رحمك الله يا سعود الفيصل

  • 7/12/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

سعود سيف الجعيد بقلوب حزينة فقدت المملكة العربية السعودية والأمتان العربية والإسلامية، رجل الدولة وعميد الدبلوماسيين العرب صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل -رحمه الله- الذي خدم بلاده بكل إخلاص لأربعة عقود مضت، رجل اجتمع الناس على حبه ورجل بكل ماتحمله الكلمة من معنى، شرف بلاده وكان مناصرا لقضايا الأمة العربية والإسلامية في المحافل الدولية، امتاز -رحمه الله- بالحنكة والدهاء واللسان الصارم والعقل الواعي، وكان صلبا أمام الخصوم وكان يمتاز أيضا بحدة الذكاء. رجل عظيم صاحب قرارات مؤثرة. كان محبا لعروبته ورمزا للإخلاص في العمل، يعتبر مهندس السياسة، ويتحدث سبع لغات عالمية، غيورا على قضايا الأمة، تجف الأقلام وتعجز الكلمات أن تقف أمام هذه القامة من كل الجوانب السياسية والإنسانية، أفنى عمره في خدمة هذا الوطن، وكان له الفضل بعد الله عزّ و جلّ في رسم ملامح السياسة الخارجية. كان حكيما وسديد الرأي، جادا في حياته يحمل بعضا من صفات والده الملك فيصل بن عبد العزيز -رحمه الله-. لم يكن رجل دولة بل دولة في رجل، رحم الله سعود الفيصل الأمير والإنسان البار بأهله وبلده وعروبته ودينه وإنسانيته وأثابه الله على كل ماقدم وأعطى. بعضهم لانشعر بقيمتهم إلا عندما يرحلون من عالمنا، لكن أنت يا أميرنا قيمة من قبل ومن بعد، عندما نتحدث عن الشموخ والكرامة والرجولة والعروبة واللباقة والرفعة والمروءة والعدالة والوطن والحلم، نتذكرك ونتذكر ذلك الوجه الذي يشع أنوارا، وروحا تفيض بالمحبة والشموخ. يثقل الرحيل عندما نودع رجلا يوازي أمة. اللهم اغفر له واجعل مثواه الجنة، فلقد كان فخرا لكل العرب، فهو رجل لن يتكرر. يعتبر من دهاة ومحنكي السياسة وله مواقف لاتنسى في نصرة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، ولعل من أهمها قضية فلسطين. كان أول من قال نحن العرب في مجلس الأمن، بذل حياته في خدمة هذا الوطن الشامخ. امتدحه كثيرون وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي قدم العزاء في الفقيد، واعتبره من أفضل السياسيين العرب، الذي استطاع أن يقرب وجهات النظر ويساهم في توطيد العلاقات الدولية مع بلاده المملكة العربية السعودية، يعتبر قائدا محنكا وذا رأي صائب وحكمة بالغة. في يوم رحيلك أيها الأمير أعزي نفسي وأعزي القيادة الرشيدة والشعب السعودي والأمتين العربية والإسلامية والعالم بأسره، ولن ننساك ياسعود الفيصل أبدا وسنذكرك لأبنائنا وأحفادنا. وسيبقى الطريق الذي رسمته مدرسة بل جامعة ينار بها درب كل من يأتي بعدك، فنم قرير العين في جنات الخلد بإذن الله. وقفة ناس ما يفقدها إلا ناس وناس ما يفقدها إلا وطن

مشاركة :