات. وزار الشيخ حمد نواكشوط على غرار زيارات قام بها العقيد الليبي الراحل معمر القذافي و الرئيس السابق عمر حسن البشير لكسر عزلة إقليمية ودولية واجهتها حكومة الانقلاب في حينه. كما شكلت الدوحة أول وجهة خارجية للرئيس السابق بيد أن علاقته مع قطر ساءت كثيرا خلال سنواته الأخيرة في السلطة على خلفية دعم قطر إخوان موريتانيا قبل قطع العلاقات بين البلدين تماشيا مع قرار المقاطعة العربية للدوحة.
مشاركة :