عادت قضية التحرش الجنسي إلى الساحة المحلية مؤخرًا، بعد كشف عدد من الفتيات لوقائع تعرضهن له، وعليه، تطرق النقاش إلى أسباب حدوث هذه الظاهرة. واختلف البعض حول أسباب وقوع التحرش، وأرجعه البعض إلى عدم احتشام بعض السيدات في الشوارع، إلا أن الأرقام نسفت هذه الحجة. ففي عام 2008، أصدرت مؤسسة المركز المصري لحقوق المرأة دراسة بعنوان «غيوم في سماء مصر»، تناولت ظاهرة التحرش الجنسي، من المعاكسات الكلامية وحتى الاغتصاب. وشملت عينة الدراسة، التي أجرتها الباحثة رشا محمد حسن، 2020 شخص، بواقع 1010 من السيدات و1010 من الرجال. وخلصت نتائج الدراسة إلى ارتفاع نسب تعرض النساء لمعظم أشكال التحرش بدءا من التصفير والمعاكسات الكلامية بنسبة 67.9%، مرورا بالنظرة السيئة الفاحصة لأجسادهن بنسبة 46.6%، ثم اللمس غير اللائق لأجسادهن بنسبة 40%. تبعها التلفظ بألفاظ ذات معنى جنسي بنسبة 30.2%، والملاحقة والتتبع بـ22.8%، والمعاكسات التليفونية وصولاً إلى كشف المتحرش لبعض الأعضاء بـ10.9%. وبينت الدراسة أن التحرش لا علاقة له بالظهر، فتتعرض الفتيات، اللاتي ترتدين بلوزة قصيرة وجونيلة وحجاب هن الأكثر تعرضا للتحرش بنسبة 31.9%، تليه الفئة التي ترتدي بلوزة طويلة «تونيك» وبنطلون وحجاب بنسبة 21%، ثم السيدات المرتديات للعباءة والحجاب بنسبة 20%. وأكدت الدراسة، بموجب النتائج السابقة، على أن ظاهرة التحرش الجنسي لا يرتبط بما ترتديه النساء من ملابس غير محتشمة.
مشاركة :