أشيع عن عسل المانوكا خلال الفترات الماضية أنه يحتوي على فوائد طبية فريدة، وقدرة على علاج العديد من الأمراض، كالتهاب وقرحة وجرثومة المعدة، وأنه المضاد الحيوي الأقوى والفتاك بالجراثيم! وربما يباع بأسعار مرتفعة. ينتج عسل المانوكا النحل المتغذي على زهور شجرة المانوكا (شجرة الشاي) ويصنف إلى أنواع مختلفة بناء على عوامل متعددة كالميثيل غليوكسال، وبناء على ذلك تزيد أو تقل تكلفة الشراء.لم تثبت فعالية عسل المانوكا في علاج قرحة أو التهاب المعدة علميا، كما أن أحماض المعدة قوية وتحلل العسل قبل وصوله إلى القرحة أو مكان الالتهاب، أي أن العسل في المعدة ليس بنفس تأثيره على جروح الجلد الخارجية.أيضا، لم تثبت فعالية عسل المانوكا في علاج جرثومة المعدة، والطريقة المثبتة علميا هي بتناول أنواع متعددة من المضادات الحيوية ودواء حموضة، أما الأبحاث العلمية التي أجريت على عسل المانوكا فتعد غير مؤكدة، ولا يمكن الاعتماد عليها والادعاء بأن المنتج يحقق فوائد علاجية.قد يسأل البعض، بما أنه لم تثبت فعاليته العلاجية، فلماذا يعرض ويباع في الصيدليات؟ الجواب: الصيدليات محلات تجارية تبيع منتجات متعددة، كالأدوية ومستحضرات التجميل وأدوات الحلاقة وأجهزة وبسكويت وغيرها، فكونه يباع في الصيدلية لا يعني أنه دواء، ومن ناحية أخرى، تكمن إشكالية في تسويق الصيدليات لعسل المانوكا بأنه علاج للأمراض!وتجدر الإشارة إلى أن العسل ذكر في القرآن الكريم بأنه شفاء على صفة العموم، قال تعالى: (فيه شفاء للناس)، وليس المقصود أنه علاج لجميع الأمراض (كالجلطات والالتهابات والأمراض المناعية والوراثية والأمراض المزمنة كالسكري والضغط)، ولو كان العسل فيه الشفاء لكل الأمراض لما خلق الله دواء آخر غيره.ختاما، عسل المانوكا مثل أي نوع عسل آخر محلي أو مستورد، كعسل السدر والطلح وغيرها، كل أنواع العسل الطبيعي صحية ومفيدة وتحتوي على فيتامينات ومعادن معززة لصحة الجسم، وربما تحتوي على كميات قليلة من مضادات الأكسدة إلا أن فائدتها على الصحة غير محددة. والأفضل الاعتدال في تناوله، وفي حالات معينة قد يكون العسل ضارا، مثلا للمصابين بداء السكري والأطفال دون عمر السنة.@DrAbdullahA1
مشاركة :