قال الدكتور سعيد البطوطي، المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية، إن قطاع الطيران العالمي يعد من أكثر الصناعات تأثرًا بوباء COVID-19، ومن المعروف أن صناعة الطيران مرتبطة لحد كبير بالنمو الاقتصادي العالمي، ففي فترات الازدهار والتوسع الاقتصادي تنمو إيرادات صناعة الطيران العالمية بنفس وتيرة نمو الاقتصاد العالمي، والعكس صحيح.وأوضح في تصريحات خاصة، أن التراجع في النمو خلال عام 2020 جاء حادا وبالتالي فالتراجع في إيرادات الطيران كبيرة، ومن المتوقع أن تنخفض إيرادات الطيران بنسبة -50% مقارنة بعام 2019، ومقارنة بانخفاض بنسبة 8% في الناتج المحلي الإجمالي العالمي في السيناريو الأكثر تشاؤما، مشيرا إلى أنه وفقًا لتوقعات حديثة من الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)، ستخسر صناعة الطيران العالمية 100 مليار دولار من صافي الأرباح في عامي 2020 و2021. ولفت إلى ان متوسط الخسارة اليومية لقطاع الطيران 230 مليون دولار خلال العام الحالي، بمعنى خسارة هذا العام قدرها 84،3 مليار دولار. وهذا مبني على تقدير أن عدد الركاب هذا العام 2،2 مليار مسافر وأن شركات الطيران ستفقد متوسط 37،54 دولار عن كل راكب، كما أنه من المتوقع عام 2020 أن تنخفض مستويات حركة المرور (من حيث إيرادات الركاب بالكيلومترات RPKs) بنسبة 54،7% مقارنة بعام 2019، وستنخفض أعداد الركاب إلى 2،25 مليار راكب تقريبا، أي ما يعادل تقريبا مستويات عام 2006.وتوقع أن تنخفض إيرادات الركاب إلى 241 مليار دولار (مقابل 612 مليار دولار في 2019)، وأن يبلغ متوسط عوامل التحميل 62،7% أي أقل بـ 20 نقطة مئوية عن الرقم القياسي المرتفع الذي بلغ 82،5% في عام 2019، فيما سينخفض عامل حمولة الركاب إلى 62،7% في عام 2020. وتابع بأن إجمالي النفقات بلغ 517 مليار دولار وهو أقل من مستويات 2019 بنسبة 34،9% لكن الإيرادات ستشهد انخفاضا بنسبة 50%، وسترتفع تكاليف الوحدات غير الوقودية بشكل حاد بنسبة 14،1%، حيث توزع التكاليف الثابتة على عدد أقل من الركاب، كما أن الاستخدام الأقل للطائرات والمقاعد نتيجة للقيود سيزيد من ارتفاع التكاليف، ومن المتوقع أن يمثل الوقود 15% فقط من إجمالي التكاليف مقارنة بـ 23،7% في عام 2019.وأكد البطوطي، أن انتعاش صناعة الطيران غالبا ما يستغرق وقتا طويلا، خاصة مع زيادة عبء الديون على الصناعة، بعد عقد من الأرباح، كانت مستويات الديون خلاله منخفضة نسبيا (430 مليار دولار، أو ما يقرب من نصف الإيرادات السنوية)، وقد منعت تدابير الإغاثة المالية الحيوية التي اتخذتها الحكومات شركات الطيران من الإفلاس حتى الآن، ولكنها تضخم الدين بمقدار 120 مليار دولار إلى 550 مليار دولار، وهو ما يمثل نحو 131% من الإيرادات المتوقعة في عام 2020.