ليالي «شارع المعز» تأسر المصريين في رمضان

  • 7/12/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

بمجرد أن تطأ قدماك شارع المعز لدين الله الفاطمي الذي يبعد خطوات قليلة عن مسجد الإمام الحسين بالقاهرة، في مصر، تدرك على الفور أنك دخلت عالما خاصا ومميزا يعج بالمعالم الأثرية الإسلامية التي تعود إلى الحقبة الفاطمية. وبحلول شهر رمضان المبارك كل عام، يجذب الشارع الواقع في منطقة القاهرة الفاطمية آلاف المصريين والأجانب كل يوم، وخاصة في المساء، فبعد تناول الإفطار في مطاعم حي الحسين التاريخي أو حتى في المنزل يكون مناسبا القيام بتمشية في شارع المعز. بعد تطوير وترميم الشارع وأغلب الآثار الموجودة به، وافتتاحه من جديد عام 2008، أصبح قبلة لكثيرين، حيث توجد الكثير من المقاهي التي تسمح لروادها بالجلوس بين عبق الماضي وروحانيات شهر رمضان، وكذلك تقام الكثير من الأمسيات الثقافية في البيوت المترامية في الشارع ودروبه، التي تسمح بالاستمتاع بالمزامير والطبول الشعبية، والمديح النبوي، كما في بيت السحيمي وبيت القاضي وغيرهما. وما إن تتجاوز عقارب الساعة منتصف الليل، يبدأ الزوار التوافد على المطاعم الموجودة بالشارع ومحيطه لتناول السحور المميز استعدادا للصيام. اللافت هذا العام أن الشارع صار يجذب المصريين على مختلف أعمارهم، ولم يعد يقتصر على فئة الشباب وإنما أصبح وجهة مفضلة للعائلات، ويلاحظ من يمر بالشارع أنه يجمع المصريين من مختلف فئاتهم جنبا إلى جنب مع السائحين الأجانب الذين يأتون إلى القاهرة خصيصا لزيارة آثار الشارع الإسلامية. يحرص زوار شارع المعز على التقاط الصور التذكارية، خاصة أمام المعالم التاريخية التي باتت مضاءة بألوان بديعة أكسبتها جمالا فريدا وساحرا يخطف الأبصار. يعتبر شارع المعز لدين الله الفاطمي أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم، وتم تخصيصه للمشاة فقط منذ الانتهاء من تطويره وترميمه وافتتاحه في 22 فبراير (شباط) 2008، يبدأ الشارع من منطقة الغورية بشارع الأزهر بحي الحسين وصولا إلى باب الفتوح، أحد أبواب القاهرة الفاطمية. وأبرز الآثار الإسلامية التي يحتضنها الشارع جامع الحاكم بأمر الله، ووكالة قايتباي، وبيت السحيمي، وجامع سليمان أغا السلحدار، وجامع الأقمر، وقصر الأمير بشتاك، وجامع السلطان قلاوون، ومدرسة الظاهر برقوق، ومدرسة الناصر محمد بن قلاوون، ومدرسة وسبيل السلطان الغوري، وجامع المؤيد. والشارع ضمن مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونيسكو منذ عام 1979.

مشاركة :