يقول الباحثون البريطانيون إن علاجا للسرطان يعمل على تدريب الجسم على مهاجمة الأورام سيعمل على انقاذ أرواح آلاف المرضى. ويعتقد الخبراء أن العلاج الجديد يمكن أن يمثل أكبر خطوة إلى الأمام منذ العلاج الكيميائي وقد يحل محله في غضون خمس سنوات. ويكتسب هذا العلاج فعالية على وجه الخصوص ضد أكثر أنواع السرطانات القاتلة مثل سرطان الرئة وسرطان الجلد. وأوضحت التجارب أن العلاج الجديد قضى على الأورام لدى المرضى الذين كان يتوقع لهم ألا يعيشوا أكثر من بضعة أشهر وهم الآن يعيشون حياة طبيعية. ويعمل العلاج المسمى "العلاج المناعي" من خلال تدريب جهاز المناعة على مهاجمة الخلايا السرطانية. وبالإضافة إلى سرطان الرئة والجلد، أثبت العلاج فعالية عظيمة في القضاء على سرطانات الكلى والمثانة والرأس والعنق، وفقا لما أوضحته تجارب رئيسة عدة عرضت في مؤتمر الجمعية الأميركية للأورام السريرية. وتعد هذه الأمراض من أكثر السرطانات فتكا وأصعبها علاجا، وهي مجتمعة تحصد أرواح 54 ألفا في بريطانيا وحدها كل عام. وفي إحدى التجارب البريطانية، عاد مرضى مصابون بحالات متقدمة من سرطان الجلد والذين وصفت حالاتهم بأنها ميؤوس منها إلى مزاولة أعمالهم بصورة طبيعية، ويتوقع لهم أن يعيشوا إلى أواخر العمر، ومنهم من لن يحتاج إلى العلاج مرة أخرى، بينما آخرون قد يحتاجون إلى جلسات علاجية إضافية مرة كل بضعة أسابيع أو أشهر . ومن بين المرضى الذين استفادوا من العلاج الجديد، الأستاذة الجامعية فيكي براون (61 عاما) والتى تم تشخيص إصابتها بسرطان الجلد في عام 2006، والذي عاد وانتشر في ثدييها ورئتيها، وقيل لها في عام 2003 إنها ربما لن تعيش إلا لبضعة أشهر. واشتركت براون في التجارب السريرية في "رويال مارزدين" في شهر أغسطس لتختفي الأورام تماما بعد عدة أسابيع. ورغم أنها عادت مرة أخرى إلا أنه تم القضاء عليها تماما من خلال تكرار العلاج المناعي. وتكرر المرض للمرة الثالثة وسيتم إخضاعها للتقنية العلاجية نفسها. وعلى الرغم من أن جهازنا المناعي مدرب لمحاربة السرطان والعدوى، إلا أن بعض الأورام تتمكن من تطوير دروع واقية ما يعنى أن جهاز المناعة والمعالجة الكيميائية والأدوية الأخرى تصبح عديمة الفعالية. غير أن المعالجة المناعية تحطم هذه الدروع وتعمل على تدريب الجسم على كيفية مهاجمة الأورام. ويتم إعطاء هذا العلاج عن طريق التقطير الوريدي مرة كل بضعة أسابيع. ويقول البروفيسور بيتر جونسون، مدير الأورام الطبية في "كانسر ريسيرش يو كيه" معلقا،"تشير الأدلة إلى أننا في مستهل عهد جديد تماما في علاجات السرطان ولاسيما السرطانات التى يصعب علاجها" وأشار الربوفيسور روي هيربست، رئيس قسم الأورام السريرية بمركز ييل للسرطان بالولايات المتحدة إلى أن المعالجة المناعية يمكن أن تحل محل العلاج الكيميائي كعلاج عادي للسرطان في غضون السنوات الخمس المقبلات. وفي فتح طبي آخر ذي صلة بعلاج السرطان، طور العلماء اختبارا بالنفس يوفر تشخيصا فوريا لسرطاني المعدة والمريء بدقة تصل إلى 90 بالمئة ولا يستغرق إجراؤه سوى بضع دقائق، في حين أن الفحوصات المخبرية التقليدية قد تستغرق 6 ساعات. علاوة على ذلك، فإن الفحص التنفسي لا يحتاج إلى تنظير للمعدة ويوفر الكثير من النفقات. وما على المريض إلا أن يتنفس داخل جهاز يرصد الروائح المميزة التى تنتجها الأورام السرطانية. ويقول العلماء الذين طوروا الجهاز في "امبيريال كوليدج" إنه يستطيع التمييز بين الأورام الحميدة والسرطانية. وأسفرت تجارب أجريت على 200 مريض عن نتائج واعدة، وهناك خطط لإجراء تجربة أكبر في ثلاثة مستشفيات بلندن. العلاج المناعي يقضي على الأورام السرطانية ( قبل) الصورة هذه توضح وجود ورم كبير في رئة فيكي راون اليسرى وتلقت جرعتين من العلاج المناعي عن طريق التفطير الوريدي لتدريب جهازها المناعي على التعرف على الورم والقضاء عليه. ( بعد ) الورم تقلص بصورة كبيرة في غضون أشهر قليلة ثم اختفى نهائياً لمدة عام وعاد ليختفي مرة أخرى بعدجرعة ثانية من العلاج.
مشاركة :