تحت جنح الظلام، وقع انفجار في قلب البرنامج النووي الإيراني قبل أيام، متزامناً مع اندلاع حرائق وتسربات غاز في البنية التحتية الرئيسية في جميع أنحاء البلاد، وأعلنت جماعة غامضة تسمى "شتات الوطن" مسؤوليتها عن تنفيذه. وفي الأيام الأخيرة، ازدادت التكهنات حول حقيقة ما حدث بالضبط في منشأة نطنز، المعروفة بأنها مصنع تجميع لأجهزة الطرد المركزي المستخدمة لتخصيب اليورانيوم، وما جرى في غيرها من المرافق الإيرانية، فيما سلّط تقرير لصحيفة "فاينانشيل تايمز" الضوء على الأمر.دمار شامل للمنشأة فقد أشار التقرير إلى صور الأقمار الاصطناعية المأخوذة للموقع الننوي الإيراني نطنز، حيث أظهرت حفرة بعمق 10 أمتار وحطام وقطع مدمرة من الأسقف، وفقاً لمعهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن دي سي، والذي قال إن الانفجار تسبب في انتكاسة كبيرة لقدرات إيران على نشر أجهزة طرد مركزي على نطاق واسع لسنوات قادمة. كما أكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن حجم الضرر كبير، فيما ذكر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أنه يعرف السبب الرئيسي للحادث، الذي وقع في الساعات الأولى من صباح يوم 2 يوليو/تموز، لكنه لم يقم بالكشف عنه لأغراض أمنية، بحسب تعبيره. ووفقاً لمقال نُشر هذا الأسبوع في صحيفة "همشهري" اليومية شبه الرسمية الإيرانية، فإن مستوى الدمار يعزز فكرة وقوع عملية تخريبية قام منفذوها بالتسلل عبر الظهير الصحراوي للمنشأة، مستغلين الظلام الدامس.تحذير قوي للنظام الإيراني بدوره، أفاد محلل مقرب من الدوائر الإصلاحية الإيرانية مرجحاً أن يكون الانفجار بمثابة هجوم من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل أو كليهما، وتحذيراً منهما بأنهما قريبين منا للغاية. وأضافت: "كانت الضربة كبيرة وتسببت في خسائر مالية كبيرة، بما يجعل توترات إيران مع الولايات المتحدة أكثر تعقيدا من ذي قبل"."شتات الوطن" مسؤولة! من جهة أخرى، أعلنت جماعة تسمى "شتات الوطن" مسؤوليتها. وأشار البيان الصادر عن الجماعة، تم إرساله عبر تطبيق "تليغرام"، إلى أنهم عملاء سابقون في المخابرات والأمن الإيراني، ويهدفون إلى الإطاحة بالنظام الحاكم الإيراني. كما أضاف البيان أنه تم التخطيط لمزيد من الهجمات المشابهة لتلك التي وقعت في نطنز، حيث سبق وأن تم استهداف منشأة نطنز بهجمات سيبرانية في الماضي، إذ تم إصابة كمبيوتر التشغيل بفيروس Stuxnet في عام 2010، والذي يُعتقد على نطاق واسع أنه هجوم تم بتحريض من الولايات المتحدة وإسرائيل.هجمات سيبرانية حتى عام 2015 يشار إلى أن الهجمات السيبرانية كانت توقفت بعد توقيع إيران الاتفاق النووي مع القوى العالمية في عام 2015 كما أوقفت إيران أيضًا معظم أنشطتها لتخصيب اليورانيوم. ولكن بعد أن قرر الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي قبل عامين وبدء إعادة فرض العقوبات، استأنفت إيران عناصر مختلفة من برنامجها النووي. وشملت تلك الخطوات تنشيط مصنع التجميع في نطنز، الذي أصبح لديه منذ عام 2018 القدرة على بناء واختبار ما يصل إلى 60 جهاز طرد مركزي متقدم في وقت واحد. كما تشير صور الأقمار الاصطناعية إلى تدمير منشأة الإنتاج في المكان.حرائق وانفجارات ووقع الانفجار بعد نحو أسبوع من انفجار في موقع بارجين العسكري الإيراني، والذي قالت طهران إنه حدث بسبب تسرب للغاز. كما اندلعت في الأيام الأخيرة حرائق وتسربات غاز في عيادة طبية بالعاصمة الإيرانية ومحطة كهرباء في مدينة الأحواز الجنوبية الغربية ومركز للبتروكيماويات في مدينة ماهشهر الساحلية الجنوبية ومصنع صغير في جنوب طهران.
مشاركة :