جوهر محمد.. صوت إثيوبي صارخ أزعج آبي أحمد

  • 7/10/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تعتبر الأورومو (Oromo) أهم عرقية مكونة للنسيج الديموغرافي الأثيوبي حيث تمثل حوالي 34.4 بالمائة من سكان أثيوبيا وتليها عرقية الأمهرة بنسبة تقارب 27 بالمائة. وعلى مدار سنوات، اشتكت أغلبية الأورومو من التهميش والفقر وتراجع الاستثمارات وفرص العمل بمناطقها واتهمت الحكومات السابقة بممارسة القمع والاستبداد ضدها. لكن خلال شهر نيسان/أبريل 2018، عرفت البلاد تحولا غير مسبوق حيث عيّن أبي أحمد رئيسا للوزراء ليكون بذلك أول رئيس وزراء ينتمي لعرقية الأورومو بتاريخ البلاد. وعلى الرغم من الإصلاحات الهامة التي عرفتها أثيوبيا في العديد من القطاعات منذ عام 2018 والوعود المقدمة بإرساء الديمقراطية وإنهاء حالة الانقسام العرقي وحصول أبي أحمد على جائزة نوبل للسلام عام 2019 لدوره في حل النزاع الأثيوبي الإريتري، عرفت أثيوبيا بعض الصدامات جاءت أبرزها خلال الأيام الأخيرة تزامنا مع مقتل المغني الأثيوبي الشهير هاشالو هونديسا المنتمي لعرقية الأورومو. وقد جاءت الاحتجاجات الأخيرة لتبرز حال الانقسام داخل عرقية الأورومو حيث فضّل عدد كبير من النشطاء العرقيين التحول للمعارضة.ومن أبرز تلك الشخصيات يظهر اسم الإعلامي جوهر محمد، المنتمي أيضا للأورومو والذي عمدت السلطات لاعتقاله مؤخرا، حيث اعتبرت شبكة بي بي سي البريطانية أن الأخير يهدد عرش رئيس الوزراء أبي أحمد.من هم الأورومو؟ وبحسب موسوعة بريتانيكا (Encyclopædia Britannica)، يشكل الأورومو أكثر من ثلث سكان أثيوبيا ويتكلمون لغة تصنف ضمن قائمة اللغات الأفريقية الآسيوية كما تصنف لغتهم كأكثر اللغات انتشارا ضمن فرع عائلة اللغة الكوشية التي يتم التحدث بها بمنطقة القرن الأفريقي. ويعود تاريخ الأورومو لأكثر من 7 آلاف عام مضت حيث يصنفهم كثيرون ضمن أول الشعوب التي سكنت مناطق القرن الأفريقي.وفي أثيوبيا تواجدت هذه العرقية بالجنوب والجنوب الشرقي البلاد قبل أن تهاجر ضمن مجموعات كبيرة خلال القرن السادس عشر لتتوسع وتستقر بمناطق الوسط والغرب. كما استقر الأورومو أيضا في جنوب ولاية أمهرة ومناطق وولو والتيغر المحاذية لإريتريا، وانصهروا ضمن هذه العرقيات واعتنقوا عاداتهم وتقاليدهم.بحث عن المراعي قبل بداية هجرتهم التي ارتبطت بأسباب عديدة كقلة المراعي والجفاف والحملات العسكرية للسلطان أحمد بن ابراهيم الغازي، اعتمد الأورومو نمط حياة ركّز أساسا على الرعي وليومنا الحاضر يواصل كثير من منتسبي هذه العرقية اعتماد هذا النمط بالجنوب. أما في الشمال والشرق، فترك نمط الرعي مكانه للزراعة بفضل الزيجات المختلطة التي ربطت بين الأورومو والأمهرة.وفي حين حافظ قسط كبير من الأورومو في الجنوب، على العادات الوثنية ونظام الحكم القديم المعروف باسم غادا (Gada) على عكس الشمال حيث زالت تلك التقاليد، وانصهر الأورومو بالمجتمع وانتسبوا إما للإسلام أو لكنيسة التوحيد الأرثوذكسية الأثيوبية.من هو جوهر محمد؟ ولد جوهر محمد يوم 12 أيار/مايو 1986 بقرية دوموغا (Dhumuga) في منطقة آرسي الأثيوبية وكان والده مسلما وانتمى لتفرع آرسي المنتمي لعرقية أورومو بينما كانت والدته مسيحية أرثوذكسية انتمت لتفرع تولاما التابع أيضا لعرقية أورومو. باشر دراسته بالمدرسة الكاثوليكية بأسيلا (Asella) وانتقل من بعدها للدراسة بثانوية أداما (Adama) قبل أن يحصل على منحة واصل بفضلها تعليمه في سنغافورة. لاحقا، درس في جامعة ستانفورد بكاليفورنيا وحصل على شهادة في العلوم السياسية عام 2009 . ثم انتقل بعدها لدراسة حقوق الإنسان في جامعة كولومبيا ونال درجة الماجستير بحلول سنة 2012.لم شمل الأورومو عالميا منذ دراسته في الولايات المتحدة الأميركية، انخرط بشكل لافت في الحياة السياسية فأسس جمعية شباب أورومو العالمية (IOYA) التي أخذت على عاتقها مهمة لم شمل قسم كبير من عرقية الأورومو بالعالم، ونظمت احتجاجات عديدة ضد السلطات الأثيوبية بالخارج، كما تحدثت باسم عرقية الأورومو أمام المنظمات الدولية محاولة بذلك نقل ما وصفته ب "مظالم السلطات الأثيوبية ضد هذه العرقية" للعالم.احتجاجات إثيوبيا إلى ذلك، انتقد جوهر محمد بشكل لاذع دور جبهة تحرير أورومو مؤكدا ع فشلها في إحداث أي تغيير يذكر بأثيوبيا لمساعدة الأورومو.ومن الخارج، ساند العديد من المنظمات الأثيوبية كما أيد الاحتجاجات التي استعرت بأثيوبيا عام 2016 ودعا للتصعيد بما عرف بأوروميا، مناطق عرقية الأورومو، مثيرا بذلك غضب السلطات الأثيوبية التي صنفته قائدا للإحتجاجات واتجهت لحجب الانترنت والقنوات الفضائية.عودة من المنفي منذ نحو عامين، عاد جوهر محمد من منفاه الاختياري بالولايات المتحدة الأميركية لوطنه أثيوبيا عقب جملة من الإصلاحات السياسية.وقد ساهم هذا الإعلامي البارز، الذي أعلن أنه أورومي قبل أن يكون أثيوبي، في صعود رئيس الوزراء الحالي أحمد أبي قبل أن تبرز الخلافات تدريجيا بين الرجلين، المنتميين لعرقية الأورومو، حول مستقبل أثيوبيا. وخلال الاحتجاجات التي تلت مقتل المغني هاشالو هونديسا، السلطات الأثيوبية، مدير شبكة أوروميا الإعلامية، واتهمته، برفقة عدد من حراسه، بقتل أحد رجال أمن. من جهة ثانية، يتحدث عدد من الناقدين عن تلفيق هذه التهمة لجوهر محمد من قبل أبي أحمد وأنصاره بغية التخلص منه.

مشاركة :