أثار إنشاء نقطة عسكرية للجيش السوري بطلب من روسيا حسبما أفادت تقارير قرب مزار شيعي في البادية بطلب من موسكو توتراً مع ميليشيا «حزب الله ـ العراق» الموالية لطهران التي كانت تحرس المنطقة. في إطار تضييق موسكو الخناق على الميليشيات الشيعية التي تقاتل الى جانب صفوف الجيش السوري، وتحديداً مقاتلي "حزب الله ـ العراق"، أفادت شبكة "دير الزور 24" المعارضة، بأن "القوات السورية نقلت وبأوامر من القوات الروسية، مجموعة كبيرة من عناصر المخابرات الجوية من عدد من النقاط في مدينة الميادين بدير الزور إلى موقع عين علي في بادية الشام". وأضافت الشبكة أنّ "سبب نقلهم يعود إلى نية الجيش إنشاء نقطة عسكرية قرب مزار عين علي، بأوامر من الروس". وتابعت الشبكة "إنّ ميليشيا حزب الله العراقي تعارض إنشاء نقطة عسكرية للقوات النظامية السورية قرب موقع عين علي الأثري الذي تتخذه ميليشيات إيرانية قاعدة عسكرية"، مشيرة إلى "أن الميليشيات الإيرانية توجد في المنطقة بحجة حماية مزار عين علي الذي يقصده الحجاج العراقيون والإيرانيون الشيعة". يشار إلى أنّ خلافات حادة بين الميليشيات الإيرانية والقوات النظامية السورية والجيش الروسي أصبحت ظاهرة في الآونة الآخيرة، في مناطق عدة من دير الزور. عملية جديدة إلى ذلك، تساءل "المرصد السوري لحقوق الانسان" في تغريدة على "تويتر" أمس قائلاً: "هل أعطت روسيا الحكومة التركية الضوء الأخضر لشن عملية عسكرية جديدة تستهدف ناحية عين عيسى ومنطقة عين العرب (كوباني)"؟ جاء ذلك، بينما دخلت ثلاثة أرتال تابعة للقوات التركية نحو الأراضي السورية، عبر معبر كفرلوسين الحدودي مع لواء إسكندرون شمال إدلب، وضمت نحو 70 آلية محملة بمعدات لوجستية وعسكرية وبعضها يحوي مجنزرات ومصفحات، وتوجهت تلك الآليات نحو نقاط المراقبة التركية المنتشرة ضمن منطقة خفض التصعيد. وفي وقت سابق، شهدت، أمس، أجواء مناطق "نبع السلام" التي تسيطر عليها أنقرة في سورية تحليقاً مكثفاً لطائرات حربية تركية في سماء مدينة تل أبيض وريفها في محافظة الرقة في شمال سورية لليوم الثاني. وذكر "المرصد"، أن القوات التركية والفصائل الموالية لها قصفت أمس ولليوم الثاني على التوالي بالمدفعية، قريتين يوجد فيهما عناصر من القوات السورية و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، في ريف تل أبيض الغربي شمال الرقة. كما أفاد "المرصد"، بأن "الفصائل الموالية لتركيا شمال سورية أضرمت النيران في منازل المواطنين المهجرين في قريتي تل محمد وعنيق الهوى شرق مدينة رأس العين في ريف الحسكة وسرقت محتويات المنازل وحرقتها، بعد أن وجهت لأصحابها تهمة الانتماء لقسد". وكان رئيس أركان الجيش الإيراني اللواء محمد باقري انتقد، أمس الأول، بعد توقيع اتفاقية شاملة للتعاون العسكري مع دمشق، عدم التزام أنقرة بتعهداتها، قائلاً: "تركيا متأخرة في تنفيذ التزامها وتتلكأ في تنفيذ تعهداتها بتفاهمات أستانة لإخراج الجماعات الإرهابية من سورية"، مشدّداً أن "على تركيا أن تدرك أن حل أي من مشاكلها الأمنية هو عبر التفاوض والتفاهم مع الجانب السوري وليس عبر الوجود في الأراضي السورية". مخلوف من ناحية ثانية، شن رامي مخلوف هجوماً جديداً على نظام الرئيس بشار الأسد، ضمن سلسلة من الهجمات التي بدأها قبل بضعة أشهر. وقال مخلوف في منشور جديد، أمس، "طيلة فترة الستة أشهر التي مضت لم تتوقف الاعتقالات الأمنية لموظفينا الواحد تلو الآخر، فقد اعتقلوا معظم الرجال من الصف الأول، ولم يبق لدينا إلا النساء، فبعد عدم حصولهم على مبتغاهم، وهو إخضاعنا للتنازل لهم، وبعد كل الإجراءات التي اتخذوها بحقنا من حجوزات على كل شركاتنا وعلى كل حساباتنا وعلى كل ممتلكاتنا، لم يكتفوا بذلك فقد أغلقوا عدة شركات بقرارات تعسفيّة، وبالتالي سرحوا مئات الموظفين ومنعوا بقية الشركات الأخرى من ممارسة أعمالها بالشكل الصحيح القانوني الطبيعي". وأشار إلى أن "الأجهزة الأمنية لم تكتف بذلك وإنما بدأت بالضغط على النساء في مؤسساتنا من خلال اعتقالهن واحدة تلو الأخرى". وتابع مخلوف: "الرجال يهددونهم بتلفيق تهم التعامل بالعملة لأخذ إقرارات منهم باعترافات ملفقة الهدف منها الإساءة لسمعتنا، أما النساء فيهولون الأمر عليهن بأساليب مختلفة للخضوع لطلباتهم" متسائلاً: "أين القوانين؟ أين الأنظمة؟ أين الدستور الذي يحمي هؤلاء الأبرياء"؟ «كيماوي» ومجلس الأمن في سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن مسلحي تنظيم "هيئة تحرير الشام" يعدون عملية استفزازية في عدد من البلدات السورية بواسطة 15 عبوة ناسفة تحتوي على مواد كيماوية مجهولة. وفي نيويورك، قدمت ألمانيا وبلجيكا اللتان أفشلت روسيا والصين مشروعهما الثلاثاء، لمجلس الأمن، مسودة قرار جديد أمس، ينص على إبقاء المساعدات الإنسانية التي تقدّمها الأمم المتّحدة لسورية عبر الحدود، مع تعديل بسيط. ولا يتوقع أن يجري تصويت جديد على المحاولة الأوروبية الجديدة التي يمكن أن تعرقلها موسكو مجدداً، قبل اليوم الجمعة، موعد انتهاء تفويض الأمم المتحدة في هذه المهمة. وكان النص الألماني البلجيكي الأول يقضي بتمديد آليّة إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سورية مدّة عام واحد عبر نقطتَي الدخول الحدوديّتَين في "باب السلام" المؤدية إلى منطقة حلب، وباب الهوى التي تسمح بالوصول إلى منطقة إدلب، ويقترح النص الجديد تمديد المهمة ستة أشهر. وكانت موسكو قدمت الثلاثاء اقتراحاً مضاداً ينصّ على إلغاء معبر "باب السلام" والإبقاء على معبر باب الهوى فقط والتمديد مدة ستة أشهر لكن القرار لم ينل التأييد الكافي.
مشاركة :