انضم ثلاثة أشخاص في اللحظات الأخيرة إلى سباق المرشحين لمنصب المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، ما رفع ـ إلى ثمانية ـ عدد المتنافسين لتولي قيادة المنظمة التي تتعرض لهجمات واشنطن، وتواجه تحديات هائلة في خضم أزمة اقتصادية عالمية ازدادت حدة مع تفشي فيروس كورونا المستجد.وقبل ساعات من إغلاق باب الترشيحات الأربعاء، في الساعة 16:00 (ت ج)، ترشح للمنصب وزير التجارة الخارجية البريطاني السابق ليام فوكس، ووزير الاقتصاد السعودي السابق محمد التويجري، ووزيرة الرياضة الكينية أمينة محمد التي سبق أن ترأست أكبر ثلاث هيئات في المنظمة.وإلى جانب هؤلاء يتنافس خمسة مرشحين آخرين من مصر والمكسيك ومولدوفا ونيجيريا وكوريا الجنوبية، لخلافة الدبلوماسي البرازيلي روبرتو أزيفيدو الذي سيغادر المنصب نهاية أغسطس/آب، قبل عام من انتهاء ولايته الثانية.وأكد مسؤول في المنظمة أن باب الترشيحات أغلق لتقتصر قائمة المتنافسين على ثمانية أشخاص.ومن المقرر أن يجتمع المجلس العام لمنظمة التجارة العالمية من 15 إلى 17 يوليو/تموز، لإجراء مقابلات مع المرشحين والاستماع إلى المشاريع التي يعتزمون تنفيذها في الهيئة التي تواجه تحديات هائلة حتى قبل تفشي جائحة «كوفيد ـ 19» وتداعياتها الاقتصادية.وسيتعين على المدير الجديد إعادة إحياء المحادثات التجارية المجمدة، والتحضير لمؤتمر 2021 الوزاري، الذي يعد من بين أهم المناسبات التي تنظمها الهيئة، وتحسين العلاقات مع واشنطن.وتجد المنظمة نفسها وسط توتر متصاعد بين واشنطن وبكين. وجمّدت الولايات المتحدة ـ التي هددت بالانسحاب من منظمة التجارة العالمية ـ محكمة الاستئناف التابعة لهيئة تسوية النزاعات في المنظمة منذ ديسمبر/كانون الأول. وتطالب واشنطن بإزالة الصين من قائمة الدول ذات الاقتصادات النامية.وأعلن أزيفيدو (62 عاماً) منتصف مايو/أيار، أنه سيُنهي ولايته الثانية ومدتها أربع سنوات قبل أوانها لأسباب شخصية، مما دفع المنظمة التي تتخذ من جنيف مقراً لها، وتضم 164 بلداً، للبحث عن خلف له في غضون ثلاثة أشهر بدلاً من تسعة، كما جرت العادة.وبدلاً من الانتخابات، تقوم عملية اختيار المدير العام المقبل للمنظمة، على الإجماع، حيث يتم حذف المرشحين بالتدريج.ويمكن اللجوء إلى التصويت كملاذ أخير، لكن لم يسبق أن حصل هذا السيناريو في تاريخ المنظمة.يذكر أنه عام 1999، عندما لم تتمكن الدول من الاختيار بين مرشحين، تولى كل منهما المنصب لولاية مدتها ثلاث سنوات. وقال مصدر دبلوماسي لفرانس برس: «إذا كانت عملية اختيار المدير العام المقبل مسيّسة بشكل كبير، فقد يعرقل ذلك الأمور».وفي حال عدم التوصل إلى توافق، يتولى أحد المديرين العامين الأربعة، زمام المنظمة في سبتمبر/أيلول، على أساس تصريف الأعمال.وإضافة إلى فوكس والتويجري ومحمد، تتنافس على المنصب وزيرة التجارة الكورية الجنوبية يو ميونج هي، ونائب المدير العام السابق للمنظمة المكسيكي يسوس سياد كوري، ووزيرة الخارجية والمالية النيجيرية السابقة نجوزي أوكونجو إيويالا، والدبلوماسي المصري السابق حميد ممدوح، ووزير خارجية مولدوفا السابق تيودور أوليانوفسكي.ومنذ تأسست منظمة التجارة العالمية عام 1995، تولى إدارتها ثلاثة مديرين عامين من أوروبا، ومدير من أوقيانيا، وآسيا وأمريكا الجنوبية.ولم تترأسها أي شخصية إفريقية، وهو ما تسعى إليه القارة هذه المرة، وإن كانت إدارة الهيئة التجارية العالمية لا تقوم على مبدأ المداورة بحسب المناطق، لكن الدول الإفريقية فشلت حتى الآن في الاتفاق على مرشح واحد.ودعم الاتحاد الإفريقي الذي كان يتوقع أن تجري المنافسة في 2021 منذ مدة، ثلاث شخصيات بينها ممدوح، المسؤول السابق المخضرم في منظمة التجارة.وكان ممدوح (67 عاماً) الذي يحمل جواز سفر سويسرياً، الوحيد الذي أعلن ترشحه. وأثار قرار نيجيريا ترشيح نجوزي أوكونجو إيويالا، لمنافسته، نزاعاً قانونياً مع الاتحاد الإفريقي.لكن مصدراً دبلوماسياً قال إنه على الرغم من ذلك، فإن «المرشحة النيجيرية تحظى بتأييد متزايد في إفريقيا».وقالت أوكونجو إيويالا التي تترأس مجلس إدارة «التحالف العالمي للقاحات والتحصين»، إنها حظيت بـ«دعم هائل».وقالت للصحفيين في مؤتمر عقد عبر الإنترنت أواخر يونيو/حزيران: «أنا متأكدة من أن الاتحاد الإفريقي سيتخذ قرار اختيار ودعم المرشح الذي يستحق ذلك».وأكدت النيجيرية التي كانت الشخصية الثانية في البنك الدولي، أن على منظمة التجارة العالمية التي لم تُدرها امرأة من قبل، أن تختار رئيسها المقبل على أساس قدراته.وقالت: «آمل أن يتم انتخاب المدير العام لمنظمة التجارة العالمية على أساس الجدارة قبل أي شيء. ومن ثم، إذا كانت امرأة أو من إفريقيا، فهذا أمر جيد كذلك».أما وزيرة الرياضة الكينية أمينة محمد (58 عاماً)، فسبق أن تولت منصب رئيسة المجلس العام لمنظمة التجارة العالمية، وترشحت للمنصب أول مرة عام 2013. وأعلنت ترشحها قبل وقت قصير من انتهاء مهلة تقديم الترشيحات، ما يعني أن هناك ثلاث نساء وثلاثة أفارقة في المنافسة.والمرشحة الثالثة هي الكورية الجنوبية يو البالغة 53 عاماً. وأما المرشح الأصغر سناً فهو أوليانوفسكي (37 عاماً)، بينما يعد سياد (73 عاماً) الأكبر سناً، ويذكر أنه تولى مناصب في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. (أ ف ب)
مشاركة :