يبدو أن وقت إجراء الانتخابات حان في سنغافورة، التي تبلغ مساحتها حوالي ثلث مساحة لوكسمبورج، مما يجعل من المحتم تقريبا أن تتقاطع مسارات الحملات الانتخابية للمرشحين.وكان موعد المناظرة بين مرشح حزب العمل الشعبي السنغافوري داريل ديفيد، ومرشح حزب المعارضة اندي زهو في الثاني من يوليو الجاري. وجرى تبادل منشورات الحملتين الانتخابيتين، خلال المناظرة التي نقلتها كاميرات التليفزيون المحلي، حيث سُمع المرشحان وهما يقولان: «أنا آخذ منشورك وأنت تأخذ منشوري».ويعد ديفيد وزهو ضمن 181 مرشحا يمثلون 11 حزبا سياسيا تتنافس فيما بينها خلال تسعة أيام قبل إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة اليوم الخميس.وتأتي الانتخابات بعد نحو أكثر من شهر على نهاية إجراءات الإغلاق، التي كانت مفروضة لاحتواء تفشي فيروس كورونا، التي أطلق عليها الحزب الحاكم «قاطع الدائرة الكهربائية».ومن غير المرجح أن تكسر هذه الانتخابات دائرة النجاحات الانتخابية لحزب العمل الشعبي الحاكم على مدار ستة عقود، على الرغم من أنه ليس هناك عدم رضا سوى من جانب شقيق رئيس الوزراء لي هسين لونج.وعلى الرغم من أن لي هسين يانج، شقيق رئيس الوزراء يدعم الحزب التقدمي السنغافوري في الانتخابات المقبلة، فإنه لن يترشح في الانتخابات، حيث إن «سنغافورة ليست في حاجة إلى شخص آخر من نفس العائلة».كما دعا لي هسين يانج للتغيير، قائلا إن حزب العمل الشعبي «ضل طريقه».وتجسدت قوة حزب العمل الشعبي في تحقيق الفوز في كل انتخابات أجريت منذ استقلال سنغافورة عام 1965. كما أن الحزب فاز في الانتخابات، التي أجريت في المدينة-الدولة قبل الاستقلال، والتي شملت انتخابات أجريت خلال فترة اندماج سنغافورة مع ماليزيا في الستينيات.ويتمتع ائتلاف الجبهة الوطنية الحاكم في ماليزيا بسجل انتخابي مليء بالفوز حتى اتجه مهاتير محمد إلى المعارضة ليحقق انقلابا انتخابيا تاريخيا عام 2018.ولكن هناك فرصة ضئيلة لتكرار الأمر في سنغافورة، التي على الرغم من تاريخها المشترك مع ماليزيا والحدود البرية بين الدولتين، تتجنب مشاكسات ومكائد السياسة شمال مضيق جوهر.وفي أحدث الانتخابات، التي أجريت في سنغافورة عام 2015، حقق حزب العمل الشعبي انتصاره الثاني عشر بعد الاستقلال، حيث حصل على 69.9 % من الأصوات في انتخابات سلسة.ودعت السلطات لإجراء الانتخابات هذا العام قبل تسعة أشهر من الموعد المقرر، حيث تضع حكومة حزب العمل الشعبي رهانها على المسار المستقبلي لوباء كورونا.يشار إلى أنه حتى نهاية شهر مارس الماضي، كانت سنغافورة تحظى بإشادة واسعة النطاق بسبب تسجيلها حالات إصابة قليلة بفيروس كورونا، على الرغم من كونها إحدى أوائل الدول خارج الصين، التي تتأثر بالفيروس.ولكن بعد ذلك ارتفعت حالات الإصابة، حيث ارتفعت من ألف حالة في الأول من أبريل إلى حوالي 45 ألف حالة في الثاني من يوليو الجاري. وفي ظل ارتفاع حالات الإصابة، فرضت الحكومة ما أطلقت عليه «قاطع الدوائر الكهربائية» في السابع من أبريل الماضي. وفاقمت هذه الإجراءات التي استمرت نحو شهرين، من الصعوبات الاقتصادية التي أثرت على التجارة والاستثمار في المدينة، التي تعتمد على التجارة والاستثمار بسبب إجراءات الإغلاق في الدول الأخرى.ووقعت معظم حالات الإصابة بفيروس كورونا بين العمال المهاجرين، الذين يقيمون في مناطق مغلقة في مهاجع.ولم يتأثر معظم مواطني سنغافورة، مما دفع وزير التنمية الوطنية والعضو البارز بالحزب الحاكم لورانس ونج لوصف الفيروس بأنه «تحت السيطرة» على الرغم من تسجيل المدينة 188 حالة إصابة جديدة في الثاني من يوليو الجاري.
مشاركة :